عرض مشاركة واحدة
قديم 23/07/2007   #5
صبيّة و ست الصبايا elinde
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ elinde
elinde is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
مشاركات:
526

افتراضي


وبعدما حكت ياسمين لماري عن تلك الأصوات جن جنون ماري، التي قالت: "هذه وحشية! وتزداد وحشيتها ان الطلاب الذين يدرسون الطب، يقومون بهذه الأعمال، ساديو اليوم اطباء الغد"!
واقتربت ماري الى مكان الصوت، ورأت قطة ممعوسة، مازال قلبها ينبض! وهنا بكت ماري وبدأت تتكلم كلاما غير مفهوم تارة بالفرنسية، وتارة بالعربية. وفي تلك اللحظة دوى انفجار آخر بالقرب من ماري مما جعلها تقفز لااراديا وقامت ياسمين بجر ماري التي لم تتوقف عن البكاء والكلام من هناك وذهبتا الى غرفة ياسمين.
واستمعت رنا الى ما قالته ياسمين، واتجهت الى ماري، وقالت: "لقد اعتدنا على تلك الأعمال، ويجب ان نحزن على البشر، وعلى يفعلونه بهم قبل ان نحزن على القطط والكلاب"!.
وهنا قالت ماري: "ان الأمر واحد ومن يعذب القطط والكلاب يعذب البشر، والعكس، من يعذب البشر يعذب القطط، ولا يمكن الفصل بينهما".
قالت ياسمين: "هذا صحيح، وانا أعرف شخصا، هو قريب صديقتي ويحتل منصبا رفيعا، وهو الذي ساعدني عن طريقها في الحصول على هذه الغرفة التي نحن فيها الآن، وقد حكت لي صديقتي ان هذا الشخص عندما كان شابا، والقصة معروفة للجميع، كان يذهب الى السوق ويشتري صيصان صغيرة عمرها اسبوع او اسبوعين، ويشعل النار في منقل عميق لكي لاتستطيع الصيصان الهرب منه، وكان يضع الصوص تلو الصوص حية في النار، وينظر اليها وهي تلفظ انفاسها الأخيرة. تصوري ماذا يفعل هذا الشخص الآن بالبلد وبالناس، هل يمكنك ان تتصوري؟ انا لايمكنني ان اتصور"!
قالت رنا: "ومع ذلك انت رحت الى هذا الرجل وطلبت منه المساعدة"!
قالت ياسمين: "انا ما رحت اليه ولم التق به، صديقتي تحدثت معه، وهو بدوره اتصل بالتلفون مع ادارة المدينة، وبعد اتصاله باولئك العاملين في المدينة والذين رفضوا حتي الكلام معي، ما ان عرفوا اني اتيت حتى خرجوا من مكاتبهم واعتذروا، وقالوا: "لماذا لم تقولي انك تعرفين فلان ..."، وانا قلت لهم ان هذا الشخص هو قريبي وما زلت حتى الآن اجني محاصيل ذلك الاتصال وتلك القرابة المزعومة، هذا هو بلدنا"!
قالت ماري: "هذا شيء يفوق الخيال وحشية وبشاعة، وحتى الوحوش الكاسرة الكاسرة في افريقيا لاتقوم بمثل هذه الأعمال"!
رنا قالت: "الوحوش البرية تقوم بهذه الأعمال، انت لم تشاهدي ذلك"!
قالت ماري: "الوحوش تقوم بفعل ذلك بدافعها الطبيعي، وهي تأخذ ما تحتاج اليه الآن ولسد جوعها، اما ان تقف تلك الوحوش على البلاكين وترمي القطط بتلك الأكياس، او ان تذهب الى السوق وتشتري الصيصان وتحرقها حية في النار مثلما فعل النازيون باليهود وغيرهم من الشعوب الأخرى، الوحوش لاتفعله ولاتقوم به"!
قالت ياسمين: "انت عظيمة ياماري! فعلا نحن نازيون في كل شيء، في نظرتنا في اهدافنا، في سياستنا، في حياتنا، في ديننا! نحن نازيون، ونريد ان نرمي اليهود بالبحر، ونازيون لأننا لانعترف بوجود اكراد، وشعب كردي ولغة كردية! ولاوجود لأرمن، أو لآشوريين، او سريان، او بربر، او غيرهم من الشعوب والقوميات التي يصل عددها حتى في سوريا الى اكثر من عشرين شعبا وقومية، نحن نقول عن انفسنا عرب، ونحن الجمهورية العربية السورية، ونبي الوحدة العربية، والقومية العربية، وضراب السخن، ونعرب كل شيء مع العلم ان العرب القادمين من صحراء الربع الخالي وشبه الجزيرة العربية، ومن اصول عربية اثناء الفتوحات والغزو الاسلامي لسوريا لايشكلون نسبة من عشرة الى خمسة عشر بالمئة من مجموع السكان، الأكراد وحدهم في سوريا حوالي خمس سكان سوريا، والدولة لاتعترف بهم، وليست لهم حقوق، وحتى لايتمتعون بالجنسية السورية، وبقية الشعوب والقوميات اوضاعها مماثلة لأوضاع الأكراد ان لم يكن أسوأ! النازية اعتمدت النظرية العرقية كأساس لايديولوجيتها، اما نحن، فاننا نعتمد العرق، والتاريخ، واللغة، والدين كأساس لنازيتنا، حتى الإسلام وهو اساس تخلفنا وجهلنا، وفخرنا بهذا الجهل وعدواتنا لكل شيء حتى لأنفسنا، وهو الذي يجعلنا نرى الآخرين حيوانات واسقط من ذلك! بما ان الاسلام آخر وحي الهي الى البشر، أي ان الله ليس لديه شيء آخر يقوله للبشر حتى يوم القيامة، وبما ان نبي الاسلام هو آخر انبياء الله للبشر، فمن لايؤمن بآخر كلمة لله، واخر نبي له، فهو كافر، وليس بشرا، ويخرج خارج اطار كونه انسانا، ولذلك ينظر له على انه بهيمة، او شاة، او دجاجة (فروج)، ولذلك يمكن ذبحه وتقطيع اعضائه، كما نقطع دجاجة (فروج) في المطبخ تحضيرا لوضعها في الفرن! وهذا ما نشاهده يوميا في كل بقاع العالم، بما في ذلك في سوريا، وفي لبنان، وفي العراق، وفي غيرها من الدول. وهذا هو الفهم الصحيح للاسلام، الذي خرج من بيئة بدوية صحراوية بأفكاره، وفلسفته وأحكامه، واسسه والذي لايتناسب مع حياة اليوم، لابل يشكل اعتداءا صارخا على الحقوق الأساسية للانسان. فالمرأة عندنا مثل البهيمة، وفي افضل الأحوال، نتعبد في محرابها لحظة، ونأكلها ، كما نأكل التمر! تصوري حتى الآن نقول عن زوجة اخي، مَرْتْ اخي، ونقول مرت عمي، ومرت خالي، أي انها امرأة اخي، و امرأة عمي، و امرأة خالي، وليست زوجة، ليست شريكة، انها كائن غريب لانعترف بحقوقها ولا نعترف بها! ونفس الشيء نقوله عن بقرة جارنا، وعن كلبة يوسف، ودجاجات احمد، وسيارة مدير المدينة الجامعية! شيء مرعب هذا البلد! حتى يموت الرعب حسدا من رعب بلداننا!
شهقت رنا، وقالت: "ياسمين انت عبقرية! هكذا، نعم، انت مليون محقة"!
فرنا وجدت موضوعا لأحاديثها يفوق البروليتاريا، والصراع الطبقي اهمية وتلذذا!
واما ماري، فقالت: "فعلا انت انسان له من الأراء مايفوق تصوري، ولم اسمع من قبل بها وانت محقة تماما فيما ذهبت اليه، ياياسمين"!
وبقى الجميع للحظات صامتين، بعدها قالت ماري انه حان وقت ذهابها، وقالت ياسمين انها سترافقها الى البيت، وانها ستعود سريعا.
وفي الطريق قالت ماري ان ياسمين محقة، وان العرب الذين يعيشون في فرنسا يقومون بأفظع الأشياء، بدون فهم أسباب قيامهم بها، وقالت انها سوف تطلب من الجامعة تمويل دراستها بالكامل هنا في سوريا لمدة لاتقل عن اربع سنوات، لأنها تريد ان تدرس المجتمعات العربية، بالأحرى الناطقة بالعربية، والمجتمعات الاسلامية عن قرب، لأن ذلك سيفيدها جدا كمستشرقة، وكباحثة لدى عودتها الى فرنسا، خصوصا، وانه في فرنسا يعيش اكثر من سبعة ملايين مسلم، وتريد ان تبقى في سوريا لأنها وجدت المفتاح الحقيقي لفهم كل ذلك، وجدت ياسمين!

2005
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03958 seconds with 10 queries