الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2007   #537
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي لغزة يحلو النشيد..! .. " رسائل من الوطن "


لغزة يحلو النشيد..!



ظنوها ستبقى أسيرة حسرتها الصامتة.. وظنوا أنها ستألف تهشيم ضلوعها واستلاب الضياء من عينيها ولن تلبث أن تذعن لمراسيم التآمر وتكشف ظهور آسادها لسياط جلاد مقنع بزيف الوطنية!

غزة التي عضّت طويلاً على جراحاتها وهي تعيش تفاصيل محنة الأشلاء والجلد الممزق والأقدام المفتتة، وتشيّع أئمتها وفرسانها وعلماءها الأطهار.. كانت تودع يوماً دامياً لتستقبل آخر، وظلت تكبت شهقات الآه في أعماقها وصرخات (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان)..
غزة.. لم يبتلعها البحر ولا ضاق ماؤه باشتعال ثراها على حده الهادر، بل ظل يمدها من رحابته صبراً فوق صبرها، ومن روح موجِهِ عنفواناً..
ومع بلوغ الصبر مداه الأخير ونفاد ذخيرته أمام مخطط التصفية كانت غزة تهب بأحرارها لتزيل العار الذي شقق وجهها النابض ثورة ويقينا، ولتوقف جريان مسار من أرادوا إعادة احتلالها من جديد وتكبيلها بالفوضى والإجرام، وإعمال مبضع الفتك بقسامييها البررة، ليخلو فضاؤها لغربان الشؤم والفساد..!
غزة اليوم طاولت قمم الجبال شموخاً، وتألق جبينها المرصع بالكبرياء إذ طهّرت ديارَها من أذناب الاحتلال وأسدلت الستار على عهد بائد كان عنوانه ذبح (الحماس) في صدور الغزيين وإزهاق نفوس (عزهم) وتصفية دم عروقهم قطرة قطرة..!
ما كان للجباه السمر التي لوحتها شمس البطولة مذ أبصرت النور أن ينكسر فيها عرق الإباء أو ينطفئ في عيونها لهيب الإصرار، وما كان للعزائم التي ابتكرت كل فنون المقاومة وأدوات المواجهة أن تُجتاح بالموت أو يدهمها صقيع المؤامرات.. وما كان لغزة – خاصرة فلسطين ودرة جبينها المحجلة من غبار المعارك – أن ترتضي الدنية أو تنصاع لمنطق (الفوضى) وواقع الإبادة ومشاريع هتك الكرامة واستباحة المحرمات.
قديماً أنشدوا لغزة.. (يا غزة في حلقهم وشرارة في أفقهم) ولها ننشد اليوم.. (وشاح العز يا غزة وشاحي) ونهتف لحواري جباليا والنصيرات ورفح، وسنظل نستطيب الشدو باسمها واستحضار مكنون وثباتها البديعة ونماذج عطائها اللامنتهي ودروس أيامها الفريدة.. دروس الجهاد والاستشهاد والمرابطة، وفنون مغالبة المحتل حتى دحره، وأصول استئصال أي داء خبيث يستفحل داخل الجسد ويشوه قامته ويردي روحه..
غزة.. أَشهدتِ الله على عهدها بأن تظل طاهرة وسامقة، وأن يبقى جيدها مقلداً بارودة نظيفة بيّنة الهدف، وأن تواصل جموعُها سيرَها صوب اكتمال حريتها، وألا يُنبت غرسُها إلا فرساناً أخياراً تشد بهم أزرها وتُعدهم للمنازلة الكبرى، ليجوسوا خلال الديار، (وكان وعداً مفعولاً).


* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.02523 seconds with 10 queries