أحلام .. " خاطرة "
أحلام ..
يا فارسة حلمنا الجميل.. الممطر على دوح أرواحنا بهاءً..
يا فخرنا المتسامق في كل الآفاق.. يوزع الشموخ و نفحات الإباء..
يا ضفيرة عزّ مخضوبة بريحان الشهادة ..
يا خفقة من عزم ذلك الجواد إذ أومضت خطاه معلنة أوان الارتحال للنجوم..
أسمِعي الأمة كلها صوتك الهازئ بقيودهم..
أسمعي رجال العشيرة صرخة الحرائر اللواتي عبرن حدود رجولة سئمت من لا يحسن الانتساب إليها..
حدثيهم عن شهور العتمة التي ما أطفأت في قلبك شمعة الكبرياء..
حدثيهم عن ألم السلاسل و قهر الزنازين..
عن الفرح الذائب من عيون أمهات سلبوا أطفالهن عطر الأمومة المأسورة..
حدثينا و حدثيهم عن الصبر يا أحلام..
عن جذوره النابتة على أهدابك المبتلة بدمع الاشتياق..
واعتلي صهوة الفجر الهارب إليك من وطأة الوالغين في الظلام..
اغرسي كلماتك نصالاً في قلوب سجانيك و أولئك الذين أرادوا أن يحاكموا عشقاً لوطن مكدس بالأشلاء..
اقذفيها رصاصاً في وجوه العاجزين و الملبدة قلوبهم بالخذلان..
لن يرحل صوتك من دمنا
و لن تغيب إيماءتك عن ملامح الدروب التي اغتسلت بغضبة عينيك و أشلاء عزالدين..
و ستبقى نبرة الإباء في عروقك رحيقاً يأوي إلى حيث الزهور النابتة على أطراف الحواري الصامدة والمخيمات الحالمة بساعة الإياب..
فاهزئي بحقدهم.. ازرعي الحيرة في عقولهم المتصدعة.. و زلزلي أركان قانونهم المهترئ..
قولي لهم إن موعدنا الحقيقي سيكون هناك، في مكان لا يحسب أمثالكم له حساباً..
ست عشرة نجمة ستسافر اليوم إلى جبينك العالي..
ستة عشر حلماً ستحلق في فضاءاتنا المكلومة، تبلسم جرحها وتهبها نفحة استبشار..
و ست عشرة خيبة ستدثر الهامات المنكسرة في طول بلاد العرب و عرضها..
فأنتِ اليوم إلى ارتقاء
وهم إلى فناء..
و لا خلود إلا للذي يروي ظمأ الشمس من دمه
وعرق ساعده المجبول بالغضب..
* لمى خاطر
إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!
19 / 6 / 2007
|