عرض مشاركة واحدة
قديم 12/09/2007   #1
شب و شيخ الشباب بوسيدون
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ بوسيدون
بوسيدون is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
50

افتراضي منحوس حجم عائلي


منحوس حجم عائلي
ذات جحيم وبينما كنت أغوص في كتب التاريخ خطرت لي فكرة خربت أعشاش العناكب في دماغي الذي كان منذ وضعه الله في ذاك الصندوق الذي يعتلي جسدي مضرباً عن التفكير بكل الأشياء التي تعكر صفو إضرابه المزمن .تلك الفكرة كانت اختراع آلة تنقلني عبر الزمن علِّي أجد زمناً آخر أقل قرفاً من زمني هذا .ثمَّ سأرفع بموجب ما سأصل إليه طلباً إلى الله لكي يسارع إلى نقلي إلى ذاك الزمن ...وبعد جهد كبير جمعت كل خردوات المدينة الضائعة وبدأت بتنفيذ الفكرة الجهنمية إلى أن خرجت إلى الوجود آلة لا تشبه الأشياء التي نعرفها وعزمت على المغامرة بتجربتها ....وما أن وضعت أصبعي على أحد الأزرار حتى رأيت العجب وسمعت صوت انفجار عنيف وغبت عن الوعي برهة لأجد نفسي في عالم غريب عليَّ أناس لا أعرفهم ثيابهم غريبة .وبدأت أجوب الشوارع جائعاً إلى أن التقيت أحد المارة فسألته أين أنا ...قال لي إنك في فرنسا ونحن في أوائل حزيران من العام1815 واستطعت أن أستشف من المارة أخباراً تفيد بأن هناك حرباً قريبة على الأبواب وعلى رأسها السيد نابليون ...ولكي أسكت جوعي تطوعت للقتال مع السيد نابليون حيث قام أحد الجنود بإعطائي بندقية بحربة طويلة وذهبت أقاتل وما هي إلاَّ أيام اندلعت حرب واترلو ولم يمض على نشوب الحرب طويلاً حتى ضرب السيد نابليون بطنجرة من مطبخ التاريخ على رأسه وسقط نسر واترلو ....خفت ساعتها وقلت لنفسي اهرب يا هذا قبل أن يعلم نابليون أنه خسر الحرب لأنك تطوعت في صفوف جيشه ...فأسرعت وأنا أنظر ورائي خوفاً ودخلت الآلة من جديد وبدأت أعبث بالأزرار وشاءت الصدف أن أجد نفسي في ألمانيا أواخر الحرب العالمية الثانية عندها كان هتلر على مشارف موسكو و استالين يبكي وعلى اعتبار أني من برج الثور ويغريني اللون الأحمر تطوعت مع الألمان ولم تمضي بضعة أشهر دخل الجيش الأحمر في برلين وانتحر هتلر ......ثم وقعت أسيراً في أيدي السوفييت الذين اقتادوني مكبلاً إلى استالين بناءً على إلحاحي الشديد حيث أخبرته بقصتي مع نابليون فصافحني بشدة وشكرني عندما أدرك أني كنت وراء خسارة هتلر .
وبعدها عدت إلى زمني وقلت حسناً سأزور البحر أناجيه فهو الواسع الذي يختزن كلَّ الأشياء وعندما وصلت شاطئه الصخري كان يفرُّ أمامي هرباً فركضت أقفز على الصخر أريد بالبحر اللحاق فأوقفني صوت مذياع كان مع قبطان برجل خشبية يجلس ميتاً على حطام سفينة غرقت ...قرأ المذيع في نشرة الأخبار المسائية الخبر التالي :

(سادتي سيداتي ما يحدث اليوم لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي والعالمي فقد شوهد تمثال الحرية يرمي من يديه الشعلة والكتاب ويركض هارباً من ارتفاع المياه المجهول السبب وسنوافيكم بالتفاصيل للاحقاً) وعلى اعتبار أن الأرض كروية كنت أركض وراء البحر المتوسط والبحر يركض وراء المحيط الأطلسي والمحيط يركض وراء تمثال الحرية وتمثال الحرية يركض ورائي وهكذا ما زلنا عبثاً ندور في ذات الحلقة الدائرية هذه قصتي فإن شئتم اضحكوا وألاَّ فابكوا عليَّ
مع تحيات بوسيدون

إننا محكومون بالأمل..... وما يحدث اليوم لايمكن أن يكون نهاية التاريخ
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02421 seconds with 11 queries