أنا
أنا
يصحو من نومه
علي دقات الساعة
ساعة قلبه
ساعة هذا الوطن المدفون بكل خلايا الجسد الساذج
يلتمس طريقه إلي مرآته
يتعثر في أشلاء ملقاة في ليل البارحة الهائج
ينظر في المرآة
يبصر وجها ليس بوجه البارحة المثقوب
يدرك أن ثقوب الوجه
قد رتقها حلم
قد جال بباله
في ليل البارحة المزعج
يغسل وجهه
يرتدي عباءة ذاته
و يتمتم
-عجبا-
أنا
يتناول افطاره
في طبق الوطن المغسول بماء النيل
يبصر في هذا الطبق المغسول بماء النيل
وساخات ليست بقليلة
و ثقوبا ليست بصغيرة
أنا يتسأل-هل جف ماء النيل-؟
لا أعرف
فيتمتم
-عجبا-
أنا
يجلس امام التلفاز
يستمع إلي أخبار الوطن الضائع فيه
يستمع إلي الزيف المعلن
و يدخن سيجارة
يقدح مشروبا أسود
يصنع من هالات الدخان المتصاعد من صدره
كونا هو مركزه
و يتمتم
-عجبا-
أنا
ينزل
حيث الشارع
حيث الناس
حيث الكل
يلتمس الفرصة أن يتحدث إلي أحدهم
تزعجه علامات الاستفهام المرفوعة فوق رءوس الكل
ترعبه رايات السخرية المرفوعة باستهزاء معلن
يقتله الصمت
فيتمتم
-عجبا-
أنا
عائد تصحبه الحسرة
تركله ركلات الخيبة
يوصد قلبه خلف الباب المغلق
ينزع عن جسده أحلامه
و يعلقها خلف بقايا قلب موصد و جسد منزوع الأحلام
يأتيه زيف اخر من حيث لا يدري
يخبره أن الوطن الضائع فيه قد أمسي فتيا
أن الواقع قد أضحي ورديا
يدرك
أن الأبناء قد باعوا كفن الآباء
أن الأبناء تناسوا شراء رصاصات الثورة
و ابتاعوا أعواد الذل
و أن الكل
كل الكل أضحي صديقا لابن العم
أنا ينزع ما يتبقي فيه من انسان
يخلع عنه عباءة ذاته
يشتبك مع الذات
يشتمها
تركله
يجلدها
تهجره
و يمسي أنا بدون الذات
حيث المأساة جديرة أن تتآسي بمأساته
فيتمتم
-عجبا-
أنا ينظر خلفه
يبصره ضوء خافت
يأتيه من السنوات المتسكعة بعمره
يعكسه في الأرض ظلالا
كان هو مركزها
و لكن
أحد منها لا يعرفه
يدرك أن الزيف لصيق الظل المرسوم علي الأرض
فيتمتم
-عجبا-
أنا
يلتمس طريقه إلي مرآته
يتعثرفي أشلاء الذات الملقاة علي الأرض
ينظر في المرآة
يبصر وجه البارحة المثقوب
يدرك
أنه يحتاج لحلم
ليرتق هذا الثقب الغائر في الوجه
فينام
و يتمتم
-عجبا-
أنا
يصحو من نومه علي صرخات الذات
تخبره أن اللحظة قد حانت كي يلتحما بالكل
ينزلان
حيث الشاع
حيث النا س
حيث الكل
يجتلسان المقهي
ينتظران اللحظة
و يرقبان الكل
و الكل مشغول عنهم بالضحك و اللعب
أنا
يجلس امام التلفاز
يستمع إلي أخبار الوطن الضائع فيه
يستمع إلي الزيف المعلن
و يدخن سيجارة
يقدح مشروبا أسود
يصنع من هالات الدخان المتصاعد من صدره
كونا ليس له مركز
فيتمتم
-عجبا-
منقول
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|