عرض مشاركة واحدة
قديم 28/06/2005   #56
شب و شيخ الشباب نيقولا
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ نيقولا
نيقولا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
735

إرسال خطاب ICQ إلى نيقولا
افتراضي مداخلة


الأحباء : أبو غدير , محبة , والقراء
أستأذنكم بمداخلة طويلة لأني وجدت رحابة صدر في قبولكم للمداخلات في( حواركما ) وفقط للتوضيح للأخ أبو غدير :
كما قال الأخ محبة بخصوص السيد المسيح فإن المسيحيون بمذاهبهم الثلاثة الرئيسة يؤمنون تماماً أنه الله المتجسد , أي أن الله أراد أن يأتي بنفسه إلينا ليخلصنا , لأنه أحبنا وأرادنا أبناء له لا عبيداً ( بمعنى العبودية ), وهو على ذلك لقدير ولو أراد ألا يأتي فهو أيضاً قدير ويكفي أن يريد أن نعبده لكي ترى كل بشر على الأرض تسبح بحمده , ولكنه أرادنا أحراراً كما خلقنا نأتيه طوعاً لا كرهاًفجاءنا ليأخذنا إليه. ومن هنا نؤمن بالتجسد ونؤمن بما ورد في الأناجيل الأربعة حول المسيح وهي في العدد أربعة روايات لسيرة واحدة لتلاميذ عاينوا بأعينهم ما كان ثم كتبوا ذلك ليكون وثيقة للكنيسة من بعدهم, لكنها في الجوهر والتعليم إنجيل واحد يتحدث عن تعاليم يسوع وبعض محطات حياته البشارية .السيد المسيح لم يكتب إنجيلاً ولا حمل أو سلم أحداً إنجيلاً مكتوباً بل علّم الناس في المجامع ( بيوت العبادة اليهودية ) وفي الهواء الطلق . وكلمة إنجيل هي يونانية وتعني البشارة السارة ( أو الخبر السار ) وليس أسرّ من كلام الله على خلقه , وعندما طلب إلى رسله البشارة بالإنجيل كما تفضل أحد الزملاء لم يكن يشير بيده لإنجيل مكتوب يحمله بل يقصد الخبر السار الذي نطق به أثنا حياته معنا وكلف رسله بنقله للعالم. وقد كتب الإنجيل من قبل الرسل الأربعة عندما صارت الرعايا المسيحية كبيرة ومتفرقة في الأرض ليبقى وثيقة مدونة مع الكنيسة وكلّ إنجيل منهم كتب لرعية مختلفة ( أقصد متى كتب لليهود المتنصرين ويوحنا ولوقا للوثنيين اليونانيين المتنصرين وهكذا .. ) وهذا هو سبب التباين الظاهري بينهم في سوق الأحداث والشواهد لأنه كتب بطريقة ترد على تساؤلات مطروحة من قبل المقبلين للمسيحية من الملل المختلفة .
اتحاد طبيعتي المسيح البشرية الكاملة ( التي تقبل الألم والجوع والعطش والموت... ) مع الإلهية التامة ( المنزهة عن كل ما سبق ) هو اتحاد عجيب فهما متمايزتان وغير مختلطتان ولا تغيب الواحدة في الأخرى .وتجدهما متحدتان على سبيل المثال فقط عندما قال للمرأة السامرية أن تناوله ليشرب ( عطش ) ثم يقول لها ( الماء الذي أعطيه من يشربه لا يعطش بعد ) في إشارته لكلامه الذي من يقبله يقبل الحياة الأبدية .
أما من حيث صراخه على الصليب فهو فعلاً تألم بما أنه بشر تام ولكن يا عزيزي أبو غدير ليتك تعلم أنه صرخ بقوله بالآرامية " إيلي إيلي لمّا شبقتني " ومعناه " إلهي إلهي لماذا تركتني " ليس لأن الله أو الألوهة فارقته هذه اللحظة ولا لأنه ليس إلهاً . كان هنا يصرخ بالمزمور الثاني والعشرين من مزامير داوود النبي والتي يعرفها السامعون له من اليهود تمام المعرفة وفيه يتحدث داود بوحي من الروح القدس عن عملية الصلب وسأسرد بعض عبارات المزمور "إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري ...كلّ الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين اتكل على الرب فلينجه لينقذه لأنه سُرّ به... لأنه قد أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يديّ ورجليّ أحصي كل عظامي وهم ينظرون ويتفرّسون فيّ يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون ...إلخ " مزمور 22( العهد القديم ), وإنما قال هذا ليدرك السامعون من اليهود ويتفطنوا إلى ما كتب في كتبهم المقدسة لديهم عنه فيرتدعوا ويقرعوا صدورهم . ثم بعدقليل اسلم الروح وأختفى نور الشمس وتزلزلت الأرض وتزعزع الهيكل اليهودي في القدس .. عاد كثيرون منهم يقرعون صدورهم ألماً وندماً وحتى الضابط الروماني المكلف بالإشراف على عملية الإعدام لما رأى ما حدث قال بالحقيقة كان هذا الشخص باراً وهو الوثني الذي لا يعلم عن اليهودية أكثر مما قد يكون سمع .
لعلي بهذا أوضحت بعضاً مما تلتمسه يا أخي منا نحن أهل الكتاب كما تحب أن تسمينا, وربما أزلت بعضاً مما التبس عليك من أقوال الأخ محبة . لكنني بكل تواضع وأخوة أرجوكما إذا استأنفتما الحوار أن تبقوا محبين بعضكم لبعض عارضين الحقائق التي تؤمنان بها .
 
 
Page generated in 0.02197 seconds with 9 queries