عرض مشاركة واحدة
قديم 22/09/2007   #13
صبيّة و ست الصبايا shooOsh
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ shooOsh
shooOsh is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
317

افتراضي


(4)
الجزء الرابع

عندما استيقظت كانت الساعه قد جاوزت الثالثة بعد منتصف الليل
لاأعلم كيف نمتُ كل هذه الفترة ..
كان الهدوء يخيم على المنزل تماما... اتجهت إلى المطبخ الداخلى
واعددت لى كوبا من ( النسكافيه) الدافىء ..فالجو كان مايزال يحتفظ ببعض برد الشتاء ...

واتجهت إلى شرفه غرفتى بعد ان اصطحبت معى روايه ( حب)كنت قد بدأت قراءتها منذ أيام ..
كانت شرفتى تطل على البحر تماما فجزء كبيرا من البحر تم إدخاله فى منزلى
وسُوِر بحائط مرتفع نوعا ما بحيث يمنع الرؤيه عن المارين من الخارج
وماان جلست على المقد فى الشرفة حتى لفت إنتباهى وجود أحدهم يجلس على البحر
لم ادقق بالجالس كثيرا للتعرف عليه ...فقط تعرفت عليه منذ الوهلة الاولى
انه أبي.. فهو الوحيد الذى إعتاد الجلوس بمثل هذا الوقت على البحر.
كان يجلس على البحر صامتا لفترات طويله ..يحدق فى البعيد وكانه يبحث أو ينتظر شيئا ما

وضعت على كتفي شالا شتويا ...وقررت النزول اليه
فقد كان بشرفتى درج حجري طويل ينتهى إلى البحر
حين وصلت إليه ... تفاجأ بى ...شعرت ببعض الارتباك يعتريه

بادرني بالسؤال : ماالذي أيقظك بهذا الوقت؟
أجبته : نمتُ كثيرا واستيقظت منذ قليل

لاحظت انه يتحاشى النظر إلي .. هو يخفي شيئا ما
عيناه توحى بانها منذ قليل كانت تمارس بكاءا صامتا ..
جلست بجانبه...إلتصقت به أكثر ...كأنى أبحث لديه عن أمان مفقود
شعر هو بحاجتي إلى حنانه ... وضع يديه على شعرى بحنان أب
اقترابي منه أدخلنى بحالة من البكاء...البكاء الذى كنت أقاومه منذ الصباح .
لكننى الآن لم يعد بامكاني مقاومته ..فوضعت رأسى على حجره وبكيت ... بكيت ... بكيت .

لم يسألنى عن سبب بكائى ...إكتفى فقط ان يمسح على شعري ويضمني إليه اكثر
كنت أدرك ان رجلا بقوة شخصية والدي وعقليته
لن يخفى عليه إني أحمل فى داخلي حكاية يصعب علي البوح بها.
وان فى قلبى من الجروح مالا أستطيع الكشف عنه له
عندما بدأت اهدأ وبدأ صوت بكائى يخفت .. فاجأنى أبي بقوله :

سأسرد عليك حكاية حدثت لى منذ سنوات
وبدأ السرد بصوت حزين وكانه يناجي حلمه أو يحفر جرحه بآله حادة تدعي الحنين .
قال لى ( منذ سنوات طويله ...وحين كنتُ شابا فى مقتبل العمر
سافرتُ إلى دوله خليجيه قريبه...تعرفت هناك على فتاة كانت يومها بنفس عمرك الآن
أحببتها كثيرا...وأحبتنى هذه الفتاة وتعلقت بي لدرجة كبيرة
وعشت معها أجمل وأطهر قصة حب...ومعها نسيتُ من أنا..من أكونماهو وضعي الاجتماعي
نسيت الدنيا كلها بلحظة حب نقي...
وحلمت بها زوجه ...وتماديت بأحلامي معها ...لدرجة انى انتقيت حتى أسماء أطفالي منها
ومرت الايام كالحلم كالخيال ...وعدت إلى بلدى بعد ان وعدتها بمفاتحه أبى بأمر زواجنا
ولم أخلف وعدى لها ... فاتحتُ جدك بالامر
وكانى قد ارتكبت جرما فادحا بحق عاداتهم وتقاليدهم ووضعهم الاجتماعى
وبعد مناقشات ومحاولات ....انتصرت العادات والتقاليد على حلمي وإحساسى...وخذلتها.
ورضخت لأمر جدكِ بالزواج من قريبتى ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06945 seconds with 11 queries