تمتاز الحياة المسيحية بأنها أقوى من العالم ؛ و لاتنحني
تمتاز الحياة المسيحية بأنها أقوى من العالم ؛ و بأنها لا تنحني أبدا له ..
الحياة المسيحية أقوى من متغيرات العصر .
في هذا العصر الحالي ؛ صارت متطلبات الحياة اليومية ملحة ؛ و طغت المادية على
حياتنا ؛ و ضاقت الظروف الاقتصادية أمامنا ؛ فما كان يحصل عليه آباؤنا بسهولة
صرنا نحصل على جزء صغير منه بالكد و العناء .. و يقف المسيحي أمام ظروف
الحياة الصعبة التي بمثابة امتحان لإيمانه ..
" و سوف تسمعون بحروب و أخبار حروب .. و تكون مجاعات و أوبئة وزلازل في
أماكن .. و لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين ؛ و لكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا
يخلص " (مت24-13:6)
المسيحي إذا يعلم أنه يعيش ككل البشر في الأزمنة الأخيرة و هو يتطلع نحو
مجيء الرب و يتمسك بفاديه واثقا بأنه سوف يجتاز بسلام ضيق الأيام الصعبة
الحاضرة ؛ و الأيام المستقبلة دون أن ينال هذا من إيمانه .. هذا مع بقائه على
طموحه البناء لحياة أفضل بعمل و كد .
و يقف المسيحي أمام متغيرات العصر ؛ و يرى الطفرات المادية و كيف يقفز الناس
من الصفر إلى امتلاك الملايين في سنوات قليلة ؛ بينما آخرون يعيشون على
الكفاف بكد و تعب بالرغم من وجود كفاءات لديهم تفوق الكثيرين .
.. و لكن ضمير المسيحي لا يسمح له أن يتاجر بإيمانه ؛ أو يغالط صوت الروح
الحي في أعماقه من أجل الحصول على مال ليس له حق فيه ؛ فالمؤمن متى
حصل على المال يحصل عليه بمجهوده ؛ و هو في ذات الوقت يسخر المال ولا
يسخره المال عالما أن " الوقت منذ الآن مقصر ؛ لكي يكون .. الذين يستعملون
هذا العالم كأنهم لا يستعملونه لأن هيئة هذا العالم تزول " (1كو7-31:29)
و المال عند المسيحي ليس هدف للحياة ؛ بل وسيلة للحياة اليومية ؛ وهو لا يسعى
إليه في ذاته بل يطلبه ليواجه به ضرورات الحياة و التزاماتها .
ماذا يحدث إذا كان هناك شخص يعيش في حدود دخله البسيط و يشكر الله ؛ و إذا
به يوفق إلى وظيفة أكثر دخلا ؛ و يصبح قادرا على شراء أشياء لم يستطع قبلا
أن يحصل عليها ..؟
هنا نرى كيف يختبر المال معدن الإنسان ...
المتدين السطحي يتقلص من التزاماته الدينية و ينشغل بالمال و يختلف اسلوب
تفكيره .. فقد كان يعبد المال بشكل مقنّع و يختفي في زي مسيحي ؛ فلما جاءه
المال ظهرت حقيقته واضحة ؛ وصار بعيدا عن المسيحية شكلا و جوهرا ..!!
أما المسيحي الحقيقي ؛ فبالرغم من حصوله على المال إلا أنه لم يكن عبدا للمال
فهو ينظر إلى المال كوسيلة للحياة و ليست هدفا لذا ... يبقى على حبه و وفائه
لفاديه و مخلصه ...
هذا يعني أنه بقدر ما يكون المسيحي واضحا مع نفسه بقدر ما يكون إيمانه
مؤسسا على الصخر ؛ بقدر ما يقف ثابتا لا يلين أمام تيارات العالم و يتجلى
إيمانه في مواجهة متغيرات العصر ؛ فيأخذ منها ما يفيده و يرفض ما يعطله عن
الله .. و يبقى نورا للعالم يشرق في وسط ظلمات المادية و العالم .
jesus i trust in u
فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
|