مقال لحسن م. يوسف عن سميح شقير
مند بداية تجربته الفنية المتميزة، اعلن سميح شقير بوضوح انحيازه للفن الحقيقي الذي يتمثل احلام وهموم وطموحات الناس العاديين وينحاز لهم، كما اعلن، من خلال العمل بصمت، لسنوات طويلة من التجريب الفني الدؤوب والشجاع في مجال اللحن والكلمة والاداء، ان تجربته تجسد القطيعة التامة مع الاغنية الكبريهاتية السائدة، التي تمجد نوعا من الحب المريض يعبر عنه بأسلوب فني مريض، يمس الارجل اكثر مما يمس القلب!
وقد لخص سميح شقير علاقته بالغناء منذ زمن بعيد فقال في احدى اغانيه الجميلة التي كتب كلماتها بنفسه؛
«انا لا اغني طربا
أغني قبل ان اتمزق قهرا
واغني كي لا اموت»
في العاشرة من صباح امس حمل الفنان سميح شقير عوده وتوجه مع فرقة بيسان الى ساحة عرنوس ليحيي في الشارع حفلا غنائيا تضامنا مع انتفاضة اهلنا في الوطن المحتل.. غنى اغنيات جديدة الفها ولحنها عن الانتفاضة كما غنى قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش «حاصر حصارك» غنى عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال البغيض : « هاي يا سجاني / ياعتم الزنزانة / عتمك رايح ظلمك رايح/ نسمة بكرة مابتنساني».
وفي اغنية اخرى خاطب الغاصب قائلا: « طوّل ، طوّل حصارك / ملت، ملت جنودك / حلك تفهمها حلك ! ارحل ارحل بعارك!»
كذلك انشد سميح اغنيته : « ان عشت فعش حرا / وان مت كالاشجار وقوفا/ وقوفا كالاشجار!» وغنى عن الجولان الذي لايهون علينا. غنى عن حصار بيروت الذي غير اسمه وتحول الى حصارات لرام الله ونابلس وغيرها من مدن فلسطين البطلة» ردينا ياللي بينرد / قابلنا المدفع بالفرد»!
غنى «سقط القناع» المأخوذة من قصيدة محمود درويش « مديح الظل العالي» في حفلة امس غنى سميح شقير في الشارع فأكد لمن يهمه امرهم ويهمهم امره انه فنان كبير، يكتب الكلمة المبدعة ويخلق اللحن المناسب لها ويؤديها بكل جوارحه واحساسه!
يعلم سميح انه قد ترسخ فينا جزءا من وجداننا الوطني، ويعلم انه سيبقى معنا دائما كما نحن معه، اليس هو القائل : « لو رحل صوتي مابترحل حناجركم
لو راح المغني بتضل الاغاني
تجمع القلوب المكسورة والبتعاني»
|