[ABO SUHAIL]

وفاة طفل بالشهر الأول من عمره اثناء عمليات هدم قامت بها المحافظة في منطقة باب شرقي

باشرت محافظة دمشق صباح الأحد عمليات الهدم في المناطق الواقعة ضمن تنظيم شرقي باب شرقي_الطريق الموازي للدباغات الحديثة دون اعتبار للمواطنين المتواجدين في المنطقة خاصة غير المستحقين السكن البديل" ، وذلك رغم كل المحاولات والجهود التي بذلت لوقف العملية.

وكان أهالي المناطق الواقعة ضمن تنظيم شرقي باب شرقي في مزرعة نصري وجسر الحارث ومسجد أقصاب قد واصلت مظاهرات عدة لفترة الشهرين الماضين مستغيثين بجهات حكومية عدة كمحاولة لوقف عمليات الهدم لكن دون أي جدوى !!! وبناء عليه توجهت سيريانيوز مباشرة إلى مكان الهدم للمتابعة، فما إن وضعنا قدمنا أول الطريق حتى تجمعت مئات العائلات حولنا واستنجدوا بنا لوقف الهدم وكأننا الجهة صاحبة القرار ليشرحوا ويصوروا لنا معاناتهم ومأساة الموقف.
ومن فورنا توجهنا إلى داخل احد المنازل لنجدها فارغة وموحشة بعد رحيل سكانها عنها حيث علمنا من السكان بأن أحد الأطفال الذين أسعفوا إلى المشفى " إثر القاء القنابل المسيلة للدموع " ويدعى محمد وهو ابن الصيدلي مأمون مرتضى .. قد فارق الحياة ، ونظرا لسوء حال والديها لم نستطع من التحدث إليهما.

"صباحية مباركة"
هكذا بدأ شادي أحد سكان المنطقة وصفه لصباح المحافظة بطريقتها الخاصة، حيث قطعت المحافظة الكهرباء عن المنطقة الساعة السادسة صباحا ثم قدمت سيارات "الجرافات والشرطة والإسعاف"، وحوطت المنطقة بسور من رجال كتيبة النظام وكأن هناك كمين".
ويضيف شادي"فيما بدأت الجرافات بالاقتراب من المنطقة حتى ضج السكان مستنكرين قرار المحافظة المفاجئ، فضرب الضباط أحد السكان لتبدأ بذلك المعركة حيث ألقى رجال الشرطة القنابل المسيّلة للدموع لإبعاد الناس، فيما سارعت الأهالي لنقل الأطفال إلى المشافي".

حديث العائلات طال ونحن ما نزال عند أول الطريق دون أن نراقب مشهد الهدم مباشرة وتوقعنا أن المبالغة طغت على حديثهم لكن المفاجأة كانت عندما اقتربنا إلى المكان لنجد الجرافات تقتلع الأشجار من جذورها والبيوت من أعماقها ورجال الشرطة موزعة على كل جانب ومسلحة "بالعصا والهراوة" بينما يواصل السكان نقل أمتعتهم والدموع تغلغل عيونهم "مرددين" لو كنا عدو لعاملونا برحمة أكثر!!! وبصراحة كان المكان "أشبه بالحمام المقطوعة مائه"

"دون إذن... ولا دستور "
نضال احد سكان المنطقة قال لنا "لقد اقتحموا البيوت دون إذن أو دستور وذلك لسحب "عدادات الماء وساعات الكهرباء"وخلعوا وكسروا الأبواب وكل هذه الأفعال دون علم مسبق بذلك، ولم نأخذ الحيطة فالأمتعة والأثاث ما زالت في البيوت لذلك باشرنا على نقلها فورا خوفها من تهديمها تحت عجلات الجرافات ".
وتابع نضال "وبكل أسف شعرت اليوم حقا بمعاناة الفلسطينيين أثناء تهجيرهم من منازلهم وطردهم من مأواهم الوحيد".

اتهامات للمحافظة بتخصيص البيوت البديلة للبعض "دون ان يستحقوها"
وبينما وقفنا نتأمل المواطنين عن بعد وهم منهمكون بنقل أمتعتهم وقد طغى عليهم ورغم ظروفهم القاسية روح المحبة والتعاون ومساعدة بعضهم بعض، اقتربت السيدة أم محمد وقالت "القرارات على "عينا ورأسنا" لكن لو عدلوا في ذلك، فقد لعب موظفوا المحافظة لعبة "دنيئة" عندما خصصوا بيوت لأحدهم دون أن يستحقوه، ليحصلوا على رشاوي بالمقابل" وكل هذا جرى من تحت الطاولة فأين العدل في ذلك وما علينا أن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".

المحافظة تمنح الغير متخصصين سكن الإيواء بالآجار
قصدنا مدير التخطيط والتنظيم العمراني في محافظة دمشق م.عبد الفتاح أياسو فقال لنا "وجهنا إنذارات عدة مسبقة إلى سكان المنطقة وكان من المفروض أن يكون تاريخ الهدم قبل 10 أيام لكننا منحنا السكان مزيد من الوقت، وقد توجهنا يوم أمس إلى المنطقة حيث أخليت بنسبة 70 % من السكان".
وأوضح أياسو "بلغ عدد متخصصين السكن البديل للمحور بالكامل أي منطقة التنظيم والإستملاك 312 مستحق و 140 مستكمل الأوراق الثبوتية بينما بلغ عدد الغير" متخصصين 140 من كامل المحور أي بنسبة 70 % مستحق و 30% غير مستحق وتابع " ونظرا للأشخاص الغير مستحقين أقرت المحافظة حل بديل وهو عبارة عن منح عقود آجار للأشخاص الغير مستحقين بمبلغ رمزي مقدراه شهريا 1000 ل.س ولمدة 6 أشهر في منطقة الحسينية ريثما تستطيع العائلات تأمين مآوى جديد لها".
كما أصدرت المحافظة بتاريخ 29/8/2007 القرار رقم 6294 والذي ينص على تخصيص المنذرين في الأبنية البرجية التي ستعمر ضمن منطقة التنظيم على أن يتم تسليم المنازل في الأبنية البرجية خلال عامين من تاريخ العقد.
واشار اياسو إلى أن "التعاقد سيتم في بداية عام 2008 حيث انتهت الدراسة الأولية ولم يبق إلا مرحلة التدقيق النهائي والتي من المتوقع أن تنتهي في الشهر العاشر من هذا العام فيما ستستمر عمليات الهدم ليوم آخر لإنهاء كافة العمليات في المنطقة".

مها القحف - سيريانيوز