يوميات مراهقة ...
في المدرسة : - يأتي درس العلوم ويقوم الاستاذ بالتحدث عن الانسان وينعته بأنه حيوان ... قبل ان يتمّ جملته ((يبدأ الطلاب بالاستهزاء وتسمع في القاعة اصوات الضحكات)) فيقول الاستاذ : من يستهزء بالعلم فهو حقاً حيوان ... أعلم أنه يوجد من بينكم من يريد التعلم والبعض الآخر لا يأتي إلاّ ليرنا قامته و عرض منكبيه .. * شعرت باستياء الاستاذ لتعليقات الطلاب السخيف * دقائق معدودات ويكمل الاستاذ الدرس : أيها الجاهلون ... ان الانسان حيوان ناطق (( عندما قال الاستاذ أيها الجاهلون برهن عن مدى غضبه فسكت الجميع وانصتوا للدرس )) .
وهذه الصفة ليست بقديمة بل هي حديثة بعض الشيء فعندما وجد الانسان على سطح الارض استخدم الحركات والاشارات والايماءات للوصول الى حاجاته والتواصل مع ابناء جنسه وبدء شيئاً فشيئاً بالتطور وأصبح يريد تقليد الاصوات التي يسمعها (( كصوت زقزقة العصافير , خرير المياه , عواء الكلاب )) .
يكمل الاستاذ الدرس بنوع من العصبية ... يرن الجرس في هذه الاثناء فيقول الاستاذ : نكمل في الدرس القادم ويخرج من القاعة ليدخل ستاذ الفيزياء يلقي التحية ويجلس على مقعده يتأمّل وجوه الطلاب لمعرفة الحضور من الغياب وليتفقد الذين هربوا من الدرس , ومن ثم يدخل مباشرةً في الدرس كعادته فيقول: العلم كله متكامل ولا علم ينفصل عن الاخر ففي مادة الفيزياء سنعلمكم معلومات اولية وسنتوسع بها في الاعوام المقبلة , هذا ان بقيتم راضين بالعلم كوسيلة للوصول الى احلامكم فالكثير منكم سيفضل المال على العلم , المهم من يعرّف لي الصوت ؟ - يقوم احد الطلاب ويجيب – الاستاذ :احسنت .
-يشير الى احد الطلاب الذين يكثرون من الكلام ويقول له : أنت ... قف ..يتوتر الطالب لانه يعلم ان الاستاذ سيقوم بسؤاله سؤالاً صعباً عقاباً له – فيقول له : عدد لي الصفات الوظيفية للصوت يا افندي ..؟ !
يقف الطالب وهو لا يفقه شيئاً وينظر الى الاستاذ تلك النظرة البلهاء التي امقتها جداً – فارفع يدي نكايةً بتلك النظرة فيقول لي الاستاذ : تفضلي ..
فاقول له : 1- شدة الصوت
2- ارتفاع الصوت
3- طابع الصوت
الاستاذ : ارايت يا غبي ..!! دع جميع الفتيات يسبقونك وانت ابق مكانك والله ان لسانك اطول من عمود الكهرباء وتلك الجمجمة الكبيرة من غير نفع ... اجلس لعنك الله , اجلسي يابنتي وفقك الله – عندما جلس الطالب اخذ ينظر لي نظرات حقد ولكنني تناسيت تلك النظرة مقابل نظرات الاستاذ تجاهي – اكمل الاستاذ حديثه : يا ابنائي اني ل والله احب كل واحد منكم كابن لي ولكنكم لا تفرقون شيئاً عن الحمار ... آه لو يسمع الحمار بأنني اشبهه بكم لحزن اشد الحزن , على الاقل عندما توجه الحمار الى الطريق المستقيم يسير عليها .. اما انتم فنوجهكم ونسوقكم ولا تفهمون الاميركيون صعدوا القمر , صنعوا الذرة ... وانتم تلحقون العشق والغرام والهيام .. نعم ... انني اعلم بانكم جميعاً مغرومون ولكن كل شيء وله حدود وانتم الان صغار فخذوا من العلم ما تستطيعون فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر ... والمستقبل امامكم فلا تجعلوه خلفكم – يقاطع الجرس حديث الاستاذ – ارضيتم هكذا لقد انتهت الحصة من اجل بعض البهائم ... غداً نلتقي ...
يتقدم نحوي ذاك الشاب الكسول صاحب اللسان الطويل والجمجمة الكبيرة ويقول لي مهدداًً : انت يا صاحبة الشعر الغير مسرّح والعيون الذابلة ..ان تكرر مثل هذا الموقف سارسلك بالبريد المستعجل الى ربك .
اما انا فاعلم انه شاب قليل الادب فلا اكترث لكلامه .
|