رائعة
حفرت أسمك في كل الطرق
أتسلق جبال الوهم كي أصل إليك . أدمي أصابعي ، أعفر وجهي بالتراب ، أتناسى أنوثتي وكبريائي ، وأتعلق بحبال واهية من الأمل علها تقودني إليك .
اجتاز حقول الاشواك . تجرحني ، تعترضني ، تتكاثف وتسد دروبي ، فأتحدى ألمها في محاولة رؤياك في صومعتك المسورة بالشوك .
أتحدى كل العقبات ، أهدم كل الأسوار ، يعترضني حراس مدينتي ، يلاحقني نواطير السعادة . فأخلق من الصعاب لعبة أختبر بها إيماني .. وذكائي وآمالي ورغبتي بالوصول إليك .
اسمك حفرته في كل طريق اسلكها .. هددت به صمت مدينتي وتزمتها وجعلت من اندفاع إليك سؤالا عنك يطل من كل العيون .
لم يفهم أهل مدينتي اسمك . لم يفهموا معانيه الكثيرة ورفضوا أن يهدد سكون أيامهم ورتابة حياتهم ، فقد ظنوا أنك مجرد وباء يصيب الحالمين مثلي .. وباء اسمه الحب .
وقررت الرحيل من المدينة التي لا ينبض قلبها ، ولا توجد إلا في مخيلة ساكنيها .
ويوم رحلت مع جموع المهاجرين من مدينتي التي لا تعرف الحب ولا تعترف به كنا نحمل معنا بقايا أحلامنا بعد أن مزقت مدينتنا كل أحلام الحب وصادرتها وحكمت على كل من يحلم بالنفي إلى ما بعد البحار .
يوم شردتني احلامني مع بعض المهاجرين امثالي ، كان ذنبنا أننا لم نستطع إخفاء نبض قلوبنا ، ولم نستطع أن نقتل الحلم في عيوننا وحملتنا المراكب المهاجرة بلا شراع ولا وجهة ولا قبطان . كان الامل يسيرنا والرغبة في الوصول إلى جزر الأحلام قائدنا .
كنا نتمنى أن تتلقفنا أية جزيرة ينبت الحب في ارضها كنا نتمنى ان تستقبلنا أية مدينة تؤمن بأن الحب سعادة . والحب طموح والحب نجاح .
وحين رست مراكبنا في المرافئ النائية . ، تعرينا من أثواب الخوف والرهبة والتخفي وحملنا قلوبنا لنتسلق بها جبال الوهم ونجتار بها حقول الأشواق ونتحدى بها كل العقبات لكي نسمع لأول مرة نبضات قلوبنا ونترك الحلم يسيل من عيوننا على أرصفة المدن التي تعرف الحب
زينات نصار
رغم الانشغال ..
بس يتبع أكيد

|