بدر و مسك .. " خاطرة "
بدر و مسك ..
لروح الشهيدين القساميين أحمد بدر و عزّ الدين مسك
يا "بدر" سمائنا المنتزع من عروق الخليل..
يا "مسكاً" تضوع في أرجائنا حين ذرفت شوارعنا الدمع نجيعاً و غدت صبابتها وجعاً..
أترانا نحسن الولوج إلى دوح الشهادة لنبوح بكلمات يبددها هذا الجلال..؟
أم ترانا نملك أن نودّع أرواحكم بدمع من يرثي نفسه و يهنئ الأبرار بالفوز ..؟!
ضاقت الدنيا بأنفس المطهرين، و استعذبت آذانهم نداءات الخلد..
فكيف لنا أن نكتب لكم مراثي الحزن بعد اليوم؟!
يا ويح قاتليك يا أحمد..
أكانوا يدركون و هم يصبون عليك حمم موتهم معنى أن يواجه جيش كبير فتى تبرعم في دمه الإباء.. فكان صنيعه يقض المضاجع و يؤرق العتاة..؟!
أكانوا يعلمون أن بين الأرض و السماء طلقة ثم انعتاقاً من الأسر يعقبه ارتقاء؟!
يا لقبح وجوههم يا عز الدين..
أو ما علموا بأن نفوسكم لا يؤنسها إلا شعور باقتراب الصعود؟!
و بأن الذين زنّروا أجساد النجوم بالبارود كانوا يعدّون العدّة للّحاق بالأحبة..
فماذا فعلوا غير أنهم عجلوا لقاء القلب بشغافه و التحام الروح بندائها..؟!
أيها الميامين الأبرار..
كنتم بالأمس طيوفاً تهب أيامنا مضاء الصمود، و تهب فجرنا ابتهالات الرجاء لله بأن يحمي خطوكم و يعمي عيون المتربصين بكم..
لكن صلوات فجركم كانت تغتسل بدموع تلهج بدعوات الشهادة، و يرهقها التباطؤ عن لقاء أبي أيمن و صحبه..
فها قد ربح بيعكم.. و خسر رهان الذين حاصروا نبض اشتياقكم حين ظنوا أن عربدة قصفهم قد هزمت أرواحكم التي كانت تحلّق هناك هازئة بحشودهم المدججة بالفزع..
نودعكم و في دمنا لكم وفاء لا تزيده الأيام إلا شموخاً و اشتعالا، نودعم و في الحلق غصة تأبى أن تزول إلا حين تعلن الدماء براءتها من دنيا القاعدين، و يقلّدها الرصاص شهادة ترتدّ بعدها حيّة صاعدة على ذات الطريق..
تزفّكم خليل الصابرين للجنان و في كل درب من أحيائها ومضة من"بدرها" أو نسمة عزّ تضوع بها "مسكها" المسافر في كل المسافات..
فلكم المجد يزين قاماتكم اليافعة، و لنا من ذكركم زاد يدفئ الروح و يسرج في ثنايا ليلنا بهاء الكبرياء و أسرار الصمود..
* لمى خاطر
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|