[الغالي جورج]

هل استقالة البارودي تمثيلية »كمــا قيل« أم أن الـكرامة يتعــرض لأزمـة..؟!..

ومـا ااــذي يحتـاجه سفيـرنـا الآسيـوي ليكـمـل المشـوار*!
* بـــــارودي رئــــيس نــــــادي الــكرامـــة لـ»الــريــاضيــــة«:
لا أتقن فن التمثيل وليس من عادتي أن أمثّل لكنني وصلت لمرحلة الإنهاك
سبقنا الزمن وأندية الخليج.. وليس على الكرامة ديون ولا نمر بأزمة.. وسرنا هو!
الكرامة بحاجة إلى ثلاثين مليون ليرة وسنطرق باب رئيس مجلس الوزراء
مشوارنا الآسيوي صعب ولن نتحدى بطلي كوريا الجنوبية واليابان فكل متحدٍّ خاسر
* عندما يتقدم رئيس نادي الكرامة أهم نادٍ سوري »هذه الأيام« في سورية باستقالته فجأة فهذا يعني كما يعتقد البعض وجود أزمة أو هزة أو ضربة يتعرض لها بطل سورية الآسيوي وحامل لقبي الدوري والكأس لموسم 2006-2007.
* وقد يشاع الكثير حول الأمر ويبدأ الحساد في رياضتنا بضرب الحصى على أساسات الكرامة التي من واجب كل سوري أن يقوم بتعزيزها وتمتينها مادام الكرامة سيواجه بطل كوريا الجنوبية »أيلول المقبل« بالدور ربع النهائي في بطولة أندية آسيا أبطال الدوري، ومن ثم »إذا فاز« إن شاء الله فسيواجه الفائز من لقاء اليابان وشونبوك الكوري الجنوبي بالدور نصف النهائي.
* ولأن الإشاعات تغزل غزلها وتفعل فعلها، والأقاويل عن أزمة كرماوية قادمة لنادٍ هو شمعتنا المضيئة في أيام كرتنا الرمادية »ولن أقول السوداء لأن التفاؤل مهما كان يظل ضروريا«، كان لا بد لنا من حوار * بارودي بطل استقالة الـ»72« ساعة والتي انتهت »بجاهة عرب أو مشية عرب« كما وصفتها السيدة شهيناز فاكوش عضو القيادة القطرية للبارودي، فخجل من كلامها الطيب وعاد إلى حمص ناسياً استقالته، لكن الاستحقاقات القادمة لن تنسى الكرامة ورئيسه المتعب والمنهك من العمل وأمامه الآن استحقاق آسيوي كبير ومبالغ مالية عليه أن يحصل عليها في زمن الليرة والألف ليرة واللقمة الرياضية الصعبة..
* الكرامة بحاجة ليس للكلمات فقط من المسؤولين وصنّاع القرار، بل بحاجة إلى قلم مسؤول يعرف ويقدر تعب الكرامة وحاجته لثلاثين مليون ليرة لتهيئة منزله الكروي للاستحقاق الآسيوي والموسم المقبل، وهذه الأيام هي الأهم، فمن سيوقع على بند دعم بطلنا الآسيوي الوحيد ومساندته ليصونه من الإشاعات وأعداء النجاح والحسّاد ويعزز تواجد سورية المريح آسيوياً عبر سفيرنا الكرماوي رافع الرأس..
* »الرياضية«: منذ عام مضى وفي مثل هذا الوقت تحديداً تقدمت باستقالتك فجأة، وقلت: أنا أغادر ولن أعود.. لكنك عدت بعد ذلك.. والآن وبعد عام كامل وفي التوقيت ذاته تتقدم باستقالتك مجدداً فجأة ثم تعود عنها.. والناس قد تقول إن العملية مقصودة ومدروسة حتى يأتي من يساعدك في الدفع المالي للموسم المقبل وللدور الثاني الآسيوي وحتى لا تبقى وحدك تدفع، فهل هذا الأمر صحيح*
** * بارودي: منذ أن تسلمت رئاسة نادي الكرامة وحتى تاريخه لم أتأخر نهائياً بالدفع المالي ودعم ناديّ.. وحكايتي باختصار أن لكل إنسان طاقة، وقد صار لي خمس سنوات برئاسة النادي وقد أخذ ذلك من وقتي ودمي ونفسي ووصلت لمرحلة شعرت فيها بالتعب والإنهاك وإنني أحتاج للراحة حتى أعطي من جديد..
* »الرياضية«: إذاً أنت لا تمثل باستقالتك، حيث قيل إن الحكاية كلها تمثيلية مخطط لها*
** * بارودي: ليس من عادتي أن أمثل، وإن شاء الله كل كلمة أقولها أكون صادقاً بها، وبصراحة أكثر أنا لا أتقن فن التمثيل حتى أقوم بأدوار تمثيلية.
* »الرياضية«: تقدمت باستقالتك وتم رفضها فما الحل لما تعيشه الآن برأيك*
** * بارودي: سنتابع الطريق كما كنا دائماً.. ولا يوجد حل.. أي بصراحة لا أجد حلاً في الوقت الحالي.
* »الرياضية«: أشعر أنك حتى وبعد أن عدت عن استقالتك فإنك متضايق*!
** * بارودي: أنا أتمنى أن يصبــح نادي الكرامة مؤسسة استثمارية ويكتفي من ريوعه.. وكلما ارتفع اسم النادي أكثر كلما ارتفع دخله أكثر وإيراداته تصبح أكبر من نفقاته.. على أية حال لم أقدم استقالتي لتشاؤم »ما« من حال الكرامة بل لأنني قد تعبت جداً.
* »الرياضية«: منتقدوك يقولون إنك ومنذ خمس سنوات تترأس فيها نادي الكرامة ما زلت تعيد الكلام ذاته ولا يصل الكرامة كنادٍ إلى أن يكفي نفسه بنفسه وإنما تجده يرزح تحت ديون ضخمة*!
** * بارودي: ما يحدث معنا هو أن السرعة التي تطور فيها الكرامة والمستوى الذي وصل إليه أسرع بكثير من إمكاناتنا الرياضية بسورية.. ونحن سبقنا أندية الخليج العربي بسرعة التطور رغم أن ما يدفعونه هو بملايين الدولارات وبصراحة نحن سبقنا الزمن بفضل الله تعالى، وهذا يرتب علينا التزامات مالية أكبر وأشعر بذلك.. وهل صارت قدرتنا على مقارعة فرق وأندية آسيوية كبرى نقمة علينا وهماً نعيشه.. أم هو إنجاز علينا أن نحصنه ونصونه..
* »الرياضية«: لكن هناك اتهامات توجه لك من منتقديك بأنك...!
** * بارودي: يقاطعني بهدوء ويقول: أعلم ما تريد قوله، وأعلم ما يرددونه فالتهمة الوحيدة الموجهة لي هي أنني أصرف من مال النادي أكثر مما يدخل إلى خزائنه.. وسأرد على ذلك فأقول إن الأسلوب الذي نمشي عليه في نادي الكرامة لن نغيره لأنه أسلوب ناجح وهذا الأسلوب هو الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة المحلية والعربية والآسيوية ولو كان معنا أكثر من المال لدفعنا لمن يعمل ويتعب ويرفع اسم الكرامة وسورية عالياً..
* »الرياضية«: بصراحة متى ستنتهي رئاستك لناديك*
** * بارودي: ستنتهي في أواخر 2008 لكنني أثناء الحوار مع السيدة شهيناز فاكوش ود.البصري طلبا مني تأجيل استقالتي حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية لنادي الكرامة في أواخر شهر تشرين الثاني المقبل.. وبصراحة سأترك استقالتي لوقتها لتبت فيها الجمعية العمومية وليأتي الأفضل ويترأس نادي الكرامة.. وبصراحة إنني فكرت عندما تقدمت باستقالتي قبل أيام أن يأتي من بعدي أناس متحمسون ويتابعوا المسيرة وخاصة أن النادي يعيش أحلى أيامه والحمد لله..
* »الرياضية«: قد يقال إن نادي الكرامة سيتعرض لهزة قادمة من بوابته المالية، لعجز قد يحصل وديون قد تقع!!
** * بارودي: ليس على الكرامة ديون.. وما ذكر سابقاً في إحدى الصحف قبل أسابيع عن ديون فهي صراحة قد أغلقت ولم تعد ديوناً.. وليس هناك مشاكل ولا يوجد هناك أي عجز ولسنا في وارد التعرض لأية هزة قادمة »فنادي الكرامة الله حاميه« ومتى رأيتم الكرامة يهتز منذ »4« سنوات سابقة.. ولدينا معين لا ينضب من اللاعبين وقواعدنا بخير ونحن لا نمر بأزمة.
* »الرياضية«: يقال إنكم ستتعرضون لهزة قاسية مع الفريق الكوري الجنوبي سيونغنام في الدور الثاني من دوري أبطال آسيا أيلول المقبل وستتكرس العقدة الكورية مع الكرامة*
** * بارودي: تفاءلوا بالخير تجدوه.. وهذه كرة قدم وعلينا التجهيز.. واعقل وتوكل والتوفيق بعد ذلك يأتي من الله عز وجل.. وقد نفوز وقد نخرج من البطولة، وعلى أية حال يجب أن يكون حضورنا الآسيوي هذا الموسم أفضل من الموسم السابق، فخبرتنا زادت والرهبة من الفرق الكبرى تضاءلت وصار حسابهم لنا أكبر..
* »الرياضية«: بصراحة حدثني عن سر نادي الكرامة*
** * بارودي: سرنا هو روح الأسرة الواحدة.. وسرنا أن لاعبينا قد تربوا تربية صحيحة في بيوتهم، فلديهم الأخلاق والانضباط والانسجام إضافة إلى دعاء الناس لهم مع دعاء الأمهات والآباء ورضاهم وهذا أهم شيء.. وظاهرة الكرامة هذه ستستمر ما دام العمل مستمراً على المنوال ذاته من الإخلاص والتوكل ونكران الذات.. وأرفض ما يقال إن ظاهرة الكرامة هي طفرة، بل هي خرجت من أسس ثابتة.. إذا أردنا الإنجازات »كما حدث ويحدث« فعلينا أن نزرع جيداً لنحصد جيداً..
* »الرياضية«: لكن كلما تحصدون جيداً يزداد العبء المالي عليكم*
** * بارودي: وضع نادي الكرامة جيد على عكس ما يشاع.. ولا يوجد ما يتم انتقادنا عليه إلا وضعنا المالي وصرفنا المالي.. وهل نصرف المال على غرباء من خارج سورية.. أم على لاعبينا ومدربينا وكوادرنا التي تعمل وترفع رأس البلد*.. ووضعنا المالي الآن أفضل مما كان عندما استلمنا الإدارة، فقد كان نادي الكرامة يملك مليوني ليرة موسم 2002-2003 من ريوع مبارياته، أما ريوع مبارياتنا الآن فتجاوزت »25« مليون ليرة سورية وهو رقم قياسي، واستثماراتنا وصلت إلى »23« مليون ليرة سورية.. لكن ما يتم تسويقه بالشارع أن الفريق كلف كثيراً والاستعداد كلف أكثر والفارق مع الإيرادات هو مبلغ كعجز »والله تعالى« يقدرني فأغطيه من جيبي الخاص.. وبصراحة أصعب شيء في أنديتنا هو تأمين المال..
الشركات الاقتصادية
ولغز بئر النفط الحمصي الخام



من المسلّم به أن فريق الكرامة الكروي صار أهم فريق رياضي في سورية هذه الفترة من خلال إنجازاته، وسؤالي الذي توجهت به ل* بارودي: ما سر.. أو ما لغز عدم وجود أي اسم لشركة اقتصادية تعمل في سورية على قمصان الفريق الأزرق* وقلت له: »نتائجكم وانتصاراتكم تتصدر الصحف المحلية والعربية والآسيوية، أنتم أهم من نادي الوحدة والاتحاد بإنجازاتكم الآسيوية ولا جدال في ذلك، فلماذا لا تهتم بالكرامة أية شركة اقتصادية*« فأجاب: »لقد تفاوضنا مع إحدى الشركات الاقتصادية في الموسم الماضي، وقالوا لنا: إنهم قد أجّلوا البتّ في أمر التعاقد للموسم القادم« فقلت له: »تتحدث هنا عن شركة في بلد مليء بالشركات.. وهل بصراحة تقوم الشركات بمقاطعتكم أو تجاهلكم وأنتم الأبطال*«!! فأجاب: »هناك شركات تقدمت سابقاً بمبالغ مالية كانت قليلة وصلت لمليون ليرة وهذا مبلغ لا يذكر أمام اسم النادي.. وربما لأن نادينا موجود بحمص وليس بدمشق أو حلب كمدينتين كبيرتين، ونحن نثبت مع مرور الوقت أننا أهل لتلقي دعم شركات ضخمة قادمة إن شاء الله« فقلت له: »أنا هنا كصحفي أعتبر أن الشركات الاقتصادية مقصرة بحق نفسها ولم تكتشف بعد بئر النفط الحمصي الخام.. وأقصد نادي الكرامة« فوافقني رئيس نادي الكرامة على ذلك.