محبة:
أنت تتكلم عن برج بناه الفرس، وأنا أتكلم عن صرح لم يبنيه فرعون ولكن طلب ذلك استهتارا بموسى.
ذكرت لك عن قصة هامان مع فرعون وذكرت لك من الذي اكتشف الطين، فلا داعي للإعادة.
وأما عن أن محمدا صلى الله عليه وسلم سافر وأخذ تواريخ الأمم من قبل، فهذا من أعظم الكذب الذي لا يستند إلى دليل صحيح، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يسافر مرة واحدة فقط وكان سفره للتجارة.
ولو فرضا أن محمدا صلى الله عليه وسلم سافر والتقى بالتجار وكان يسمع منهم القصص السابقة، فلماذا لم يحتج عليه قومه ـ الذين أعلم الناس به ـ بأنه سافر وأن القصص التي أتى بها قد سمعها في أسفاره للتجارة؟!!
وأما عن بحيرة والراهب:
فلو قلنا بأن بحيرة والراهب هم الذين علموه هذه الأخبار والقصص، لكان دليلا قاطعا عليكم بأن محمدا هو الرسول، وتقرير ذلك:
آيات كثيرة تشير بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، ومن ذلك قوله تعالى:
" وإذا قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد "، فلو كان الذي علمه الراهب او بحيرة فقد اعترفوا بأنه نبي.
وقال تعالى: " ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق "، فلو كان الذي علمه الراهب او بحيرة لكان تقريرا منهم واعترافا بأن عيسى عليه السلام ليس إله وليس ابنه.
ولو كان الذي علمه بحيرة أو الراهب، وأن القرآن كلام البشر وان بعض القصص اوردها له الراهب او بحيرة، لكان تحقيقا على أن علمائكم قد اعترفوا أن عيسى ليس اله ولكن رسول والله.
ثم إنكم بقولكم هذا فقط نقصتم من القرآن حيث جعلتموه قصص، والقرآن أكثر من هذا بكثير، ففيه الوعد والوعيد وأخبار الأمم السابقة وأخبار الغيوب من اشراط الساعة ومن الفتن التي تحصل للأمة الإسلامية إذا خالفت أوامر الله ـ وهذا واقعنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ وأخبر عن أهل الجنة وما فيها من نعيم وأخبر عن أهل النار وما فيها من عذاب وغيرها كثيييير.
|