عرض مشاركة واحدة
قديم 01/08/2007   #2
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


[ شلل الأطفال مازال يقطن أخطر أربعة دول فى جدول شلل الأطفال، للأسف من بين الأربعة دول ثلاثة دول إسلامية هى باكستان ونيجيريا وأفغانستان، والرابعة هى الهند، وكما شاركت نيجيريا باكستان فى جدول الدول التى إستوطنها شلل الأطفال، فقد شاركتها فتاوى الجهل، بل وسبقتها فى ذلك، فقد حظرت فى عام 2003 ولاية كانو بشمال نيجيريا ذات الأغلبية المسلمة تطعيم شلل الأطفال لمدة 11 شهراً، وكانت فتوى بعض الشيوخ النيجيريين هى السبب فى هذه المصيبة، وكانت الحجة
الجاهزة هى فقدان الرجال لفحولتهم وفقدان النساء لأنوثتهن، إنه التعقيم الإستعمارى قاتله الله، والغريب والعجيب أن الدول المتخلفة تقبل بالخصى السياسى والإقتصادى وتنتفض ثورة عند الخصى الجنسى فقط!!، المهم أن نيجيريا التى تمثل نحو 80% من الإصابات العالمية، نشرت المرض فى عشرة بلدان أفريقية كانت قد نجحت الحملات فى إجتثاث غالبية المرض اللعين منها فى إطار حملة المنظمة فى تطعيم 74 مليون طفل أفريقى، وكانت أمنية المنظمة أن تنجح فى نيجيريا كما نجحت
فى الهند التى إنخفضت نسبة الأطفال المصابين من 200 ألف إصابة منذ ربع قرن إلى 52 إصابة فقط فى العام الماضى!!، وهو جزء من الأمنية الكبرى بالقضاء عليه تماماً ليصبح شلل الأطفال هو المرض الثانى الذى يغتاله التقدم الطبى بعد الجدرى الذى قضى عليه 1978، ولكن الجهل مازال يؤجل هذا الإحتفال، والتخلف مازال يقف حجر عثرة أمام قوى نشر البهجة والصحة فى العالم، وبرغم هجوم القرضاوى لفتاوى علماء نيجيريا إلا أن الجهل إستمر، ولم يستمع أحد إلى صراخ كارول بيلامى رئيس صندوق الأطفال التابع للأمم المتحدة الذى قال " إنه خطأ لايغتفر أن نسمح بإصابة
مزيد من الأطفال بسبب إشاعات ".
[ قصة إكتشاف لقاح شلل الأطفال هى نموذج ودليل على سماحة العلم وكيف أنه السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية، وأن الإنجاز العلمى لادين ولاوطن له، إنه ملك الدنيا والعالم، ولاتصلح معه عنصرية أو تمييز، فالعالمان اللذان إكتشفا هذا اللقاح يهود، وللأسف نستطيع أن نقول أن لقاح شلل الأطفال إكتشفه عالم يهودى وحرمه رجل دين مسلم هو أبعد مايكون عن روح الإسلام.
[فى بدايات القرن العشرين خرجت الإحصائيات بأرقام مرعبة عن مرض شلل الأطفال، فكل سنة كان ينضم إلى طابور المعوقين نصف مليون طفل، وكان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916 27 ألف طفل مصاب، وكانت بداية الإهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض اللعين مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض فى العالم، وإستطاعت الحملات فى أول عام تجميع 1،8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين ونجحا فى إختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الإكتشافات الطبية فى تاريخ الطب، وقد ناضل كل منهما فى ظل العداء الشديد لليهود وقتها فى أن يظهر الإكتشاف إلى النور، فلم يجد سولك بسبب ديانته اليهودية أى وظيفة فى البداية، ولم ينقذه إلا أستاذه فرانسيز الذى أوجد له وظيفة فى معامل أبحاث الجيش الأمريكى، وكانت البداية أبحاثاً على فيروس الإنفلونزا، أما الباحث سابين فقد كان لقبه اليهودى وهو سابرشتين حاجزاً أمام مستقبله وخروج أبحاثه إلى النور، وكان سابين لايستطيع دخول عتبة أى كلية طب بسبب ديانته، ولذلك قرر تغيير هذا اللقب المعوق وإستعار لقب طبيبة شهيرة هى فلورانس سابين، وبذلك أفلت بأبحاثه وخرجت إلى النور، ولم ينعكس هذا الإضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك أو سابين الإنسانى، فلم يفكر كلاهما فى أن يقصرا إكتشافهما على اليهود فقط، ولكن هذا اللقاح العظيم خدم كل أبناء الديانات المختلفة، المسيحى والمسلم، الهندوسى والبوذى، عبدة الشمس وعبدة النار!!.
[ حاول سولك فى أواخر الأربعينات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل فى أول تجاربه 1954 عندما حقن فى البداية 137 طفلاً بلقاحه، وإرتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريباً، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، ومن بينهم توفى إحدى عشر مصاباً، وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن إكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفاً وليس ميتاً وعلى شكل نقط فى الفم وليس حقناً، وخرج إكتشافه إلى النور
عام 1957، وإقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين قد أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها.
[ وصفت إحدى المقالات شلل الأطفال بأنه "المحاصر الطليق "، وهذا بالفعل من أصدق التوصيفات لهذا المرض الذى ينجم عن عدوى تصيب الجهاز العصبى للأطفال حتى سن العاشرة، والكبار فيما ندر، والسبب هو فيروس معوى شديد العدوى له ثلاثة أنواع، أخطرها النوع رقم 1 الذى يتسبب فى حالات وبائية، و العدوى تحدث عن طريق التنفس والفم، حيث يعيش فى البلعوم والأنف فى البداية، وقد ينتشر فى حالات قليلة للجهاز الهضمى والعصبى، فيسرى مع الدم إلى المخ، ثم يدخل فى الخلية العصبية، ويتكاثر بسرعة فيها حتى يقضى عليها، وعندما تفشل الخلية العصبية فى تحريك العضلة يظهر الشكل الكلاسيكى للشلل.
[ من الممكن بل فى الأغلب الأعم لايتم تشخيص شلل الأطفال فى بدايته فهو يشبه فى بداياته نزلة برد عادية جداً، إحتقان حلق وحمى وصداع وقئ وفقدان شهية وأوجاع فى المفاصل، أما فى الحالات الشديدة فتتطور الأعراض، ويبدأ تدريجياً تصلب وتقلص عضلات الظهر والرقبة، وتضعف العضلات، ثم تشتد الآم الرأس والعنق، مما يحول الطفل إلى مجرد شئ هامد خامد لايستطيع الوقوف أو المشى أو حتى الإلتفات، وفى خمسة فى المائة من الحالات يحدث شلل للجهاز التنفسى أو بالتحديد عضلات الجهاز التنفسى.
[ يمثل البلعوم والأمعاء بيئة مثالية لتكاثر الفيروس، ويعد الإنسان المصاب المصدر الوحيد لنقل العدوى للآخرين غير المحصنين بطريقتين:
* الأولى هى براز المصاب الذى يلوث غذاء أو ماء أو أدوات خاصة تصل إلى فم شخص آخر وأيضاً عبر الصرف الصحى الملوث.
* الثانية هى الإفرازات البلعومية للمصاب.
[فترة حضانة المرض حوالى أسبوعين، ولكننا يمكن أن نميز الفيروس معملياً بعد 36 ساعة، بينما يظهر فى البراز بعد 72 ساعة، ويبقى فى محتويات براز الطفل المريض لمدة تتراوح مابين ثلاثة إلى ستة أسابيع، وللفيروس القدرة على العيش فى المياه والفضلات الرطبة لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، ويقاوم العصارة المعدية، ويتكاثر بصورة هائلة فى الأمعاء.
[ العلم إستطاع القضاء على شلل الأطفال فى نصف الكرة الغربى كله وفى 125 دولة فمنذ 1991 لم تظهر حالة واحدة، ومولت مؤسسة جيتس وحدها الحملة ب 85 مليون دولار، ولكن للأسف مازال يقف أمام المنهج العلمى فى التفكير الكثير من فكر القرون الوسطى الخرافى، الذى يكره الحياة والبهجة ويقدس الموت والشلل...

* خالد منتصر... جريدة إيلاف
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03329 seconds with 10 queries