عرض مشاركة واحدة
قديم 26/06/2005   #102
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


لعيونكم حلقة جديدة




جلس معاون الوزير في مقعده تسمرت عينيه في المطرب الذي الذي يقفز بين مجموعة من الموسيقيين و يغني أغنية شعبية معروفة اثارت حماس الصفوف الخلفية.بادره الشخص الذي يجلس على يمينه معرفا نفسة. و تبين أن يجلس على يسار مدير الناحية و على يمين نائب رئيس أتحاد الفلاحين العام حاول أن يشرح شيئا لمدير الناحية بعد أن عرفه بمنصبه الوزاري ولكن مدير الناحية المشغول بمتابعة الطرب و الحديث الجانبي مع الشخص الآخر الذي يجلس الى جواره من الناحية الأخرى لم يفهم منه ألا أن الوفد الأسباني ينتظر في الخارج. الواقع أن الرجل كان شهما و يعرف ما تعنية كلمة وفد أوربي فقام كما يليق برجل مضياف باستقبال الأسبان بوجه باسم بشوش و عرفهم بكل السادة الحضور و توقفت الحفلة و الغناء و الموسييقا أحتراما لهم ووقف جميع الحضور تقديرا لهذا الوفد.صافحهم الجميع فيما كان المطرب يردد بين الحين و الآخر..

- أحلا تحية للأسبان...

و لكن عندما أقترب الوفد من السيد اللواء قائد فرقة الصحراء العسكرية دب الحماس بكل الموجودين و أطلقوا الهتافات و الشعارات الوطنية و جعل المطرب يردد أهزوجة أرتجلها من فيض الحماس و فورة المشاعر الوطنية :

- أسباني أه يا نيالي****نيالي بسهلي و جبالي
أرض بلادي و أرض جدادي ****بفديها و ترابا غالي
أسباني أه يانيالي.

تابع جمهور الصفوف الخلفية أهزوجته التي حركت حماس الجميع بمن فيهم الشخصيات الرسمية الحاضرة فأزدادت حرارة المصافحة التي ما لبثت أن تحولت الى قبلات حارة و عناق حميم.

جلس الجميع بعد أن أنتهت حفلة التعارف الصغيرة التي أقيمت أحتراما للوفد الأسباني, و عادوا الى أماكنهم , أختار السيد اللواء قائد فرقة الصحراء العسكرية الجلوس الى جانب رئيس الوفد الأسباني فقد كان يريد أن يحدثة عن المنطقة و جمالها و المشاريع الحكومية المهمة فمن المهم أن يذهب هذا الأسباني الى بلده و هو يحمل أفضل الأفكار عن المنطقة.كان المترجم يمط رئسه بينهما ليتولى عملية النقل. بدأ السيد اللواء بشرح كلمات الأغنية التي حيا بها المطرب الأسبان ثم تابع ليشرح له كلمات الأغاني التي تبعتها. و حدثة عن مزارع الدجاج و الفري التي يملكها و اسهب كثيرا في تعريفة بالحيوانات الكثيره التي يحتفظ بها في قسم خاص من مزرعته و حدثة عن "شارون" السعدان الأثير لدى حفيده "يعرب" .الواقع, أن العائلة كلها معجبة بهذا السعدان الذي سماه شارون و قد ندم بعد أن أطلق عليه هذا الأسم لأنه قد تبين أن هذا السعدان ذكي و سريع الحركة و فهيم جدا يفصفص البزر بسرعة البرق و يحب "المنجة" و هذه يجلبها له خصيصا من مصر و الباكستان وما كان يجب الرفع من قيمة شارون ليتسمى هذا القرد الألمعي بأسمه. حدثة عن المقاصف و المطاعم الراقية التي يملكها أبنه الطبيب فهو يملك ثلاثة مقاصف في المنطقة تقدم اشهى أنواع المأكولات المحلية و تساهم في نشر الموسيقا الراقية.

كان رئيس الوفد يهز راسة موافقا و يقول كلمة أو اثنتان قبل أن يعاود السيد اللواء حديثة المسهب حول تاريخ المنطققة و العائلة و عن عصاميته التي رفعته من مجرد مزارع تافهة الى قائد عسكري مهم يمسك بدفة الأمن ضد العدو الخارجي و الداخلي على حد سواء.

حان وقت الغداء ووقف الغناء و أتجة الجميع الى ساحة كبيره تصطف فيها الطاولات بشكل متعرج و تضطجع فوق الطاولات أطباق كبيرة و صغيرة عليها أنواع كثيرة و متعدده و حرص السيد اللواء على تأبط ذراع رئيس الوفد الأسباني و أرشاده الى الأطباق اللذيذه.و لم يتوانى عن مناولته بعض قطع اللحم الكبيره.كان الأسباني يأخذها على أستحياء و يدسها بقرف في فمه و قد ارتسم على محياه مزيج من الخوف و الحذر , و لكن حفلة الغداء لم تنته قبل أن يشعر رئيس الوفد أن جهازه الهضمي أوشك على الأنفجار لكثرة مناولات السيد اللواء و لم يتوقف اللواء عن مهمة المرشد الغذائي حتى كاد الأسباني أن يسقط مغشيا عليه عندها فقط توقف اللواء بعد أن ناول الأسباني لكزة بكوعة قائلا:

- أنتو يا هالأسبان شو أكلن قليل متل حكيكن.

بعد أنتهاء الغداء تابع الحشد ما تبقى من الحفل الغنائي,و ما أن أطلق المغني آخر مواويليه حتى ضاعت الطاسة و أنطلق كل واحد من الحضور في البعث عن سيارته أو صديقه أو ابنه الصغير , حاول معاون الوزير أن يجد أعضاء الوفد أولا ثم حاول أن يجد رئيس مركز الشرطة و لكن تبين أن رئيس مركز الشرطة قد غادر بشكل طارىء بعد ان هاتفه المستشفى بأن زوجته على وشك الولادة وأما نائب قائد المركز فلم يستطع فعل شيء لأن الوقت متأخر و لا نستطيع تحريك قوه شرطية ألا بأمر القائد و يجب أن يكون هناك أمر خطي أو برقية من المديرية بالتحرك "لقمع التظاهرة" أو أي تحرك مضاد.حاول المعاون أن يشرح من جديد أنه لا يوجد تحرك مضاد أو تظاهرة هو مجرد ممانعة لمعاينة موقع المشروع.و بعد أن فهم نائب قائد المركز أن ملكية الأرض تعود للفلاحين اعتذر عن المساعدة فلا يجوز دخول ملكيات الغير بدون أذن و كل تعد يعد مخالفة أو حتى جنحة و يمكن للفلاحين أقامة دعوى أو حتى شكوى تخرب بيت الوزارة.

ادرك معاون الوزير أن الحوار مع معاون قائد المركز غير مجد و قرر تأجيل الأمر الى الصباح فعندها سيراجع المديرية العامة للأمن و يشرح لرؤساء هذا الحيوان الأمر و عندها فقط سيتم تفهم الموضوع, و لكن المشكلة الآن في الوزير لا بد أن أجتماع الوزارة قد أنفض الآن بدون أن يتمكن الوزير من تقديم شيء , و شعر المعاون أن الوزير سينشر "عرضة" على شرفات الوزارة بعد هذا الفشل الذريع.

قاد المعاون الوفد الى الفندق بعد أن أعتذر لهم و أوشك على تقبيل أياديهم أن لا يؤاخذوه على ما حصل و قد قدر أن حضور الحفل و الألتقاء بالسيد اللواء لا بد أنه قد أشعرهم بشء من الود و لكن الوفد في الواقع تضايق من السيد اللواء و حفلة الغداء أكثر مما حصل من الأهالي الغاضبين.و غادرو صالة الفندق الى غرفهم دون أن يبدر عنهم ما ينم عن رضى أو طيب خاطر.

أبو قادر قص علي كل هذا و هو على ذمته فأنا لم أحضر أي من الأحداث السابقة لأني خفت أن يتطور الأمر الى عراك أو أطلاق رصاص فلا أريد أن أكون شهيدا ابدا.و لكن في صباح اليوم التالي أصطحبني المعاون الى مديرية الأمن العام لشرح القضية و استصدار أمر بمرافقة الشرطة للوفد لتأمين تحركة. بعد أن تحدث المعاون مع السيد العميد نائب مدير الأمن العام رفض الموضوع جملة و تفصيلا و لم تنفع مناشدة المعاون للعميد باسم الوطنية و حاجة البلاد الى المساعدة الأسبانية و صورة البلد في الخارج.لكن العميد أزداد عنادا قال للمعاون بأنه لا يريد مزيدا من "زجع الرأس" لأنه يعتقد أن هذا المشروع مدخل للمتاعب لأنه يجب أن يحظى بقبول الأهالي فكيف سيدار أذا انشأ بالقوه فلا يمكن أن نضع شرطيا مع كل مواطن لنراقب تحركاته أما صورة البلد في الخارج فهي كما قال العميد" زفت" ثم اردف منهيا حديثة الى معاون الوزير أما المساعدة الخارجية:" فطز بالمساعدة الخارجية يجب أن نعتمد على أنفسنا لتمتين جبهتنا الداخلية" و هو يقتبس من كلام السيد الرئيس.

غادرنا مديرية الأمن العام بعد أن يأس المعاون و توجه الى الفندق حيث ينزل الوفد الأسباني.كان المعاون طوال الطريق شاردا لا يقول كلمة واحدة و حقيقة كنت أعرف ماذا يدور بذهنه الآن, و أعرف أن مخاوف تراودة من ردة فعل الوزير و الكلام البذيء الذي ينتظره في مكتبه و ربما هو خائف و يتحسس رأسه من أن تطير بعد هذا الفشل.

المفاجأة الكبرى كانت تنتظر معاون الوزير في الفندق فقد أخبرته موظفة الأستقبال أن الأسبان غادروا في الصباح الباكر الى المطار. و هذه حركة قمت بها أنا طبعا بمساعدة ابو قادر فقد بكرت صباحا بعد أن تلقيت تقريرا من أبو قادر حول كل ما جرى و انا كنت قد اعددت سيناريو الهجوم القروي فقد ساعدني القدر و غباوة المعاون في أمر العرس.أتجهت الى الفندق حيث الأسبان و أخبرتهم أن هناك خطورة على حياتهم بعد ان ظن الأهالي أن هناك انتزاع ملكيات و يجدر بهم المغادرة على وجه السرعة.

جلس معاون الوزير على أقرب كرسي متخاذلا و قد تأكد أنه أصبح في مأزق يحتاج الى معجزة ليخرج منه و شاهدته بعد ذلك يتحدث من هاتف قريب و يحرك يديه و رأسة بذل و أنكسار ثم وضع سماعة الهاتف بهدوء و بطىء كمن تلقى ضربة جديدة و عاد الى كرسية و قد استسلم كما يبدو بعد ان أنهى حديثه الهاتفي أقتربت منه و بصوت هامس سألته وقد قدرت أن "أبو مكناه تخلى عنه":

- شو نعمل هلق أستاز...

طبعا أنا أعرف شو رح نعمل و أعرف الخطوة التالية بكل دقة و لكن التراتيب الوظيفية تحتم علي سؤاله. نظر في وجهي ثم نظر الى الأرض و قال دون أن يرفع رأسه ثانية

- عمل شو ما بدك.

وصلت برقية في اليوم التالي من السفارة الأسبانية تعتذر من وزارتنا عن المنحة و قد قررت أن تحولها الى قطاع آخر في الوقت المناسب يتم الأتقفاق على موعده و مكانه في أجتماع اللجنة السبانية السورية القادم.

كان أبو مكنى مرتاحا و أنا أحدثة بالتفصيل بكل ما جرى و أوضح له كيف كان معاون الوزير متهاونا بشان الوفد الأسباني و كيف أننا فقدنا المنحة بسبب "حمرنته". أقترب مني أبو مكنى كما لم يقترب من قبل و ربت على كتفي بهدوء.و لم يزد على أن يقول

- روح شوف شغلك.

أطرف ما في الأمر أن الوزير لم يفعل شيئا و حتى لم يستدع معاونه لتقريعه و تأنيبه على التقصير و الأهمال الكبيرين و ذلك لأن قصاصة بريدية وصلت من شعبة التجنيد تطلب السيد المعاون بالأسم للألتحاق بالخدمة الأحتياطية و لا يليق بشخص مثلة التواني عن خدمة الوطن في موقع آخر بعد أن قصر في موقعة الأساسي.

يتبع....

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04645 seconds with 10 queries