غياب تعاون الإرادة الفعلي*
".. كان شاهداً على ثمة ظاهرة كان يبدو أنها تتجاوز و لقد كانت تتجاوز يقينيّاً المفاهيم المعروفة التي تمدّنا بها الملاحظة و التجربة، كأمطار الضفادع، مثلاً، التي قيّض لمشهدها السحري أن لايكون مفهوماً من جانب العلماء. وأن روحه، في هذا اليوم الآخر، كي نتكلّم في المقام الثاني و الأخير عن الأشياء الذاتية، عرضت على نظرة علم النفس المستقصية، لن اذهب الى حد القول اضطراباً في العقل (الذي، مع ذلك، لن تنقص طرافته لهذا السبب، انما، بالعكس، ستزداد) بل، على الأقل، كي لانتشدد أمام بعض الأشخاص الباردين، الذين لن يغفروا لي قط الهذيانات الفاضحة لمبالغتي، حالةً غير معهودة، خطرة جدّاً في الغالب الأعم، تشير الى أن الحد الذي يمنحه الفكرُ السليم للخيال، قد تمّ للأسف، رُغم المعاهدة الزائلة المُبرمة بين بين هاتين القدرتين، تجاوزه حيناً بفعل ضغط الإرادة القوي، لكن، في معظم الأحيان، أيضاً، بفعل غياب تعاون الإرادة الفعلي: فلنعطِ، دعماً لهذا الرأي، بعض الأمثلة، التي ليس من الصعب تقدير ملاءمتها: هذا، اللهم، اذا اتخذنا، بمثابة رفيق، اعتدالاً متنبهاً. إني أقدّم مثلين: احتداد الغضب و امراض الغرور. اني أنذر ذاك الذي يقرأني بأن يحاذر تكوين فكرة غامضة، و من باب أولى خاطئة، حول جمالات الأدب التي أنزع بتلاتها، أثناء تطوّر جُملي البالغ السرعة. .."
ـــــــــــــــــــــــــ
* مُقتطفات من المقطع السابع للنشيد الرابع - "أناشيد مالدورو" لوتريامون 1867م- ترجمة سمير الحاج شاهين - المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت) 1982م