وبما أن الدعوة ليست مستثنية المسيحيين فقط، فأقول:
إن لم يكن الله باستطاعته ان يتغاظى عن خطيئة آدم وحواء، أليس الله غفور لمن تاب له؟!
ثم لو كانت هذه العملية الفدائية التي أسستم عقديتكم عليها هي التي تنجي البشر من هذه الخطيئة، فقدوصفتوا الله سبحانه بالظلم، لأنكم جعلتم خطيئة آدم وحواء يتحملها ذريتهم؟! وهذا ظلم والظلم لا يكون لله تعالى.
ثم إن خطيأتهم ما كانت إلا أن أكلوا الشجرة، فهل بعد هذه الخطيئة تكون عملية فدائية كما تزعمون؟!
فإذا كان كذلك فإن خطايا البشر اليوم تفوق خطيئة اكل الشجرة، لان منهم من يعبد غير الله ومنهم من يزني ومنهم من يسرق ومنهم من يكذب ومنهم من يفعل الفواحش وهو يعلم أنها حرام ومنهم من ينكر وجود الرب سبحانه، فهل ستكون هناك عملية فدائية أخرى بسبب ذنوب البشر أم من تاب من ذنبه يتوب الله عليه؟!
فإن قلتم ليست هناك عملية فدائية أخرى، ذلك سيحطّ اكثر من الاحترام لسلطته، مما قد يشجع على التمرد في المستقبل وينتج مزيدا من الالم!
وإن قلتم من تاب إلى الله من ذنوبه تاب الله عليه، أيعجز آدم عن التوبة؟! وهل يعجز الله عن قبول هذه التوبة؟! فلماذا تجعلون خطيئة الأكل من الشجرة تكون لها عملية فدائية يسطر لها التاريخ وتكون عقيدة بعد ذلك، وخطيئة البشر اليوم ـ وهي أعظم خطايا من خطئية أكل الشجرة كالإلحاد ـ تحتاج إلى التوبة إلى الله؟!!!
ثم إن قلتم بأن خطيئة آدم أمحتها العملية الفدائية ـ والتي اصبحت دينا لكم ـ، ولكن من أذنب بعد ذلك يتوب إلى الله فقط، فإن ذلك يحط من عدل الله تعالى لأنه جعل خطيئة آدم وهي اكل الشجرة فقط أعظم من خطيئة البشر اليوم من تكذيب لله تعالى، وجحود لوجود الرب سبحانه!!
|