خواطر مواطن عربي..يكنى بأبي عبسي...1-2
-1-
و نصيح و نهلل و نناشد..و نكشف الألاعيب و حركات الزعرنة,فلا أمريكا و لا غيرها تستطيع الضحك على ذقن أي مسؤول عربي..فإن إسرائيل و أمريكا بالنسبة للمسؤولين مراهقتان تلعبان هنا و هناك بألعاب مكشوفة بالنسبة لهم بعد خبرتهم في المراهقة..
هم كالآباء الذين يحاولون الصبر على أبنائهم على أنها فترة و ستمضي..و لن تضر بنا بعض الحركات الصبيانية الواضحة و المعروف أسبابها..فكل مسوؤل عربي يمرق مئة واحد من أمثال شارون و بوش من تحت إبطه..و خوفا من هذه اللحظة-لحظة المرور تحت الإبط- تقوم أمريكا بإهداء علب الكولونيا الباهظة للمسؤولين العرب و إغراق المنطقة بمزيلات رائحة العرق..و مع كل هذه العطور ما تزال ريحتنا طالعة..
* * *
-2-
و الآن ..ماذا سينفعنا نحن..-الشعب-..إحم إحم..ماذا سينفعنا إن فهمنا شيئا من السياية أو لم نفهم..حتى يجلس الجميع أمام التلفاز لمتابعة الجزيرة و غيرها..محاولين عدم إضاعة احرف..لتحليله و كشف أدق الدقائق فيه..و من ثم نجلس في السهرات و الولائم و نتحدث بشؤؤن المنطقة...و في اليوم التالي..نشاهد الأخبار مجددا..و من ثم نحللها..و من ثم نشاهدها و نحللها...فاكتشفت في النهاية أننا جميعا عباقرة في النحليل و كلنا نعبر عن رأينا ..نعم ..فمن منا لا يعبر عن رأيه و إن كان على الأقل بينه و بين نفسه..
هل من الضروري أن يملك كل مواطن جريدة يبث من خلالها رأيه..القيم..
هل من الضروري أن يستطيع كل مواطن أن يعقد مؤتمرا صحفيا ليصرح برأيه..
إذا نحن لا نتوق إلى حرية التعبير عنى الرأي ..بل إلى حرية الصراخ..و التلويح بالإيدي و إظهار المواقف و شرحها و التنديد و التهديد..
أحبائي في كل منا مسؤول صغير..يريد أن يكبر ..و نحن بحاجة للحرية لندعه يكبر..فتخيلوا لو ملكنا الحرية ماذا سيحصل..لأصيح الوطن العربي نصفه مسؤولين و نصفه الآخر حراسا شخصيين و لملأنا الدنيا بصراخنا و أغرقنا العالم بمواقفنا..فكيف تعتقدون إذا أن أمريكا أو أي جهة أخرى ستسعى لإكسابنا الحرية..
يا أصدقائي..إن الجميع يسعى للتحرر منا لا لإعطائنا الحرية..
يا أصدقائي..نحن الأقوياء في هذه العصابة و لكننا لا نساوي شيئا من دون الأذكياء..
لا تحزنوا كنا أذكياء في ما مضى..و لكن عقلنا –لشدة ذكائه- طالب بالحرية و التحرير من جسدنا ..فأعطيناه إياها..فأصبحنا على ما نحن عليه..
و لهذا..و لأن الزعماء العرب يتعلمون من أخطائهم فهم يرفضون إعطائنا الحرية..حتى لا يندموا بعدها ..حين يخسرون ورقتهم الرابحة كما خسرناها نحن...
أعطني حريتي فلا أفعل شيئا..
لا تعطوني حريتي فأقيم الدنيا و لا أقعدها..
فهل هم أقوياء إلى هذه الدرجة..
أم نحن أغبياء إلى هذه الدرجة..؟
أبو عبسي..
و سلام..!
الفرح ليس مهنتي....
|