عرض مشاركة واحدة
قديم 31/07/2007   #2
صبيّة و ست الصبايا Rena
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Rena
Rena is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
اللاذقية العذراء
مشاركات:
212

افتراضي


نذهب جميعنا الى ساحة المدرسة لتناول الفطور اسير بجانب صديقتي فنقابل مجموعة فتياتٍ اكبر منا بعام وبحكم وجودنا في مدرسة واحدة تجمعنا الكثير من اللقاءات والاحاديث فنرى وجه احداهن تعب فتقول لها صديقتي : خير انشالله ..؟ صديقتها : انها مريضة ..
- ماذا بك ؟
- بطني يؤلمني وظهري ايضاً ..
- اه .... لقد فهمنا كلها بضع ايام ويزول الالم ما عليك سوى ان تذهبي الى استاذ العلوم فهو خبير بالامور النسائية – تُسمع اصوات الضحكات –
- نعم , نعم ... لا بد انه يراعي زوجته كثيراً ويعمل في المنزل طوال اسبوع كامل ....!!
- اكيد فاستاذنا طيب القلب ...(هههههههه)
- ارايتم من كان يقف بباب المدرسة صباحاً ...!!؟
- من ؟؟ ( الجميع يسال )
- لقد كان حيدر ينتظر حبيبته ...
- حقاً؟
- نعم , ولكن الا يخجل على نفسه وهو في الثامنة والعشرين من عمره ان ينتظر فتاة عمرها سبع عشرة سنة ؟
- يا حرام .. لقد حُرِمَ من ايام المراهقة ..هذا الشاب يحب البنت في عمر السبع عشرة مُذ كان عمرة عشر سنين .... آه على خضار نفسه ..!!
- دعونا منه الآن ... هل سمعتم ماذا حلَّ بغسّان ..؟؟
ماذا ؟
- لقد زوجه ابوه لابنة عمّه التي تكبره بسبع سنين لكي لا تخرج الثروة الى الغريب ..اليس هذا بمضحك ؟
- لا بالعكس تماماً , فهي التي ستتحكم وتسيطر عليه وليس بالبعيد ان تجعله يقول لها يا امي وان ياخذ منها مصروفه وما عليه سوى الانجاب ... (هههههههههه) .
- يا صبايا احذروا .. يوجد بيننا اطفال ابرياء فلا ترفعوا العيار اكثر من ذلك من اجل ان يظلوا تحت التغطية ....
فقلت لها بحدّة : ماذا تقصدين ؟؟!!
وانصرفت منزعجةً من وصفها لي ولصديقتي بالاطفال البريئين فالبراءة في مفهومهم هي الغباء والاّ لما كنت انزعجت ...
اصعد الى صفي وننتظر معلمة الفلسفة وتمر الدقائق في حصتها وكانها قرون فبسببها اصبحنا نكره كارل ماركس وماكس فيبر وجورج باركلي ... ونرى فيها امراة معقدة ويسميها الطلاب بالفيلسوفة لعجزهم عن فهم ما تقوله تمضي حصتها ولا احد يكترث لوجودها بسبب هندامها وشعرها الاشعث .. صراحةً نخاف من مظهرها جداً فتذكرني بمسلسلات الاطفال وهي التي تاخذ دور الساحرة الشمطاء – تدخل معلمة القومية (( وهي فتاة في الثالثة والعشرين من العمر .. صبية حسناء ..... جميع الفتيان يرون فيها فتاة احلامهم ... وعند القاءها الدرس الجميع ياخذ نفس الوضعية راحة الكف على الخد واليد مستندة الى المقغد والعيون شاردة بها لشدّة جمالها )) .
في احد الايام سالها احد الطلاب : هل انت مرتبطة يا انسة ؟ فتجيب ب لا .. فيقول لها : اترضين بي زوجاً .. أبي لديه الكثير من المال وانا الوريث الوحيد وساعيش معك الى نهاية عمري فقط لو تقبلي بي ... ولا تقولي لي اني مراهق .. احمرّت وجنتا المعلمة لسؤال التلميذ فتجيبه : أنهي دراستك وساقبل بك ... والانسة كانت على يقين بان ذاك الطالب سيغير رايه بمجرد دخوله الى الجامعة وتعرُّفه على فتيات حسناوات .
يبدا الدرس وتحدثنا عن الارض والسيادة والكرامة وبان الوفاء للوطن اسمى من السكن فيه ...-فكم خائن يسكن ارضه وكم وطني يسكن في المنفى – وتدعونا الى تحرير اراضينا العربية المحتلة ... نشعر بالضيق لكلامها لاننا نرى آبائنا لا يستطيعون فعل شيء فماذا بوسعنا ان نفعل ؟
يرفع احد الطلاب يده مشيراً على ان لديه سؤال ...... فيقف ويسأل : لماذا لم نستطع تحرير الجولان وفلسطين والعراق وسبته ؟ لماذا لا نستطيع ان نمحو اسرائيل من التاريخ ؟ وهم خمسة ملايين اسرائيلي وفي سورية عشرون مليون عربي وفي مضر سبعون مليون وفي لبنان ستة ملايين .... ونحن جميعاً كعرب قرابة مئتي مليون عربي ... أفلو قسّمنا 200 مليون عربي على 5 مليون لكان مقابل كل اسرائيلي 40 مليون عربي .. الا يستطيعون قتل الاسرائيلي ؟ ولو افترضنا انه ظهر من بين الاربعين مليون ثلاثون منهم بلا شرف ولا ضمير ... فهل تعجز عشر ملايين عن مواجهة واحد ....!؟
فقالت له المعلمة : اباك ضابط في الجيش ويعلم اكثر مني ومنك في تلك الامور ... ومن ثمّ الم اقل لك الا تناقش كثيراً بالسياسة فاللذين مثلك نهايتهم الموت قتلاً فلا تستبعد ان اسرائيل تعلم ما يجري داخل منزل كل منا ..
(( يجلس الطالب والامل ما زال يبرق في عينيه وكانه يقول للمعلمة انا من سيحرركم من ظلم الرئيس للمرؤوس ولن تستطيعين ضعضعت عزيمتي ))
تنتهي الحصة بعد نقاشات عنيفة وحادة بخصوص اسرائيل والعرب ..
آه من كلمة اسرائيل .. لطالما خفت منها عندما كنت صغيرة لانها تشبه كلمة عزرائيل الذي يعني الموت ... ولكن عزرائيل ملاك مكلف من الله بان يقبض ارواح البشر ولكن اسرائيل من كلّفها ...؟ ايجوز ان يكون الله ؟ ولكن ان يسلِّط الله عدواً كاسرائيل علينا هذا يتنافى مع صفته بانه رحيم ...! وان كان اختبار فما ابشع هذا الاختبار ... فحياتنا من غير حروب هي حالة حزن والفرح دخيل عليها فكيف مع حرب واسرائيل ؟!
((يقاطع افكاري استاذ اللغة الفرنسية فيدخل ويقول :bon jour ....
نرد عليه التحية فيقول : اخرجوا كتبكم بسرعة فالدرس طويل ولا وقت لدينا ...
هل تعرفون فيكتور هيغو ؟ يجيب البعض بنعم والبعض الاخر في حالة دهشة من هذا الاسم ....... – سناخذ اليوم مقتطفات من روايته الشهيرةles misèrable)))) فهل تعرفون الترجمة العربية لها ؟ يقول الطلاب بصوت مرتفع : البؤساء ..........
- لا باس بكم تتطورون شيئاً فشيئاً ولكن حذار اي منكم ان يكتب الكلمة الفرنسية كما تلفظ بالعربية فسوف اقوم بتمزيق كتابه........... يهزُّ الطلاب رؤوسهم اسكاتاً للاستاذ غير مكترثين لكلامه ... يبدأ الاستاذ بالقراءة ويَنْشَدُّ الجميع لاحداث القصة لروعتها , ولشدة الاثارة في هذا الدرس يمر الوقت سريعاً واذ بالجرس يرن ... وننصرف الى المنزل .....
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05174 seconds with 10 queries