بالشهادة يحيون .. " خاطرة "
بالشهادة يحيون ..
في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد صلاح شحادة
يا دمك الممتد فينا أشرعة نور و دروباً تستمطر النخوة..
يا جبينك المطرّز بالأقمار و النيازك..
يا صوتك المسرج خيولاً لا يُغمد صهيلها، و سيوفاً لا يصدأ فيها الصليل..
أيها الجواد القسامي المحجّل بالبهاء..
ما كان رحيلك أول الجرح و لا خاتمة الحزن النابت على بيادر الروح سنابل اشتياق..
لستَ أول الطالعين من عيون الإباء و لا آخر الناثرين دمهم شموساً تعبّد العيون بالإصرار..
لكنّه الوفاء للكبار أبا مصطفى.. الذين دمهم في أعناقنا أمانة، و وصاياهم في عروقنا نبض يغذي القلب بالغضب.. الذين لعزائمهم وزن لا توازيه ملايين النفوس الخاوية من صدى نفيرٍ يلهب القلوب و يحفظ حدود الكرامة من التبدد و الضياع..
هي الحياة يا سيد الفرسان..
قدر الراحلين حين يضيق بهم عالم الأموات و تصطبغ أيامه بألوان الهزيمة..
شوق قلوبكم لنداءات السابقين.. يستعجلون قدومكم و يفرشون لكم دروب السماء بالياسمين..
هي تنهيدة الجرح التي لا بدّ منها.. حين يغدو الوجع نصالاً مغروسة في الجباه، و حين تستحيل خيوط الذكرى رماحاً تنقش على الجدران ملامح الشهادة التي ما محاها غبار التسويات أو حبر المراحل القاتمة..
من عام إلى عام.. تحتشد في فناء الروح مئات الوجوه..و يتسع الدرب الواصل أفئدة الرجال بأبواب السماء المحفوف طريقها بالتكبير.. لتظل الذاكرة خصبة بالعيون المسكونة بضياء الكبرياء و إشراقة التحدي ..
فدع قاتليك لجليد الخوف يدثر أوصالهم برجفة الموت، دعهم لهذا الهلع يلاحقهم حيثما حلّوا و مهما شيّدوا من أسوار ظنوها ستجعلهم في مأمن من الفزع و تحجب عنهم بأس أنفس عمادها العقيدة و غذاء روحها الأنفال و الإسراء..
اترك للموسومين بعار الانحناء زيف النشوة حين يقاسمون العدو أنخاب فرحة الخلاص من رموز الجهاد و الثورة و ينتظرون سراب مرحلة لا مكان فيها إلا للعابثين..!!
أومِئ للتلاميذ المنتظرين أنّ أوان التقدم قد حان، ليحملوا كحل أحزان المعذبين و يزنّروا بلهيبها أجساد التائقين إلى لقائك و الخلود..
فأبطالنا يحيون بالشهادة، و تعيش ذكراهم حين يصعدون مطمئنين.. فلا ضجيج القصف يؤرق خطاهم الواثقة و لا رصاص الغدر يغتال طهر أرواحهم و عطائها الموصول أبداً بأفئدة اللاحقين..
* لمى خاطر
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|