في طريق العودة اصادف ذاك الذي يجب ان اسميه حبيباً .
يقول لي : انتهت المدرسة ؟ اهزُّ راسي بالموافقة .
- لماذا انت هنا ؟ الم تذهب الى جامعتك ؟
- لم يكن لدي الكثير فهل ترغبين في نزهة قصيرة ؟
- الساعة الخامسة امرُّ عليك ونذهب لا تبرح منزلك وقبِّل لي امك كثيراً ....
- أميّ فقط ..؟! (( يقولها بخبث ))
- واختك واذا اردت اباك ايضاً ..
- يا ملعونة والله انك اكثر فتاة عرفتها تعرف للعب بالكلام .
- ولو العين لا تعلو عن الحاجب .... بعضٌ من عندكم .
- انصرفي يا لئيمة .
- الى اللقاء يا خبيث .
اسير وانا افكر فيه لبعض الوقت مع كل خبثهِ فانَّ قلبه كبير جداً ويفهم ما اريده سريعاً من غير ان انطق بكلمة .... ادخل منزلي.... كعادته فارغٌ لا يوجد به احد ابدّل ملابسي واستلقي على سريري تأخذني فكرة لترجعني أخرى .... أنهض لأقوم بأعمال المنزل يمر الوقت سريعاً واذ بها الساعة الرابعة ... آه ... لم يبق سوى ساعة ! ...
يا الهي ماذا سأرتدي ؟ كيف سأسرح شعري ؟ من الفضل ان ابقى كما انا فعندما أحبّني كنت ألعب في الحديقة ...
ومن الممكن ان يكفّ عن عن حبّي عندما يشعر بأنّني بدات اكبر ... خرجت من المنزل وتركته كما كان فارغاً قرعت باب بيته ففتحت لي أمّه فقلت لها بروحٍ مرحةٍ : مرحباً حماتي ..(( مع ابتسامة عريضة ))
- هل تسمحين لي ببانك لساعة واحدةٍ فقط ؟
- خذيه العمر كلّه ان شئت ... ولكن اخاف ان ترديه بعد يومٍ او اثنين
(( نضحك سويّة فكلتانا تعرفه اكثر من نفسها ))
- لا معقول يا خالة ؟ ابنك هو ابني ..... عفواً هو حبيبي ..
واذ به ياتي نحونا ويقول : سمعت احداً يناديني ... (( يحمرُّ وجهي كثيراً ولم اعرف لماذا ))
تقول امه : هيا خذيه وان لم تردّيه فجزاك الله ألف خير .
- لا تقلقي يا خالة هو في الحفظ والصّون .. * ادع لنا *
- قلبي وربّي معاكما .
نسير جنباً الى جنب لقد اجتزنا مرحلة الخجل والارتباك عندما نتقابل ... فعلاقتنا لها ثلاث سنوات مذ كنت في الثالثة عشر من عمري ...
- الى اين تريدين الذهاب ؟
(وعندما سألني هذا السؤال أثار في نفسي حنيناً الى المكان الذي تمّ فيه اوّل لقاء )
- اول مكان التقينا فيه .
- اما زلت تذكرينه ؟
- وكيف انساه ؟
- كنتِ صغيرة وخائفة من أن يراك أحد .
- أنت أيضاً تقول صغيرة ؟ وخائفة أيضاً ؟
- تمهّلي , لم أكن أقصد شيئاً ولكن كنت كلعبة مفضّلة لي وطفلة في نظري وها أنذا أعشق أجمل صبيّة في ديارنا في هذه الثلاث سنوات رايتك كيف تكبرين وكيف تطوّر فكرك .
- حقّاً ... أتعلم ..!! كنت خائفة من تعلّقي بك ..
- لماذا ؟
- عندما نصل ساقول لك ..
نسير في جو ربيعي جميل يشعرك بحلاوة الحب .. واذ بنا نصل الى المقهى ونطلب كاسين من الشاي .
- كنت اتمنى لو اننا نطلب كاسين من النبيذ ..
- ولكن كاسين يجعلانك تفقد توازنك ..!
-يا لئيمة واحد فقط ..
- ولمن الآخر ؟
- لجدّتي في قبرها ... يا لئيمة ... لن تقولي لي لماذا كنت خائفة من علاقتنا ؟
- آه .. نعم .. في ذاك الوقت كنت في الواحد والعشرين من عمرك وكنت بنظري شاب كبير اما انا فكنت طفلة ..
- ولكنك كنت تبدين اكبر من عمرك ..
- صحيح ولكن روحي لم تزل تحتفظ بنقائها .
- نعم ولا اشك في ذلك , اريد ان أسالك سؤالاً واريد جواباً صريحاً .
- اسال ولا تهتم ..
بعد هذه الفترة التي حدّدت علاقتنا بثلاث سنوات أما زلت تحبيني كحبِّ اول يوم ؟
(( سؤاله كان منطقيّاً جداً فحبّ اول يوم يكون في الذروة اما فيما بعد فتتدخل الاقدار في اللعب بهذا الحب )) .
- في الحقيقة لا ادري , فثلاث سنين كفيلةٌ بأن تجعلك تحبُّ عدوّك .
- معك حق فيال غباء سؤالي نسيت انك ذكية ولمّاحة.
- ولا اقل منك خبرةً يابن الابع والعشرين .
- يابنت السادسة عشرة يا لئيمة .
- انا !!! (( وكأنّها كلمة تلقى على مسامعي اوّل مرة ))
- نعم .. هل تأكلين جيّداً ؟
- لماذا ؟
- لأنك فقت الكثير من وزنك في الآونة الأخيرة وانا لا أحب الهزلين الذين يشبهون الهياكل العظمية فكلي جيداً لأنني لا اقبل الزواج بك وانت هكذا ..
- ولماذا نتزوج ؟
- لأننا نحب بعضنا ولننجب الاولاد .
- اولاد ...؟!! لماذا ؟ انا اريد ان احافظ على شبابي وابقى صبية .
- ولكن يا عزيزتي لا تشعرين بالشباب الا عندما تنجبين فعندها تشعرين بخصوبة جسدك ... ولا تنسي ان انوثة كل امراة تكتمل بالانجاب .
- ويحك ... ! أتعطني دروساً بالأنوثة ... وما أدراك انت بالانوثة ومعانيها ؟
- انا اعشق انثى فمن واجباتي ان ادرس الانوثة ومعانيها ....
- صلّي عالنبي يا شيخ ... حوّلت الانوثة الى علم ويحتاج معلم وانا التي اهرب من المدرسة والدروس والمعلمين ... هيّا علينا ان نذهب فاختي تكاد تصل الى البيت وليس بحوزتها مفتاح البيت .
- هيّا يا عزيزتي ....
|