إن كان الأمر كذلك، فلتكن هذه القوة غير المدركة هى الله، وقد سمّاها البعض
الطبيعة. ويكون الأمر مجرد خلاف حول التسميات، وليس خلافاً فى الجوهر.
إن كل الملحدين الذين قالوا إن الطبيعة قد أوجدت الكون، لم يقدموا لنا معنى
واضحاً لهذه الطبيعة!
نقطة أخرى نذكرها فى إثبات وجود الله، وهى الإنسان. هذا المقال منقول من موقع
كنيسة الأنبا تكلا.
وجود الإنسان:
هذا الكائن العجيب، الذى له عقل وروح وضمير ومشيئة ولا يمكن أن توجده طبيعة بلا
عقل ولا مشيئة ولا حياة ولا ضمير!! كيف إذن أمكن وجود هذا الكائن، بكل ماله من
تدبير ومشاعر؟! الكائن صاحب المبادئ، الذى يحب الحق والعدل، ويسعى إلى القداسة
والكمال؟ لابد من وجود كائن آخر أسمى منه ليوجده..لابد من وجود كائن كلى الحكمة،
كلى القدرة، بمشيئة تقدر أن توجده..وهذا ما نسميه الله...
وبخاصة للتركيب العجيب المذهل الذى لهذا الإنسان.
يكفى أن نذكر بصمة أصابعه، وبصمة صوته.
عشرات الملايين قد توجد فى قطر واحد. وكل إنسان من هؤلاء تكون لأصابعه بصمة تميزه
عن باقى الملايين. فمن ذا الذى يستطيع أن يرسم لكل اصبع خطوطاً تميز بصمته.
وتتغير هذه الخطوط من واحد لآخر، وسط آلاف الملايين فى قارة واحدة مثل آسيا، أو
مئات الملايين فى قارة مثل افريقيا؟! إنه عجيب!!
لابد من كائن ذى قدرة غير محدودة، استطاع أن يفعل هذا..
وما نقوله عن بصمة الأصبع، نقوله أيضاً عن بصمة الصوت.
إنسان يكلمك فى التليفون. فتقول له "أهلاً، فلان". تناديه بإسمه وأنت لا تراه،
مميزاً بصمة صوته عن باقى الأصوات...
قدرة الله غير المحدودة تظهر فى خلقه للإنسان من أعضاء عجيبة جداً فى تركيبها وفى
وظيفتها...
المخ مثلا وما فيه من مراكز البصر، والصوت، والحركة، والذاكرة، والفهم..إلخ. بحيث
لو تلف أحد هذه المراكز، لفقد الإنسان قدرته على وظيفة هذا المركز إلى الأبد..!
من فى كل علماء العالم يستطيع أن يصنع مخاً، أو مركزاً واحداً من مراكز المخ؟!
إنها قدرة الله وحده.
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد الإنسان، وعن تعاون كل هذه
الأجهزة بعضها مع البعض الآخر فى تناسق عجيب. وأيضاً عن العوامل النفسية المؤثرة
فى الجسد. وعن النظام المذهل الموجود فى تركيبة هذه الطبيعة البشرية.
هنا وأحب أن أتعرض إلى نقطة أخرى لإثبات وجود الله، وهى النظام العجيب الموجود فى
الكون كله.
نظام الكون:
إنك إن رأيت كومة من الأحجار ملقاة فى كل مكان، ربما تقول إنها وجُدت هناك
بالصدفة. أما إن رأيت أحجاراً تصطف إلى جوار بعضها البعض، وفوق بعضها البعض، حتى
تكون حجرات وصالات بينها أبواب ولها منافذ وشرفات.. فلابد أن تقول: يقيناً هناك
مهندس أو بناء وضع لها هذا النظام...
هكذا الكون فى نظامه، لابد من أن الله قد نظمه هكذا. حتى أن بعض الفلاسفة أطلقوا
على الله لقب (المهندس الأعظم).
+ ولنضرب المثل الأول بقوانين الفلك. وذلك النظام العجيب الذى يربط بين الشموس
والكواكب، والذى تخضع له النجوم فى حركتها وفى اتجاهاتها، مع العدد الضخم من
المجرات والشهب...
الأرض تدور حول نفسها مرة كل يوم، ينتج عنها النهار والليل. ومرة كل عام حول
الشمس، تنتج عنها الفصول الأربعة. وهذا النظام ثابت لا يتغير منذ آلاف السنين، أو
منذ خُلقت هذه الأجرام السمائية ووضعت لها قوانين الفلك التى تضبطها...
لهذا كان علم الفلك يُدرّس فى كليات اللاهوت، لأنه يثبت وجود الله، وبالمثل كان
يُدرس علم الطب، لنفس الغرض.
نفس قانون الفلك نلاحظه فى العلاقة بين القمر والأرض، التى تنتج عنها أوجه القمر
بطريقة منتظمة من محاق إلى هلال إلى تربيع إلى بدر.. لكل هذا ما أجمل قول المرتل
فى المزمور: "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (سفر مزامير 19:
10).
ليس النظام الذى وضعه الله فى الكون قاصراً على السماء وما فيها، إنما أيضاً ما
يختص بالحرارة وضغط الهواء والرياح والأمطار. وكل هذا يحدث فى كل بلد بطريقة
منتظمة متناسقة، مع ما يتبعه من أنظمة الزراعة والنباتات.
بل ما أعجب ما وضعه الله من نظام فى طبيعة النحلة وإنتاجها.
إنها مجرد حشرة. ولكنها تعمل فى نظام ثابت ومدهش، وكأنها فى جيش منتظم، سواء
الملكة أو العمال، وتنتج شهداً له فوائد كثيرة جداً، وبخاصة نوع غذاء الملكات ذى
القيمة الغذائية الهائلة الذى يصنعونه فيما يعرف باسم Royal Jelly ويبيعونه فى
الصيدليات. وما أجمل ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى عن مملكة النحل:
مملكة مدبرة بأمراة مؤمرة
تحمل فى العمال والصناع عبء السيطرة
أعجب لعمال يولون عليهم قيصرة
هذه النحلة فى نظامها تثبت وجود الله. وشهدها الذى تنتجه – فى عمق فوائده – يثبت
هو أيضاً وجود الله.
إثبات آخر لوجود الله هو المعجزات.
ان كان الرب معنا........فمن علينا؟؟؟؟؟؟
مالك يا صحبى شايل على دماغك هم واسى
افتح شبابيك الامل وابتسم للحياة
تلقى الشمس طلعت.....مهما طال المسا...
وعجبى............صلاح جاهين
+اخوية الراعى الصالح+
|