الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/09/2007   #518
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي لا رجوع بعد اليوم ( لروح القائد أبي مصطفى ) .. " خاطرة "


لا رجوع بعد اليوم ( لروح القائد أبي مصطفى )



آه ما أصعب الكلام حين يسقط النخيل في غزة و تغيب معه عيون فارسها الأول ..
آه ما أندر الدموع حين يطرز الرصاص طريقها .. و حين تعبَّدُ جنباتها بأشلاء الصغار ..
آه ما أقسى الأنين حين تخنقه أنقاض البيوت المسحوقة في عتمة الليل .. فيذوي بين ركامها عبير الطفولة الغافية .. و تتناثر مع ذراتها أجساد الرجال ..

فهل لكل تلاميذ صلاح الرجال أن يعيشوا ألم لحظة طالما حاولوا طرد هاجسها من ذاكرتهم ..؟؟
هل يمكن لحيّ الدرج بعد اليوم إلا أن يخرّج الآلاف من جنود يرموك ابن الوليد و حطين الناصر صلاح الدين .. يؤدون تحية الانضباط .. و يمضون خلف القائد ثائرين .. كبحر غزة الذي ما هدأ في أعماقه الموج يوما .. ؟

كيف للضلوع التي انتصبت دروعاً تردّ عن الحمى كيد الظالمين أن يهدّ عزمها إحكام الحصار ؟
كيف للحناجر التي ما عرفت غير آيات الأنفال ترتلها قبيل الانطلاق أن يهمد في أعماقها صوت التكبير ؟
هل يمكن لشيوخ الوطن إلا أن يظلوا الأوفى للدم و الأرض و المستضعفين فيها ..؟
و هل يمكن لجبين مرصّع بكلمات التوحيد إلا أن يسدّد رصاصه المبارك .. فيبهج صداه قلوب المكلومين و يرسل التحايا لسيد المقاتلين الصاعد في سماء القطاع فلكاً يزين الآفاق و يرقب التلاميذ اللاحقين ..

حياً كنت أم ميتاً سيدي القائد ..فقد كنت و ستبقى الشهيد الحيّ .. الراحل الآتي .. و الغائب الحاضر ..
و في يوم عرسك الجديد .. تخضّب حرائر الأرض أكفها بالحناء .. و تغني لإطلالتك مواويل الصمود و أناشيد الفداء ..

في يوم عرسك .. يختبئ الخائنون في جحورهم .. يتكومون على أنفسهم خلف مكاتب الارتباط ..
يتدثرون بأوراق التآمر خوفاً من حجارة الأطفال الغاضبين ..

في يوم الفداء .. يتلعثم العقلاء أمام صهيل الشهادة المحمول على الأكتاف و الزاحف من خلف المتاريس .. حمماً تحرق أوراق التطبيع و حبر الاتفاقات الجديدة ..

و في لحظة الصعود .. يرتبك أمراء النفط و سدنة بني صهيون في كل البلاد .. يتعثرون بعباءاتهم و هم هاربون من وهج الغضب في عينيك .. فتكشف قبحهم و تغمد خنجر الإباء في أطرافهم المرتعشة .. المتهالكة نحو المحمية التي صنعتها لهم أمريكا فدخلوها طائعين ..

و سيصمت اليوم أولئك الذين تآمروا على سواعد الرجال .. و أرادوا للسواد أن يجلل سيوفها .. فأبيت إلا أن تفجر مرحلة جديدة للعبور لتسقط القناع عن كل الوجوه التي انتظرت لحظة الاحتفاء بالمؤامرة .. فتجللت بالخزي الذي سيدمغ الخائبين و تجار النخاسة و أرباب الحكومات العميلة ..

لكنه نبع الحماس الذي لا يجف .. ظلّ ساقية تجود بالدم .. لتبقى الأرض خصبة لا يسكنها البوار .. و لتظل روح القسام تطوف بأحفاده الذين نقشوا حروف عزه على زنود البنادق و الأحزمة الناسفة ..
هو قدر الله بأن تظلّ راية الفداء مشرعة في فضاء الأرض المباركة ..

وهو يوم البيعة أبا مصطفى ..
تختم به سنين جهادك الطويل .. لتعد لك ملائكة الرحمن عرساً في أعالي الجنان .. و يفرح بمقدمك السابقون من جنودك الأوفياء ..

هيهات أن يغمض بنو صهيون جفونهم بعد اليوم .. و هيهات أن ينعم المستوطنون بالأمان ..
ظنوه قد خلا العرين برحيل المعلم و نضبت من كنانته السهام .. و حسبوا أن شمل الكتائب قد تفرق باستشهاد المؤسس .. و غاب عنهم بان الأسود التي أقسمت على أن ترد الصاع صاعين لا زالت كعهد أول المجاهدين بها ..

و حين تسيج أنفاس القسام سماء غزة الرجال .. يخرج من تحت الركام ألف فارس و تتزين الأرض و السماء بمليون عز الدين و يؤدي قسم الانتقام كل صلاح قادم من رحم فلسطين الشهادة .. و تهتف الجموع التي خرجت لوداع القائد و الراحلين معه أن لا رجوع بعد اليوم .. و لا عودة من مرحلة الثأر إلا نجوماً تبحر للسماء .. و رياحين تزرعها الأمهات في قلوب الفتية اليافعين و على عتبات المنازل المجبولة بالركام و الدم ..



* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.03098 seconds with 10 queries