محطة طريق
لأنها ألهته
اعتادت إن يأتيها مترعاً بالأحزان
يحمل صليب أشواقه
مكللا بأشواك غربته ..
نازفاً خمراً ودماء وكلمات ..
عشقت صلواته تأتيها في المحن
وتتركها وحيدة .. على مذبحها أوقات خصبه
تضمد جراحه لثما ً بشفاهها ..
وتمسح وجهه النازف .. بطرف ثوبها الأبيض ..
وعندما يستفيق من شجنه ..
يناظرها كأنه لا يراها ..
يتركها منهكة على طرف السرير ويرحل
فقد اكتفى ... وجمع رجولته ورحل ..
اما هي ..
فقد اعتادت أن يكون جسدها تمثالا يلامسه ليكتب عنه
اعتادت ان ترقص في حضرة مجلسه ..
عله من سمو سلطانه يلقي لها بابتسامة ..
ولأنها تحفظ كل هذا في قلبها ..
ارتمت في أحضانه هذه المرة
ككل مرة
عندما جاءها منهكاً تعباً ...
أعطته كتفاً ليبكي عليه ..
وألف ألف سبب ليحبها اليوم ويكرهها في الغد ..
غنى ورقصت .
حزن فبكت ..
وعند اشراقة الصباح
كانت تدرك بثقة أنه سيرحل
فأعدت له حقيبة الرحيل ..
حملتها كلماته المكررة ..
صورة من عليه ان يحبها في الغد
حملتها أوتاره ..
هناك في زاوية صغيرة خبأت ..
عطر أنفاسها ورائحة شعرها
عله يبحث عن شيء منها .. فيجدها هناك
سرقت منها حزنه ...
فما حاجته للحزن .. طفلي المتعب
سرقت منها وطنه ...
فهو يحادثها أبدا ً عن الوطن ..
لكنها معه فقط نسيت معنى الوطن واعتنقت الغربة
سرقت من حقيبته
عنوانها
كلماتها
أسمائها
طعم دموعها
ايقاع قدميها راقصة على حافة روحه
لأنها لم تعد تملك ما يكفي
من القوة لتبقى هكذا
محطة على الطريق
مرسيل
|