عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2007   #141
شب و شيخ الشباب alwaleed
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ alwaleed
alwaleed is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
بغرفتي
مشاركات:
264

افتراضي


متبادلة بين الناس الاحرار من الاستغلال، وقد تكون علاقات سيادة واخضاع، واخيرا قد تكون علاقات انتقالية من شكل من علاقات الانتاج إلى شكل آخر. ولكن مهما يكون طابع علاقات الانتاج، فانها، دائما وفي كل نظام، تشكل عنصرا جوهريا للانتاج شأنها في ذلك شأن قوى الانتاج الاجتماعي.

يقول ماركس: "في الانتاج لا يعمل الناس على الطبيعة فقط بل يعملون على بعضهم البعض وضمن هذه الارتباطات والعلاقات الاجتماعية فقط يحدث عملهم على الطبيعة، انتاجهم."(كارل ماركس، مختارات، الطبعة الانجليزية م 1 ص 364)

نتيجة لذلك فان الانتاج، اسلوب الانتاج، يضم قوى الانتاج الاجتماعية وعلاقات الانتاج بين الناس كلاهما معا، وهو بذلك تجسيد وحدتهم في عملية انتاج القيم المادية.

ان احدى خواص الانتاج هي انها لن تبقى ثابتة على نقطة واحدة لمدة طويلة بل هي دائما في حالة تغير وتطور. اضف إلى ذلك تستدعي التغيرات في اسلوب الانتاج بالضرورة تغيرات في النظام الاجتماعي، والاراء الاجتماعية، ووجهات النظر السياسية والمؤسسات السياسية – تستدعي اعادة بناء كامل النظام الاجتماعي والسياسي. في المراحل المختلفة للتطور يستخدم الناس اساليب انتاج مختلفة. ولوضع ذلك بمزيد من البساطة يعيشون اساليب حياة مختلفة. في المشاعية البدائية يوجد اسلوب انتاج واحد، في العبودية يوجد اسلوب انتاج آخر، في الاقطاع يوجد اسلوب انتاج ثالث، وهكذا دواليك. وعلى هذا المنوال يختلف كذلك نظام الناس الاجتماعي، الحياة الروحية للناس، نظرتهم السياسية ومؤسساتهم السياسية.

وكيفما يكون اسلوب انتاج مجتمع ما، هكذا يكون، بصورة اساسية، المجتمع نفسه، آراؤه ونظرياته، وجهات نظره السياسية ومؤسساته السياسية.

أو، لوضع ذلك بمزيد من البساطة، كيفما يكون اسلوب حياة الانسان، هكذا يكون اسلوب تفكيره.

هذا يعني ان تاريخ تطور المجتمع هو قبل كل شيء تاريخ تطور الانتاج، تاريخ اساليب الانتاج التي خلف احدها الاخر في مسرى القرون، تاريخ تطور قوى الانتاج وعلاقات الانتاج بين الناس.

وعليه، فان تاريخ التطور الاجتماعي هو في نفس الوقت تاريخ منتجي القيم المادية انفسهم، تاريخ الجماهير الكادحة الذين هم القوة الرئيسة في عملية الانتاج والذين ينجزون انتاج القيم المادية الضرورية لوجود المجتمع.

ولهذا فاذا اريد ان يكون علم التاريخ علما حقيقيا، فلا يمكن بعد الان اختزال تاريخ التطور الاجتماعي إلى اعمال الملوك والجنرالات، إلى اعمال "الفاتحين" و "مخضعي" الدول، بل يجب فوق كل شيء تكريس نفسه إلى تاريخ منتجي القيم المادية، تاريخ الجماهير الكادحة هذه، تاريخ الشعوب.

ولهذا فان مفتاح دراسة قوانين تاريخ المجتمع يجب الا نبحث عنه في ادمغة الناس، في نظرات واراء المجتمع، بل في اسلوب الانتاج الذي مارسه المجتمع في اية فترة تاريخية، علينا ان نبحث عنه في الحياة الاقتصادية للمجتمع.

ولهذا فان المهمة الرئيسة لعلم التاريخ هي دراسة وكشف قوانين الانتاج، قوانين تطور قوى الانتاج وعلاقات الانتاج، قوانين تطور المجتمع الاقتصادي.

ولهذا اذا اراد حزب البروليتاريا ان يكون حزبا حقيقيا، عليه فوق كل شيء ان يحوز على معرفة قوانين تطور الانتاج، قوانين تطور المجتمع الاقتصادي.

ولهذا اذا اراد الحزب الا يخطئ في السياسة، عليه سواء في وضع منهاجه أو في نشاطاته العملية ان ينهج بالاساس من قوانين تطور الانتاج، من قوانين تطور المجتمع الاقتصادي.

والخاصية الثانية للانتاج هي ان تغيره وتطوره يبدأ دائما بتغيرات وتطور قوى الانتاج، وبالدرجة الرئيسة، بتغيرات وتطور ادوات الانتاج. ان قوى الانتاج بناء على ذلك هي عنصر الانتاج الاكبر حركة وثورية. فقوى انتاج المجتمع تتغير وتتطور اولا، ثم، استنادا إلى هذه التغيرات، وبالانسجام معها، تتغير علاقات الناس الانتاجية، علاقاتهم الاقتصادية. وهذا لا يعني طبعا، ان علاقات الانتاج لا تؤثر في تطور قوى الانتاج وان الاخيرة لا تعتمد على الاولى. فبينما يعتمد تطور علاقات الانتاج على تطور قوى الانتاج فان علاقات الانتاج بدورها تفعل مفعولها على تطور قوى الانتاج، بتسريعه أو اعاقته. بهذا الخصوص يجب ملاحظة ان علاقات الانتاج لا يمكن ان تتاخر لوقت طويل جدا وبحالة تناقض مع نمو قوى الانتاج بقدر ما لا تستطيع قوى الانتاج ان تتطور تطورا كاملا الا حين تكون علاقات الانتاج منسجمة مع طابع قوى الانتاج، مع حالتها، وتسمح لها باقصى مجالات التطور. لهذا، مهما ازدادت علاقات الانتاج تأخرا وراء تطور قوى الانتاج فانها يجب ان تصبح منسجمة مع – وان تصبح فعلا منسجمة مع – مستوى تطور قوى الانتاج وطابع قوى الانتاج ان عاجلا أو اجلا. والا فيحصل خرق اساسي لوحدة قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ضمن نظام الانتاج، وتفكك الانتاج ككل، ازمة الانتاج، تفكك قوة الانتاج.

ان الحالة التي لا تنسجم معها علاقات الانتاج مع طابع قوى الانتاج، تتصادم معها، هي حالة الازمة الاقتصادية في البلدان الراسمالية، حيث تكون الملكية الراسمالية الخاصة لوسائل الانتاج في حالة عدم انسجام صارخ مع الطابع الاجتماعي لعملية الانتاج، مع طابع قوى الانتاج. ينجم هذا عن ازمة اقتصادية تؤدي إلى تدمير قوى الانتاج. اضف إلى ذلك، يشكل عدم الانسجام هذا الاساس للثورة الاجتماعية التي تهدف إلى تحطيم علاقات الانتاج القائمة وخلق علاقات انتاج جديدة تنسجم مع طابع قوى الانتاج.

على العكس من ذلك، ان الحالة التي فيها تكون علاقات الانتاج منسجمة تماما مع طابع قوى الانتاج هي حالة الاقتصاد الوطني الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي حيث الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج تنسجم تمام الانسجام مع طابع قوى الانتاج وحيث لهذا السبب لا وجود للازمات الاقتصادية ولا لتحطيم قوى الانتاج.

وبناء على ذلك فان قوى الانتاج ليست فقط العنصر الاكثر حركة وثورية في الانتاج بل كذلك العنصر المقرر في تطور الانتاج.

ايا تكون قوى الانتاج كذلك يجب ان تكون علاقات الانتاج.

بينما يقدم وضع قوى الانتاج الجواب على السؤال – باية ادوات انتاج ينتج الناس القيم المادية التي يحتاجونها – فان وضع علاقات الانتاج يقدم الجواب على سؤال اخر – من يمتلك وسائل الانتاج (الارض، الغابات، الماء، الثروات المعدنية، المواد الخام، ادوات الانتاج، الخ..)، من يتحكم بوسائل الانتاج، أهم المجتمع كله، ام اشخاص افراد، أو جماعات أو طبقات اخرى؟

فيما يلي صورة موجزة لتطور قوى الانتاج منذ العصور الغابرة إلى ايامنا. ان الانتقال من الادوات الحجرية الاولية إلى القوس والنشاب، والانتقال من الادوات الحجرية إلى الادوات المعدنية (الفأس الحديدية، المحراث الخشبي المزود بحديدة قاطعة الخ..)، مع الانتقال المتطابق للحراثة والزراعة، تحسين اخر للادوات المعدنية لتطوير المواد، ادخال منفاخ الحداد، ادخال صناعة الخزف مع تطور الحرف المتطابقة معها، انفصال الحرف عن الزراعة، تطور صناعة حرفية مستقلة ونتيجة لذلك تطور المانيفكتورا، الانتقال من ادوات المانيفكتورا إلى المكائن وتحويل الحرف والمانيفكتورا إلى صناعة المكائن، الانتقال إلى نظام المكائن ونشوء صناعة المكائن الحديثة الواسعة النطاق – هذه صورة عامة بعيدة عن الكمال لتطور قوى الانتاج في المجتمع خلال تاريخ الانسان. من الواضح الجلي ان تطوير وتحسين ادوات الانتاج قد اجراه الناس الذين كانوا مرتبطين بالانتاج، وليس بالاستقلال عن هؤلاء الناس؛ وبناء على ذلك، فان تغيير وتطوير ادوات الانتاج قد رافقه تغيير وتطور الناس، باعتبارهم اهم عنصري قوى الانتاج، بتغير وتطور ميزاتهم الانتاجية، مهاراتهم العملية، قدراتهم على تناول ادوات الانتاج.

بالانسجام مع تغير وتطور قوى انتاج المجتمع في مسار التاريخ، تغيرت وتطورت ايضا علاقات انتاجهم، علاقاتهم الانتاجية.

عرفت خمسة انواع من علاقات الانتاج في التاريخ: المشاعية البدائية، العبودية، الاقطاع، الراسمالية والاشتراكية.

ان اساس علاقات الانتاج في ظل النظام المشاعي البدائي هو ان وسائل الانتاج مملوكة جماعيا. وهذا ينسجم بصورة رئيسية مع طابع قوى الانتاج في تلك الفترة. الادوات الحجرية وبعدها القوس والنشاب، أعاق ان يقوم الناس منفردين في مكافحة قوى الطبيعة والحيوانات المفترسة. من اجل جمع فواكه الغابات وصيد السمك، وبناء نوع من المأوى، اضطر الناس إلى العمل مجتمعين اذا لم يريدوا ان يموتوا جوعا، أو ان يقعوا فرائس للحيوانات المفترسة أو ضحايا للمجتمعات المجاورة. ان العمل سوية ادى إلى الملكية العامة لوسائل الانتاج، وكذلك لثمار الانتاج. هنا لم توجد بعد فكرة الملكية

قد تستطيعون قطف كل الزهور ...
لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع ...
____________________________________
الشيوعية باقيةوطريقها طويل ...يقربه الرفاق وكلنا لكلنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03740 seconds with 10 queries