عرض مشاركة واحدة
قديم 22/06/2005   #92
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


طبعا لا يعرف هؤلاء القرويون "الأغبياء" أن المشروع سيختصر المياه اللازمة للزراعة الى النصف و سيختصر عدد الأبار المحفوره كثيرا و ربما كانوا يعرفون ولكنهم لا يريدون لأحد أن يمس ملكياتهم الخاصة كائنا من يكون, لذلك فقد تسلحوا بكل ما يملكون من أدوات القتال عصي فؤؤس سكاكين و بلطات ووقفوا صفا واحد مع شروق شمس بأنتظار قدوم الوفد ووضعوا مفرزة متقدمة من الأولاد سلحوها بأحجار مختلفة الأحجام لتمطر الوفد بوابل شديد قبل ان ينقض عليها الرجال بما تيسر لهم من عتاد و يجبروها على التقهقر و الرجوع.

كان سيارة معاون الوزير تتقدم الموكب المؤلف من سيارات ثلاث يتوزع أفراد الوفد عليها و حين شارفت على الدخول الى القرية فوجىء الوزير بمجموعة من الأولاد يرشقون السيارة بالحجاره فتوقف السائق بأمر المعاون و ظن أن الأولاد سيهربون عند توقف السيارة و تظاهره بالنزول و لكن العكس قد حصل فقد ازداد قذف الحجاره فأمر المعاون سائقة بزيادة السرعة لتجاوز المكان .طبعا حصلت سيارتا الوفد على حصتهما من حجارة القصف التمهيدي و تجاوزت السيارات الثلاث موقع قذف الحجارة لتفاجأ بجمهور أهل القرية المتسلح المتأهب.توقف الموكب على مبعدة منه و قد شعر المعاون بجدية الموقف و ترجل من سيارته ثم تقدم بأتجاه الجمع و حاول مخاطبتهم و لكن متحدثهم بادره بأنفعال و حده:

- شوف يا استاز خود جماعتك و روح من هون لا بدنا مشاريع و لا بطيخ

رد المعاون برجاء و تضرع..

- ولكنه مشروع في صالحكم يا جماعة فكروا بالأمر

لم يجب متحدث الوفد فورا بل تشاور مع من حوله لحظة و أعاد الجواب بشكل أكثر حده و أصرار:

- عم قلك خود جماعتك و روح و هادا أنذار أخير..

شعر المعاون بحراجة الموقف و تراجع الى الخلف ثم اقترب من سيارة الوفد الذي بدا خائفا مذعورا من أستقبال توقع أنه سيكون حارا و حافلا بالكرم العربي الذي قرؤا عنه في تراث الأسلام في بلاد الأندلس.شرح المعاون للوفد عبر المترجم أن أهل هذه القرية يرفضون المشروع لذلك من الحكمة أن ننطلق الى الموقع التالي فلا بد ان يكون أهل المنطقة التالية متعاونون لأنجاح المشروع وافق أعضاء الوفد بسرعة فقد كانوا يريدون المغادرة بعد أن شاهدوا مشهدا حيا من مشاهد الرجم بالحجارة الذي سمعوا عنه.

لم يكن الوضع في الموقعين الآخرين أحسن حالا فقد كان جميع القروين بنفس درجة الحماس لأراضيهم وقد دخل في أذهانهم أن حفنة من هؤلاء الغربييين سيأتون ليضعوا أيديهم عليها.و رفض جميعهم مجرد النقاش مع معاون الوزير أو أي من أفراد المجموعة التي ترافقه و حتى أبو قادر حاول جاهدا أن يفهمهم أن المشروع في صالحهم و سيقوم بكذا و كذا لم يكن القرويون على أستعداد لمجرد الأستماع فذهبت أدراج جميع من حاول التفاعم معهم أدراج الرياح طبعا خلال فترات الحوار الحماسية بين جماعة معاون الوزير و مرافقية و القرويون الغاضبون كان الأسبان ينزوون بخوف و ترقب في أحدى زوايا السيارات في ترقب مرتعب لما سئؤؤل أليه المفاوضات.

عند هذا الحد بلغ الغضب بمعاون الوزير أشد ما يمكن فقرر اللجوء الى الشرطة لتفريق جموع القرويين ليتمكن الوفد من المعاينة على الواقع فذهب برفقة أبو قادر الى أقرب مركز للشرطة بعد أن طلب من الأسبان الأنتظار في مكان قريب.بدا مركز الشرطة فارغا فلا أحد على الباب وليس هناك موظف استعلامات, الأرضية متسخة بشدة و أثار أقياء تملأ المكان, و على المكاتب أثار الشاي و جماعات الذباب تحط علية كما تشاء أما أكبر طاولة فكان ورق العب يتناثر على زواياها مما يوحي أن ليلة الأمس كانت مليئة بما لذل وطاب من "فتات الطرنيب". تجول المعاون في أنحاء الغرف ليجد من يتكلم أليه ولكن يبدو ان جميع أفراد المركز قد ذهبوا في أجازة بعد دور طرنيب حافل.دارت كلمات شاتمة لاعنة في حنك المعاون و لم تكن كلماته واضحة و لكنه من المؤكد كات يشتم مديرية الأمن الداخلي ووزارة الداخلية و يبدو أنه تطاول بالسب و الشتم على مقام الوزير الرجل معه حق مركز شرطة طويل و عريض ولا يوجد أحد يتلقى شكاوى المواطنين.ظلم المعاون الأمن الداخلي فيبدو أن ثمة شرطي يجلس في الغرفة المجاورة كان يسترخي بتكاسل على كرسية و يفرد أمام وجهه جريدة رسمية تتحدث عن الأنجازات.

أزاح الشرطي جريدته بعد أن أحس بوقع الأقدام الغاضبة ووجه نظرة الى المعاون مباشرة بادره المعاون بالسؤال:

- وين مدير المركز

أجاب الشرطي:

- مدير المركز....خير يا شباب بس لازم تعرفو أذا كنتم تريدون تسجيل شكوى يجب أحضار أمر من النيابة بالقصر العدلي ورا الباب الكبير بدقيقة بتجيبوها.

قال الشرطي جملته و كأنه يقرأ من جريده ولكن المعاون نافذ الصبر قاطعة:

- لا شكوى و لا غيرو بدنا المسئول هون ضروري نحكي معو...

لم يكن رئيس مركز الشرطة موجودا فقد كان و نائب رئيس المركز و جميع ضباط المركز مع معظم أفراد الشرطة معزومين الى حفلة غداء أقامها عضو مجلس الشعب في المنطقة و دعا أليها أليها جميع الفعاليات الرسمية الشرطة.فرع الحزب,مديرية الناحية.مكتب الفلاحين و العمال,مركز المخابرات,و لم ينسى عضو مجلس الشعب حتى فرع الأتحاد النسائي.و حفلة الغداء مقامة بمناسبة زفاف أبن عضومجلس الشعب على كريمة اللواء قائد فرقة الصحراء العسكرية و حضور مثل هذه المناسبات واجب وطني لن يفوته كبير أو صغير من المنطقة كلها.طبعا هكذا فهم السيد المعاون من الشرطي الوحيد الموجود في فرع الشرطة.

أسرع السيد المعاون الى سيارته برفقة أبو قادر بأتجاه دارة عضو مجلس الشعب و لحق به الوفد الأسباني كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لمعاون الوزير فهو أن فشل في هذه المهمة فقد يطير من منصبة أن لم تطير رقبته معها.لم ينزل الأسبان من سيارتهم منذ أن غادرو فندقهم في الصباح الباكر فلم يجدوا فرصة واحدة ليغادروها ولا بد أن حلوقهم ناشفة و مثاناتهم ملىء من فرط الخوف الذي تعرضوا له ولكن أيا منهم لم يبدي رغبة في الخروج من السيارة و كان الرعب و الهلع باديا بوضوح فوق سحناتهم المتعبة.

كان المكان يعج بأنواع السيارات ومن كافة الألوان و ألأحجام و الأنواع و كان وقوفها عشوائيا يزاحم بعضها بعضا و لو أراد صاحب أحدى السيارات المغادرة لا بد له من منادة خمس أو ست سيارات أخرى تسد طريقة لذلك كان مكبر الصوت يتوقف عن الغاء كثيرا ليذيع أرقام السيارات التي تعرقل الطريق ثم يعود الى الطرب مرة أخرى.توقف سيارات الوفد على مبعدة من المكان خشية الزحام و تقدم معاون الوزير بأتجاه باب الدخول الكبير.هنا تنفس الأسبان بعض الهواء المنعش فقد توقعوا جوا ودودا تملؤه الموسيقا فنزلوا من سياراتهم و تجولوا حولها بأنتظار عودة المعاون.

دخل المعاون الى حيث يجلس كبار الضيوف على مقربة من المنصة التي يقف عليها المغني.تفرس المعاون في الوجوه الرسمية المتشابهة كان الجميع يلبس البذلات المدينة فكيف له أن يعرف الشرطي من العسكري من المدني .و لكن سرعان ما تخطفته أيدي غليظة قاسية الى جانب مظلم و أعذر منه أصحاب الأيدي بعد أن عرفوا أنه معاون وزير مما يعني أن وزنه لا يقل عن أوزان من يتربعوا الصف الأول.لم تمض ألا لحظات قبل أن يطل عضو مجلس الشعب و هو يضع عبائة ثقيلة على كتفية و فاتحا يدية الى أقصى أتساع ثم ضم المعاون الى صدره مرحبا و اقتادة قبل أن يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة الى حيث يجلس كبار الضيوف و أجلسه في مكان بارز.


يتبع.....








شو ما في حدا عم يتابع

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08307 seconds with 10 queries