باب الحارة
كارثة الحارة الأخرى تمثلت في نفس الليلة حيث كان الزعيم يبحث عن قاتل "أبو سمير" في كل مكان من أزقة حارته حتى أتته يد الغدر بخنجر مسموم وفي مكان القلب أدى إلى سقوطه مقتولاً، وفي الصباح قامت قيامة الحارة بمقتله والتي تولى أبو عصام إدارة الحارة والتصرف بها وذلك بسبب تأخر العقيد أبو شهاب في أرض الوقف التي كانت تعطي الحارة ومسجدها خيراً كثيراً، وبالفعل عاد أبو شهاب ليجد نار الغضب تملأ النفوس في حارته بموت الزعيم و"أبو سمير" الحمصاني اللذين قتلا في غيابه ودفن الزعيم بعد عهد من "أبو شهاب" أعطاه لجسد الزعيم بإيجاد قاتله والانتقام منه..
خط سياسي آخر مليء بالاحداث الدرامية الممتزجة اجتماعيا، عودة "أبو النار" الذي استخف ب "أبو شهاب" بعد مقتل الزعيم داخلاً الحارة مقاتلاً ليرد اعتباره الذي سلب منه في أخر معركة في أيام الإدعشري عندما خرج من حارة الضبع هارباً مع رجاله حيث تصدى له أبو شهاب والحارة بمعركة سريعة أخمدت بطلب من "أبو عصام" الذي دخل مصلحاً بينهما حيث تم الصلح في منزله وعادت الصحبة بين الحارتين وعاد أبو غالب ليدخل حارة الضبع من جديد لكنه لم يوقف مكره وحقده وتوعد بتأجيج الفتنه بينهما.
وفي منزل "أبو عصام" عادت المشاكل من جديد تتأجج فتارة بين الأخ وأخيه وتارة بين سعاد ولطفيه وتارة بين "أبو عصام" وسعاد وتارة بين جيرانه وسعاد وبناته وتارة بين أبنائه وأهل الحارة مما أضطر "أبو عصام" إلى إبعاد عصام عن منزله ليسكن في منزل سعاد التي ورثته عن والدها وتحت الضغط والترجي القليل إليها وخصوصاً بعدما استلم الحارة أخوها أبو شهاب خلفاً للزعيم وبه أرادت سعاد الانتقام من فريال التي رحل سندها وقريبها. حتى عادت المشاكل من جديد بين فريال وسعاد اللتين توعدا لبعضهما وقامت المشاكل من جديد وطردت فريال للمرة الثانية من منزل "أبو عصام" وتتالت الهجمات على سعاد من جيرانها حتى تطاول الجار على سعاد وعلى زوجها والتي سمع بها أبو عصام وكان حاضراً في منزله صباحاً بل أهين من سعاد أمام أولاده وزوجة عصام والذي رد عليها بالطلقة الثانية الطلقة التي شلت كل توتر حاصل في تلك الساعة. يخرج أبو عصام من منزله إلى دكانه ليرسل عصام إلى المنزل ليمنع سعاد من مغادرة المنزل حفاظاً على تماسك أسرته واستمرار مراقبتها لبناتها ومن ثم لعدم فضح سعاد وأسرته في الحارة وخصوصاً ابنته دلال التي خطبت لإبراهيم وعقد قرانها والتي اقترب موعد زفافها، هذه الأحداث الدرامية التي تمثل المجتمع المتماسك في أحلك الظروف وأصعبها، هنا أراد أبو عصام تأديب سعاد بالابتعاد عن منزله وعنها نائماً في دكانه التي كَشفت أسراراً كثيرة عن الحارة وعن خارجها والتي كان أهمها معرفة جاسوس الحارة وقاتل أبو سمير والزعيم وعن اللصين اللذين كانا ينويان دخول منزل" أبو سمير" والاعتداء على زوجته التي شاع خبر جمالها في الحارات، ورغم تكتم "أبو عصام" عن طلاق سعاد وعن نومه في الدكان إلا أن الفضيحة كانت منتشرة في الحارة بين النساء حتى علم بها رجال الحارة والتي كان سببها فريال حيث نجح عصام ومعتز من تهدئة ثورة "أبو عصام" وغضبه ليعود ويفكر بترجيع سعاد.
|