عرض مشاركة واحدة
قديم 26/07/2007   #35
شب و شيخ الشباب capt_mst
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ capt_mst
capt_mst is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
129

Unhappy المدافن


اظهرت اعمال التنقيب الاثري اكثر من مئتي سرداب مشيدة للدفن في اوغاريت, يعود تاريخها الى عصر البرونز الوسيط و الحديث 2100-1200 ق م, وجدت معظمها تحت ارضيات البيوت و تؤكد الدراسات ان متوسط توزع تلك المدافن هو مدفن واحد لكل منزلين و يتالف المدفن الاوغاريتي من مدخل على شكل درج نازل نطل منه على البهو الجنائزي (مكان الدفن) و هو عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل معمرة بالحجر المنحوت تتوزع في جدرانها طاقات مخصصة لوضع الاسرجة و التقدمات الجنائزية.
تضيق جدران المدفن باتجاه السطح و هو جملوني الشكل يغطى عادة بالواح حجرية منحوتة بشكل حرف T و هي بمثابة القفل, و يغلق مدخل المدفن بالحجارة و يفتح عند الدفن و المناسبات الدينية.
و يعتقد ان هناك طقوسا و مراسم كانت تجري عند دفن الموتى و يوضع مع الميت في المدفن الاثاث الجنائزي الذي يتكون عادة من اواني الفخار المطلي و الزجاج والحجر كما توضع مع الميت حلي من الذهب و الفضة و البرونز و اواني من البرونز و النحاس و ادوات الصيد و الحرب و تشكل تلك اهدايا الجنائزية جزءا من الادوات المعدة للاستخدام اليومي لدى الاوغاريتيين و ترتبط قيمتها و حجمها بالوضع المادي للمتوفي و مرتبته الاجتماعية و كانت تقدم منالاهل و الصدقاء عند اوفاة و في المناسبات الدينية.
و تبقى معارفنا عن المدافن و عادات الدفن عند ااوغاريتيين ضعيفة لان تلك المدافن قد تعرضت للنهب في الماضي كما تعرضت للرطوبة العالية التي اتلفت جزءا من محتوياتها يضاف الى ذلك سبب هام ايضا هو عدم العثور داخلها على اية الواح طينية مكتوبة تعزز معارفنا عنها.
رغم ذلك نلاحظ ان الميثولوجيا الاوغاريتية قد اهتمت بمسألة الموت و البعث من جديد و يذكرنا ذلك بقصة بعل و موته و تناوب فصول الجفاف و الخصب و الموت و الولادة, و قد وجدت لوحة طينية واحدة عام 1973 قرب منزل التاجر اورتينو في الجهة الجنوبية من المدينة (موجودة في متحف دمشق) حملت كتابات تطرقت الى موضوع الموت و محتواها كان دعوة لحضور ماتم احد ملوك اوغاريت "نقماد الثالث" الذي استمر حكمه 1225-1220 ق م, احتوت هذه اللوحة على نشيد يتضمن دعوات الى ارواح الاجداد المقدسة "الرفائيون القدامى" سكان العالم الاسفل لحضور ماتم نقماد الثالث و تقديم الاضاحي من المواشي و الطيور على روحه.
يؤكد ذلك ان لدى الاوغاريتيين عادة تقديس ارواح الاجداد بحجة ان لهم سرا سحريا كبيرا و هذه الاعتقادات موجودة لدى شعوب الشرق القديم منذ زمن النياتدرتال مرورا بحضارات العصر الحجري الحديث في اريحا و المريبط و تل الرماد و من دلالاتها انتزاع رؤوس الاموات و تغطيتها بالجص لتبقى بملامحها القديمة و تحفظ في المنزل للابقاء على هيبة ذلك الجد المتوفي و مغزى ذلك عبادة الاجداد و تقديسهم, هؤولاء هم نفسهم الرفائيون في اوغاريت و هم في مرتبة فوق البشر و تحت الالهة و من انصاف الالهة, كل ذلك نابع عن عدم فهم الانسان القديم مغزى الموت و مصير الاموات لكن الشيئ الذي كان يعتقده هو ان هؤلاء الاجداد يصبحون نوعا من الارواح المباركة.

(يتبع: الفكر في اوغاريت)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02296 seconds with 10 queries