السابع من أكتوبر سنة 1967 :
ذكر تشي في مذكراته التالي :
توجهنا نحو امرأة عجوز ترعى الخراف وسألناها إن كان هناك أي جنود في المنطقة ولكننا لم نحظ بإجابة شافية ، وخوفا منا أن تبلغ عنا هذه المرأة أعطيناها 50 بيزو “العملة البوليفية” لتصمت ، ولكن أملي في أنها ستصمت كان قليلا ولكن ماذا أفعل ؟ ..
وفي المساء توجهنا نحو Quebrada del Yuro - كيبرادا دليورو - لنأخذ قسطا من الراحة .
الثامن من أكتوبر سنة 1967 :
وصلت للحكومة معلومات بأن هناك مجموعة صغيرة من المقاومة فيه Churro Ravine ، وتمت مداهمة الموقع وتم القضاء عليهم .
و قامت إمرأة عجوز ( المرأة راعية الخراف ) بالإبلاغ عن مشاهدتها لغيفارا ورجاله شخصيا .
في الصباح قامت الفرق بمحاصرة الموقع الذي يشتبه وجود غيفارا فيه ثم حصلت المواجهة بين الطرفين وحصلت العديد من الإصابات ..
في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر حصلت المواجهه الأخيرة بين تشي والقوات ، أصيب تشي فيها بعدة طلقات ، فقام صديقه سارابيا Sarabia الملقب بـ ويلي ( Willy ) عامل المناجم البوليفي الذي أصبح قائدا للثورة مع تشي بحمله ليبعده عن خط النار ، عاود الجنود إطلاق النار ووقعت قبعة تشي العسكرية ” البريهه أو الباريه beret ” ، قام ويلي بوضع تشي على الأرض ليعاود إطلاق النار ولكن الجنود الذين كانوا على بعد عشرة ياردات أصابوه إصابات بالغة فوقع ، حاول تشي المصاب بالطلقات في كافة أنحاء جسمه إطلاق النار بيده اليمنى السليمة ولكن الجنود أصابو يده ، وتم أسر تشي و صديقه ويلي .
يُقال - وهناك الكثير من هذا الهراء - بأن تشي توسل للجنود أن لا يقتلوه ، طبعا المثل الشعبي يقول ( الكلام بلاش ) والتعليق لكم ..
كان قائد الجنود هو جاري برادو Captain Prado ، وقد أعلن في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي والتي كانت ، مرحبا ساتورنو ، لدينا بابا “Hello Saturno, we have Papa!” ، طبعا ساتورنو هو الكولونيل زينتينو Colonel Joaquin Zenteno, وبابا - التي تعني الأب باللاتينية - هو غيفارا ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر في La Higuera.
إستقبل رودريجوز في Vallegrande رسالة رمزية “Papa cansado,” وتعني الأب متعب ، وهي تعني بأنه تم القبض على غيفارا .
ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو La Higuera التي تبعد 7 كيلومترات ، وتم إرغام ويلي على السير ويديه مقيدتين خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ، وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .
أرسلت والت روستو Walt Rostow مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .
9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :
وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى La Higuera مع الكولونيل زينتينو ، أحضر رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .
قال رودريجوز في مذكراته فيما بعد أنه عندما شاهد غيفارا مستلقيا على الأرض مكبلا بالأغلال ويديه خلف ظهره ومرتديا أسمالا باليا ومنكوش الشعر أنه رغم كون غيفارا قد قتل العديد من أبناء وطنه إلا أنه عندما رآه شعر حقا بالأسف نحوه
I had mixed emotions when I first arrived there. Here was the man who had assassinated many of my countrymen. And nevertheless, when I saw him, the way he looked….I felt really sorry for him
قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات المركيزة
في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ، كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :
Five hundred is the Bolivian code for Che and six hundred is the order to kill him.
أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه “to let history take its course,”، ويطيع البوليفيين .
ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ، ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا “It is better like this … I never should have been captured alive.”
ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة
ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا ، وقد سحب القشة الأصغر الرقيب جايم تيران Sergeant Jaime Teraan ، وقد تم ذكر قصة عملية الإعدام في بداية الموضوع ..
اسكر اسكر اسكر...فهذا العالم مملوء بالليل
|