عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2007   #142
شب و شيخ الشباب alwaleed
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ alwaleed
alwaleed is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
بغرفتي
مشاركات:
264

افتراضي


الخاصة لوسائل الانتاج، فيما عدا الملكية الشخصية لبعض ادوات الانتاج التي كانت في الوقت ذاته وسائل للدفاع ضد الحيوانات المفترسة. هنا لم يكن ثمة استغلال ولا طبقات.

ان اساس علاقات الانتاج في ظل النظام العبودي هو ان مالك العبيد يملك وسائل الانتاج؛ هو كذلك يمتلك العامل في الانتاج – العبد الذي يستطيع بيعه أو شراءه أو قتله كما لو كان حيوانا. ان علاقات الانتاج هذه تنسجم بصورة رئيسية مع حالة قوى الانتاج في تلك الفترة. فبدلا من الادوات الحجرية اصبح تحت تصرف الانسان الان ادوات معدنية؛ وبدلا من اقتصاد الصياد، البائس البدائي الذي لم يكن يعرف الرعي ولا الحرث ظهر الان الرعي والحرث والحرف، وتوزيع العمل بين فروع الانتاج هذه. تظهر هنا امكانية تبادل المتتجات بين الافراد وبين الجماعات، امكانية تراكم الثروة في ايدي القلائل من الناس، التراكم الفعلي لادوات الانتاج في ايدي الاقلية، وامكانية اخضاع الاقلية للاغلبية وتحويلها إلى عبيد. لم نجد هنا العمل العام الحر لاعضاء المجتمع في عملية الانتاج – هنا يسود عمل العبيد القسري، لا توجد ملكية عامة لوسائل الانتاج أو لثمار الانتاج. لقد حلت محلها الملكية الخاصة. هنا يبدو مالك العبيد مالك الثروة الرئيسي والاساسي بكل ما في العبارة من معنى.

ثمة الغني والفقير، المستغل والمستغل، اناس لهم كامل الحقوق واناس لا حقوق لهم، وصراع طبقي ضار بينهم – هذه هي صورة النظام العبودي.

ان اساس علاقات الانتاج في ظل نظام الاقطاع هي ان السيد الاقطاعي يمتلك وسائل الانتاج ولكنه لا يمتلك عامل الانتاج – القن – امتلاكا تاما، لم يعد السيد الاقطاعي يستطيع قتل القن ولكنه يستطيع شراءه أو بيعه. إلى جانب الملكية الاقطاعية ثمة ملكية فردية يمتلك فيها الفلاح والحرفي ادوات انتاجه ومشروعه الخاص القائم على اساس عمله الشخصي. ان علاقات الانتاج هذه تنسجم بالدرجة الرئيسية مع حالة قوى الانتاج في تلك الحقبة. تحسينات اخرى في صهر الحديد والعمل به، انتشار المحراث الحديدي والمغزل، مزيد من التطور في الزراعة والبستنة وزراعة الكروم، وصناعة الالبان، ظهور المانيفاكتورات إلى جانب الورشات الحرفية – هذه هي المعالم المميزة لحالة قوى الانتاج.

تتطلب قوى الانتاج الجديدة ان يبدي الكادح شيئا من المبادأة في الانتاج وميلا للعمل واهتماما بالعمل. لذا فان السد الاقطاعي ينبذ العبد باعتباره عامل لا اهتمام له بالعمل وعديم المبادأة اطلاقا، ويفضل التعامل مع القن الذي يمتلك اقتصاده الخاص وادوات انتاجه وبعض الاهتمام فيي العمل الشيء الجوهري في زراعة الارض ويدفع جزءا من حصاده عينا إلى السيد الاقطاعي.

هنا تطورت الملكية الخاصة تطورا اضافيا والاستغلال ما زال كما كان في ظل العبودية تقريبا – لقد جرى تلطيفه بعض الشيء. ان الصراع الطبقي بين المستغلين والمستغلين هو الصفة الرئيسية للنظام الاقطاعي.

ان المعالم الرئيسية لعلاقات الانتاج في ظل النظام الراسمالي هي ان الراسمالي يمتلك وسائل الانتاج، ولا يمتلك العمال في الانتاج – العمال بأجور الذين لا يستطيع الراسمالي قتلهم ولا بيعهم لانهم احرار شخصيا، ولكنهم محرومون من وسائل الانتاج ولكي لا يموتون جوعا هم مضطرون إلى بيع قوة عملهم إلى الراسمالي وان يرزحوا تحت نير الاستغلال. إلى جانب الملكية الراسمالية لوسائل الانتاج نجد اولا نطاقا واسعا من الملكية الخاصة للفلاحين واصحاب الحرف في ملكية وسائل الانتاج، وهؤلاء الفلاحون واصحاب الحرف لم يعودوا اقنانا، وتقوم ملكيتهم الخاصة على اساس كدحهم الشخصي. وبدلا من الورشات الحرفية والمانيفاكتورات تظهر معامل ومصانع مجهزة بالمكائن. وبدلا من القطع الزراعية للفلاح المزروعة بادوات انتاج بدائية، تظهر الان مزارع راسمالية واسعة تدار بطرق علمية ومزودة بالمكائن الزراعية.

ان قوى الانتاج الجديدة تتطلب ان يكون العمال في الانتاج افضل ثقافة واكثر ذكاء من الاقنان المسحوقين الجهلة، ان يكونوا قادرين على فهم المكائن وعلى تشغيلها، وعليه فان الراسمالي يفضل التعامل مع عمال باجور احرار من القيود يحوزون على ما يكفي من الثقافة لكي بستطيعون تشغيل المكائن تشغيلا صحيحا.

ولكن الراسمالية، وقد طورت قوى الانتاج إلى مدى واسع جدا، وقعت في شرك من التناقضات لا تستطيع التخلص منه. فبانتاج كميات اوسع واوسع من السلع، وتخفيض اسعارها تفاقم الراسمالية المنافسة وتدمر عددا كبيرا من الملاك الخاصين الصغار والمتوسطين وتحولهم إلى بروليتاريين وتخفض من قدراتهم الشرائية، وينجم عن ذلك انها لا تستطيع التخلص من السلع المنتجة. ومن الناحية الثانية، بتوسيع الانتاج وتركيز ملايين العمال في مصانع ومعامل عملاقة تضفي الراسمالية على عملية الانتاج طابعا اجتماعيا وبذلك تقوض اساسها الخاص، طالما يتطلب الطابع الاجتماعي لعملية الانتاج الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج؛ مع ذلك تبقى وسائل الانتاج ملكية راسمالية خاصة لا تنسجم مع الطابع الاجتماعي لعملية الانتاج.

هذه التناقضات المتضاربة بين طابع قوى الانتاج وعلاقات الانتاج تبدو محسوسة في ازمات فيض الانتاج الدورية حين لا يجد الراسماليون طلبا على بضائعهم نظرا لدمار جمهور السكان الذين خلقوهم هم بانفسهم، يضطرون إلى احراق منتجاتهم، وتدمير البضائع المتتجة وايقاف الانتاج وتدمير قوى الانتاج في الوقت الذي يضطر الملايين من الناس ان يصبحوا عاطلين يتضورون جوعا لا لعدم وجود الكميات الكافية من البضائع بل لوجود فيض من انتاج البضائع.

وهذا يعني ان علاقات الانتاج الراسمالية توقفت عن الانسجام مع حالة قوى انتاج المجتمع واصبحت في تناقض متعارض معها.

وهذا يعني ان الراسمالية تتمخض عن الثورة التي رسالتها هي الاستعاضة عن الملكية الراسمالية القائمة لوسائل الانتاج بملكية اشتراكية.

وهذا يعني ان الصفة الاساسية للنظام الراسمالي هي اشد اشكال الصراع الطبقي حدة بين المستغلين وموضوع الاستغلال.

ان اساس علاقات الانتاج في ظل النظام الاشتراكي الذي تأسس لحد الان في الاتحاد السوفييتي فقط، هو الملكية الاشتراكية لوسائل الانتاج. هنا لا يوجد مستغلون ومستغلون بعد الان. توزع البضائع المنتجة وفقا للعمل المنجز وفقا لمبدأ "من لايعمل لا يأكل". هنا تتميز العلاقات المتبادلة بين الناس وعملية الانتاج بالتعاون الرفاقي والمساعدة الاشتراكية لعمال تحرروا من الاستغلال. هنا تنسجم علاقات الانتاج انسجاما تاما مع حالة القوى المنتجة لان الطابع الاجتماعي لعملية الانتاج تتعزز بالملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج.

لهذا السبب لا يعرف الانتاج الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي ازمات دورية لفيض الانتاج ولا الحماقات المرافقة لها.

لهذا السبب تتطور قوى الانتاج هنا بخطوات متسارعة لان علاقات الانتاج التي تنسجم معها تمنح اوسع المجال لهذا التطور.

هذه هي صورة تقدم علاقات انتاج الناس في مسار التاريخ البشري.

هكذا هو اعتماد تطور علاقات الانتاج على تطور قوى الانتاج في المجتمع، وبالدرجة الرئيسية، على تطور ادوات الانتاج، هذا الاعتماد الذي بفضله تؤدي تغييرات وتطورات قوى الانتاج، عاجلا أم آجلا، إلى تغييرات وتطورات علاقات الانتاج.

يقول ماركس:

"ان استخدام وتصنيع ادوات العمل(1) ولو انها موجودة جنينيا بين بعض فصائل الحيوانات، فهي تميز خصيصا عملية العمل الانساني، ولذلك عرف فرانكلين الانسان كحيوان يصنع الالات. ان اثار ادوات عملية العمل المندثرة لها نفس الاهمية في تحريات الاشكال الاقتصادية المندثرة التي تقدمها العظام المتحجرة لتقرير فصائل الحيوانات المندثرة. ليست الادوات المصنوعة وانما كيف يجري صنعها وباية ادوات، هو الذي يجعل بامكاننا التمييز بين العصور الاقتصادية التي يجري في ظلها ذلك العمل." (كارل ماركس، الراسمال، الجزء الاول، ص 159)

ثم:

"العلاقات الاجتماعية ترتبط ارتباطا وثيقا بقوى الانتاج. بالحصول على قوى انتاج جديدة يغير الناس اسلوب انتاجهم؛ ويتغير اسلوب انتاجهم، بتغيير طريقة الحصول على رزقهم، يغيرون جميع علاقاتهم الاجتماعية. فالرحى تعطيك مجتمعا مع السيد الاقطاعي، والطاحونة البخارية تعطيك مجتمعا مع الراسمالي الصناعي." (كارل ماركس، فقر الفلسفة، الطبعة الانجليزية ص 92)


قد تستطيعون قطف كل الزهور ...
لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع ...
____________________________________
الشيوعية باقيةوطريقها طويل ...يقربه الرفاق وكلنا لكلنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03365 seconds with 10 queries