الموضوع: لعشاق رامبرانت
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/08/2007   #12
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


وبذل الفنان جهداً جباراً ليقتصد في الإنفاق ويصل إلى الموازنة بين موارده ونفقاته. وثمة لوحات دينية عظيمة يرجع تاريخها إلى هذه الحقيقة-حقبة الزنى والديون (1649-1656) منها "يعقوب يبارك حفدته(143)"، و "المسيح عند النبع(144)"، و "المسيح وامرأة سامراً(145)"، و"النزول من الصليب(146)". ومهما يكن من آمن فإن الصور الكنسية لم تكن مطلوبة في هولندة البروتستانتية. ومن ثم جرب يده في الأساطير، ولكنه لم ينجح إلا حين استطاع أن يكسو الأشخاص. ولم تكن لوحة "داناي(147)" جذابة. أما "أتينا(14" و"مارس(149)" فكانتا فييدتين في بابهما. وظل يرسم صور شخصية تأخذ بمجامع الألباب. فإن صورة "نيقولا برونتج(150)" قد التقطت في لحظة مشرقة بالحياة والفكر، وصور "جان سكس(151)" تمثيل عمدة المدينة الهولندي في ذروة قوته وأسعد أوقاته، كذلك فإن رمبرانت رسم في هذه الفترة أشخاصاً غير ذوات أسماء، بعد دراسة عميقة: "الرجل ذو الخوذة الذهبية(152)"، و"الراكب البولندي(153)"، و"كوزيليوس قائد المائة(154)"، وتبدو معظم اللوحات الشخصية الأخرى إلى جانب هذه، ذات بريق سطحي.
وكان رمبرانت في سن الخمسين حين وقعت الكارثة. أنه قلما اهتم بأن يحسب ما له وما عليه، واشترى دون مبالاة الدار والفن، بل أسهم شركة الهند الشرقية(155). والآن وقد تخلفت معونات نصرائه ورعاته كثيراً عن الوفاء بمتطلباته، فإنه وجد نفسه وقد أثقلته الديون لدرجة تدعو إلى اليأس. وفي 1656، ورغبة في حماية تيتس، نقلت "محكمة الأيتام" في أمستردام، ملكية البيت الأبيض إلى الابن، ولو أنه سمح للوالد في الإقامة هناك لبعض الوقت. وفي شهر يولية أعلن إفلاس رمبرانت، وبيع أثاثه ولوحاته ورسومه ومجموعاته في عجلة كلفته كثيراً (1567-165. ولكن العائدات كانت أقل كثيراً من أن تفي بالتزاماته. وفي 4 ديسمبر 1657 طرد من الدار، فتنقل من بيت إلى بيت حتى استقر به المقام في روزنبراخت في "حارة اليهود". وأنقذ من هذا الحطام نحو سبعة آلاف فلورين من أجل تيتس، الذي كون مع هندريكا رغبة منها في حماية رمبرانت، شركة بواسطتها بيع أعماله الباقية دون أن تؤول إلى دائنيه. ويبدو أنهما أوليا الفنان الذي تتقدم به السنون، عناية كبيرة.واستمر رمبرانت وسط هذه البلايا والمحن ينتج الروائع: "رجل على ظهر جواد" وقد بيعت حديثاً إلى المتحف الوطني في لندن مقابل 400 ألف دولار، واللوحة العجيبة "رأس رجل عجوز(156)"-وكأنه كارل ماركس في الثمانينات متحرراً من الأوهام، واللوحة الطبيعية المفعمة بالحيوية بدرجة مدهشة "امرأة تقص أظافرها(157)"-وربما تطلبت بعض الطقوس الدينية تنظيف الجسم كله ليلة السبت. وربما رسم آنذاك أيضاً بعض صور مروعة للفنان نفسه مثل: "رمبرانت وكراسة التخطيطية" (1657)، وهي موجودة في درسدن، ثم اللوحة الأكثر شهرة التي يبدو فيها وجهه العابس المتجهم وجسمه البدين المدثر (165 وهي في مجموعة فريك في نيويورك، وصورته بكامل جسمه (1659) وهي فيينا، وصورة الوجه يعروه القلق والهموم (1659) في واشنطن.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03798 seconds with 10 queries