الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2007   #512
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي الصبح موعدهم .. " خاطرة "


الصبح موعدهم ..



بدفء صيف الثائرين تعودين.. بحرارة بارودهم يزرع بذار العام الرابع في أرض أخصبها النجيع فأينعت فيها الغراس لثلاثة أعوام مضين..

بالشجن الزاحف من ظلال الركام.. بصيحة التحدي الطالع من بين الأنقاض .. بأنين المكلومين يستمطر غيث الرحمة و النخوات الهامدة..

بصدى تكبيرات أرهقت سجّانها و قيّدت فيه نشوة الانتصار على عزمات نفوس نبضها الصبر و قبلة فجرها الإرادة..

بالعبق المعتق في ضلوع الضاغطين على الزناد تعبرين جسر عامك الرابع..

بهذا الشوق الذي ما زال يدلف من عيون الصاعدين تنهمر على قلوبنا أطياف الذكرى، فيشتدّ بها عضد الحاملين قناديل الحلم و بيارق التحرير..

بأجساد فدائييك الواقفة على مشارف الجرح تضمد نزفه يكبر الغرس و يدنو أوان القطاف.. و من أريج أشلائهم تقتات قبضات الحاملين حجارة الغضب، و يسمق في عروقهم صهيل الشهادة

فيا هذا الغيث الذي أمطر الأحرار شفاءً من زمان الركود أمِدّنا بنفحات الفداء و لا تعبأ بوعود المنهارين

يا شريان الصمود شرّع للدم نافذة تطلّ على جنبات الحواضر المتخمة بالخواء.. اسكب في طرقاتها نضارة الشموخ و حميّة الثوار.. جرّدها من أسمال للخيبة ما عادت تستر للصامتين جسداً، و أبدلها بالوجوم هتافاً يومض بالتمرد..

يا دم العاشقين غلّف حوافّ زماننا المسبيّ بألق الأرواح المتصاعدة في آفاقنا مشاعلاً تورّد وجه الأرض و تزرع في حدقاتها الأمل و الاستبشار..

يا صليل الجراح أغمد نصلك في رقاب اللاهثين خلف السراب.. لا تلتفت لصخب سلمهم المحاصر بهدير الدبابات و حواجز الموت، علّمهم أن السلام لا ينبت من فتات يمنحه الغاصب لمن ينحني، و أن لا مكان للمتسولين على خارطة من لا يذعن إلا لإملاءات الرصاص..

هو عيدك الثالث يا ثورة الوفاء المسرى.. تحتشد فيه كل العيون الناظرة للفجر لتودّع عاماً جُبلت أيامه بعرق الصامدين و بأسهم.. بزغاريد الأمهات يشيعن حشاشة الفؤاد للسماء.. بسواعد الأحرار تنثر للحماس بذوراً زادُها دم و كبرياء ..

عام آخر ينقضي و لا تزال فلسطين توأماً لانتفاضتها و لبوح البطولة في عيون مدنها المحاصرة، تعلن للذين أنهكهم حمل البنادق أن لا رجوع إلى الزمن العقيم و أنّ الحلم المزهر في فضاءات الوطن من بحره لنهره سيغدو واقعاً يبدد العتمة و سيوفاً تقتلع الغرقد و تمزق سياج المستوطنات..

فأطلّي علينا يا هَبّة الرجولة من جديد، و غذي أوردة البلاد باللهيب.. أودعي قلوب المرابطين دفء اليقين بوعد ناصر المؤمنين.. قولي لهم أن لا يهنوا في ابتغاء الصبح، فهم الأعلون بجهادهم و عظيم تضحياتهم، و غيرهم الخاسرون برهانهم على المستحيل و تيههم في قفار التسويات و الدروب الموصدة أمام العاجزين..

فالصبح موعد الذين تواصوا بالصبر و تعاهدوا على الثبات، و النكوص موئل من ارتضى التخاذل منطقاً و الاستجداء سبيلاً.. !!



* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.02184 seconds with 10 queries