رجلٌ عابر ........ فوق السيادة .
[FONT='Arial','sans-serif']رجلٌ عابر ..... فوق السيادة .[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يومٌ مطريّ ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وجدت نفسي أسيرة السير في الشوارع في مثل هذه الأجواء المطرية ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أسير ببطء وعيناي تراقب أقدام المارة .... جميعهم يركضون .... يخافون من المطر أن يدخل ليبلل ملابسهم .... وهم لا يعلمون أن ملابسهم الداخلية في حالة بلل دائم .[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وأنا أجد به ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']حياةٌ تلد حياة ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']طفلٌ يصنع مستقبل ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أملٌ يزهر دوماً .....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كان هناك .... على رصيف الأغنياء يتسكع ... وكُنتُ هناك أيضاً ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']سياراتهم تغسل معاطفنا القديمة ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يسير بهدوء , لا تسأل عنه الشوارع ولا تستفقد غيابه لأنه عابر سبيل بشكل دائم , ولكن ولانعزاله التام , لا تشعر به قطرات المطر عندما تنزلق على جسده العديم الوجود في زمن الزّيف ..... فيحاول أن يخفيه بمعطفه الطويل وقبعته الصوفية التي تغطي بريق عينيه , لحيته الخجولة , والتي تخاف أن تظهر أمام أحد فتعفيه عناء حلقها .[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مغناطيسٌ يجذبني اليه كلما جمعتنا شوارع مدينتنا .... أسير خلفه , يحسُّ بوجودي .... يسرع أكثر ... أسرع أكثر ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يدخل المقهى ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']انه مقهى المشردين في بلادي .... قدحٌ من الشاي يباع بأبخس الاثمان , في الوقت الذي نعتبره من أغلى الأشياء على قلوبنا .... حرارته تدخل الدفئ إلى أرواحنا ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أجلس قبالته ... أحاول تأمل وجهه ... واذ به عصيٌّ على الظهور ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنتظر أن تتقابل عينانا كي أنتقل من طاولتي إلى طاولته .... لا لشيء ...فقط لأسأله عن سر وجوده في حياتي كانسانٍ غامضٍ مجهول الهوية ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أحس بكبريائه ... ربّما كان في ريعان شبابه ذو شأن عظيم ...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مرّت الأيام .... وتتالت الجلسات وهو كعادته , يجلس ويحتسي قدح الشاي , بين يديه كتاب .... لم يكن يقرأ فيه قط ....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كان يتأمل شيئاً ما ... ويظل في الصفحة ذاتها ساعات طوال .[/font]
|