محبة
محبة:
أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة.
وتقرير ذلك:
إذا قلتم محمدا ملك ظالم، قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة، ويقول: أمرني الله بكذا، وأوحى إلي كذا، ولم يكن من ذلك شيء، ويقول: إنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونساءهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم، ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم فلا يخلوا إما أن تقولوا: إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه، أو تقولوا: إنه خفي عنه، ولم يعلم به، فإن قلتم: لم يعلم به، نسبتموه إلى أقبح الجهل، وكان من علم ذلك أعلم منه! وإن قلتم: بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه، فلا يخلوا إما أن يكون قادرا على تغييره، والأخذ على يديه، ومنعه من ذلك أو لا، فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبل العجز المنافي للربوبية، وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه، ويعلي كلمته، ويجيب دعاءه، ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات الكثيرة، ولا يقصده أحد بسوء إلى أظفر به، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له، فهذا من أعظم الظلم والشتم الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء فضلا عن رب الأرض والسماء، وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه.
|