من خلال قراءة هذا الجزء الأول من رواية الاخوة الأعداء استخلصت هذه الملاحظات
* يعيد نيكوس كزنتزاكيس النظر في العديد من القيم الانسانية كمسألة الموقف السياسي والتدين وفكرة الله والحرية والخيانة وهو لا يترك الأحداث تمر دون أن يشعرنا بموقفه.
* يستعير الكاتب عين الشخصية الرئيسية الأب ياناروس ليرى الاشياء وكأنما يقول لنا هذا هو الصواب وهذا هو الخطأ. ومن خلاله ينقد المؤسسة الدينية المسيحية بشدة في محاولة لتغيير المفاهيم وهو في ذلك ينهل من تراث الكتاب الانسانيين في عهد النهضة الذين أعادوا النظرة الاغريقية للفلسفة والأدب.
* من ناحية الأسلوب لاحظت دقة لغوية وتقشفا اذ هي قليلة الأوصاف التفصيلية للشخصيات وانما نتعرف على الشخصيات من خلال الأحداث والمواقف.
* رسم نيكوس كزنتزاكيس الشخصيات بكثير من الموضوعية لكنه في المقابل هناك الكثير من الشفافية والذاتية في تصوير الأشياء والمحيط (الجبل - الشمس - القرية ..)
* حاول نيكوس كزنتزاكيس أيضا أن يفسر العداء من خلال الدين أو من خلال السياسة وأبرز الالتباس المقصود بين الدين والعداء وبين السياسة والعداء.
* من أكثر ما شدني هو الحوار الأخير بين الجريح والأب ياناروس ومن خلاله ووضع مفهوما مسيحيا للشيوعية وطرح في اطار رؤية واحدة المسيحية والشيوعية وهما قطبا العداء الذي يحكم القرية.
* لم يعتمد نيكوس كزنتزاكيس على حدث مركزي تدور حوله كل الرواية وانما اعتمد تطورا زمنيا فيه الكثير من الرمز قد تكون فيه ملامح المسيرة البشرية عامة فخروج أهل القرية من ديارهم كانت تغيير في نسق السرد ومنه تراكمت الأحداث على الشخصية الرئيسية الذي يحمل الكثير من وجوه الشبه مع الأنبياء من الابتلاءات والهجرة والتأمل في مرحلة الجبل آتوس ثم كانت ثورته على الوضع القائم ..
|