عرض مشاركة واحدة
قديم 29/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب الحق احق ان يتبع
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الحق احق ان يتبع
الحق احق ان يتبع is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
274

افتراضي قصة بحيرا الراهب وورقة بن نوفل عن المسلمين


هذه قصة بحيرا الراهب وورقة بن نوفل التي يعتمد عليها المسلمون.

قصة بحيرا:

إن أبا طالب خرج في ركب تاجراً إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل وأجمع المسير صب به ـ أي تعلق به ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرق له أو طالب وقال: والله لأخرجن به معي، ولا يفارقني ولا أفارقه أبداَ.
فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى وبها راهبٌ يقال له " بحيرا " في صومعة له، وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة، منذ قط، راهبٌ راهب إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون، يتوارثونه كابراً عن كابر، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا، وكانوا كثيراً ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم، حتى كان ذلك العام، فلما نزلوا به قريباً من صومعته صنع لهم طعاماً كثيراً.
وذلك فيما يقولون عن شيء رآه في صومعته، يقولون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته وفي الركب حين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريباً منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، ومالت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاماً يامعشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وعبدكم وحركم.
فقال له رجل منهم: والله يابحيرا إن لك لشأناً اليوم، فما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيراً، فما شأنك اليوم؟ قال له بحيرا: صدقت، كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاماً فتأكلوا منه كلكم.
فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم، لحداثة سنه، في رحال القوم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يامعشر قريش، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي، قالوا: يابحيرا، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام، وهو أحد القوم، سناً فتخلف في رحالهم، فقال: لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم، فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد المطلب عن طعام من بيننا! ثم قام فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء من جسدهقد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا فقال له: ياغلام، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما وقالوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما! فقال له بحيرا: فبالله إلا أخبرتني عما أسألك عنه، فقال له: سلني ما بدا لك، فجعل سيأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر غلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، على موضعه من صفته التي عنده.
فلما فرغ أقبل على معه أبي طالب فقال له: ماهذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون ابوه حيا، قال: فإنه ابن اخي، قال: فما فعل ابوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت، فارجع بابن اخيك غلى بلده، واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شراً، فإنه كائنا لابن أخيك هذا شأن عظيم.

هذا الذي يعتمد عليه المسلمون من قصة بحيرا الراهب، وليس هناك قصة أخرى تخالفها.


قصة ورقة بن نوفل:

كانت خديجة قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ـ وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ـ ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظللانه، فقال روقة: لئن كان هذا حقاً ياخديجة إن محمدا لني هذه الأمة، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر، هذا زمانه.
فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ وقال في ذلك:
لججت وكنت في الذكرى لجوجا === لهم طالما بعث النشيجا
ووصف من خديجة بعد وصف === فقد طال انتظاري يا خديجا
ببطن المكتين على رجائي === حديثك أن أرى منه خروجا
بما خبرتنا من قول قس === من الرهبان أكره أن أعوجا
بأن محمدا سيسود فينا === ويخصم من يكون له حجيجا
ويظهر في البلاد ضياء نور === يقيم به البرية أن تموجا
فيلقى من يحاربه خساراً === ويلقى من يسالمه فلوجا
فياليتي إذا ما كان ذاكم === شهدت فكنت أولكم ولوجا

وورقة بن نوفل كان ينتظر الفرج وينتظر أن يخرج هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكنه مات قبل الرسالة.
 
 
Page generated in 0.02969 seconds with 10 queries