عرض مشاركة واحدة
قديم 18/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي رأي رجل مسلم في الام المسيح!!!!!!!!!!


بصراحة شعرت بخجل شديد بعد مشاهدتي فيلم "آلام المسيح" والسبب أنني لا اعرف الكثير عن المسيحية رغم أن لي -مثل كل المسلمين- علي امتداد عمري أصدقاء وجيرانا مسيحيين لا حصر لعددهم، فما هو السبب؟
هل السبب هو أنني فقط لم اهتم بشكل كاف، أم أننا كمسلمين بحاجة الي أن نعرف ديانتهم ويعرفون ديانتنا? والمسألة هنا لا علاقة لها بالتبشير من كلا الجانبين، ولكن لها علاقة مباشرة
بأهمية المعرفة حتي لا يتكون لدي كل أصحاب دين معلومات ومفاهيم مغلوطة عن الآخرين، ومن هنا أتصور أنه من المهم أن يتم تدريس مبسط للدين الإسلامي لإخواننا المسيحيين والعكس في المرحل الدراسية، أي يتم تدريس مبسط للمسيحية للمسلمين.
وأعتقد أن هناك شغفا من كلا الطرفين لهذه المعرفة وهذا يفسر مشاهدة المسلمين للفيلم، ومنهم محجبات، بل ومنقبات.
فقلة معرفتي بالمسيحية جعلتني لا افهم جيدا الكثير من خلفيات هذا الفيلم المهم ومنها مثلا لماذا لم تصرخ السيدة مريم احتجاجا علي ما يحدث لابنها من تعذيب وحشي غير معقول? ولم افهم المبررات التي جعلت كل تلاميذ السيد المسيح يخذلونه ومنهم بطرس? ولم افهم بشكل كافي العلاقة بين تحمل السيد المسيح كل هذه العذابات والتكفير عن خطايا كل البشر.
وربما يكون هذا أخطر ما يعيب هذا الفيلم الاستثنائي، أي انه بالمعني الفني لم يهتم بأشياء درامية في منتهي الأهمية، ولم ينتبه صانعوه الي أن هناك جمهورا غير مسيحي سيهتم بمشاهدة فيلمهم، وأنهم في النهاية يقدمون عملا روائيا وليس تسجيليا. ورغم ذلك فهو تحفة فنية بكل المقاييس، فالمخرج العظيم ميل جيبسون - الذي قدم من قبل الفيلم الجميل "القلب الشجاع"- استطاع رغم قلة الأحداث أن يحول الساعات الأخيرة لحياة السيد المسيح الي عمل فني ليس فيه أي ملل، ورغم - وهذا هو الأهم- أن عذابات السيد المسيح احتلت المساحة الأكبر، فهناك اهتمام مذهل بأدق التفاصيل التي جعلت همهمات الفزع وعدم تصديق أن هذا يمكن أن يحدث تنتشر في صالة العرض، فهناك فارق هائل بين أن تقرأ عن عذاب وبين أن تراه بعينيك وينفذ الي كل خلاياك. ولذلك من الطبيعي أن تشعر بأن المسامير التي كان يدقها الرومان في كفي وقدمي السيد المسيح، كانوا يدقونها أيضا في جسد كل من يشاهد الفيلم، والمشاهد التي كانوا يجلدونه فيها علي طولها وقسوتها الشديدة تدخلك مباشرة في قلبها، وخاصة اللقطة التي كان الجلاد الروماني ينزع فيها السوط المليء بالحديد المدبب من جسد السيد المسيح.
أضف إلي ذلك هذا التوحد الرهيب بين الممثلين والشخصيات التي يؤدونها وخاصة الممثل الرائع "جيم كافيزيل" الذي جسد أدق تفاصيل رحلة العذاب، كما جسد بنفس البراعة مشاهد الفلاش باك للسيد المسيح مع أمه أو مع حوارييه أو دفاعه عن مريم المجدلية. ونفس الأمر مع الممثلة الرومانية "ميا مورغنسترن" - وهي بالمناسبة يهودية- في أدائها لشخصية السيدة مريم ومنها المشهد الذي وضعت فيه أذنها علي الأرض حتي تسمع أنات السيد المسيح المحبوس في القبو تحت الأرض.
والممثلة الإيطالية التي أدت دور الشيطان " مونيكا بلوتشي" لم تستند الي ما هو معتاد من "تبريق العيون" و" وإبراز الأسنان ولكنها استندت علي إحساس عميق بالشخصية ووصل لنا مدي سطوتها وهيمنتها وغموضها.. والحقيقة أن كل الممثلين بما فيهم الجلادون الرومانيون كانوا مبهرين.
ومن الطبيعي أن يثير مثل هذا الفيلم لغطا شديدا وخاصة من جانب اليهود ولكني أتصور أن اليهود الحاليين لا علاقة لهم بالأمر، فالفيلم يتحدث عن يهود محددين في زمن محدد ومن الخطأ أن نعتبرهم جدود اليهود الحاليين، فهذا النوع من التفكير يغذي النظرية الصهيونية العنصرية التي تتعامل مع اليهود باعتبارهم جنسا نقيا مستمرا كما هو علي امتداد التاريخ وهذا بالطبع غير صحيح علميا كما أكد العلامة د.عبد الوهاب المسيري في كتبه المهمة. ثم انه ليس مطلوبا سواء كنا مسيحيين أو مسلمين أن نكره عموم اليهود ولكن قضيتنا محددة مع يهود صهاينة يحتلون أرضا ويبيدون شعبا عربيا هو الشعب الفلسطيني.
وهذا الفيلم يفتح الباب أمام الأهمية القصوي لتقديم الأعمال الفنية الدينية، فدورها مذهل في تغذية العقل والوجدان العام بقيم نبيلة، وحان الوقت لرفع الحظر غير المبرر من جانب الأزهر علي ظهور الشخصيات الإسلامية "عمال علي بطال"، فالتخوفات من هذا الأمر لم يعد لها أي معني وحان الوقت لأن نتعامل بأفق مفتوح يدرك أن هذا المنع كله ضرر وان السماح سيفيد فوق ما نتصور، فليس من المنطقي أن يتم حرماننا من ازهي وأنبل قيمنا الدينية والإنسانية بحجج عفي عليها الزمن.

خدني الحنين لعينيكي حبيتو من وقتها
بحلم سنين ألاقيكي و أنسى الجراح بعدها
وبقيتي من قسمتي عشقي ونور دنيتي
ما شافتش قبلك عيوني وعليكي فتّحتها

المسيح يحمينا

jesus i trust in you

أنا هو القيامة والحياة من يتبعني لايمشي في الظلمة
 
 
Page generated in 0.03208 seconds with 10 queries