ناقشتم أيضا في الجبهة تعديل قانون الطوارئ المفروض منذ أكثر من 40 عاما, فهل تم النقاش على أساس تعديل القانون وتجميده لحين وجود حالة طوارئ, أم على أساس تعديله وبقائه مطبقا؟
يجب أن نميز بين قانون الطوارئ وبين حالة الأحكام العرفية. فقانون الطوارئ يجب أن يكون موجوداً في كل دولة, أما حالة الأحكام العرفية التي تعطي النظام حقوقا خارج الإطار القانوني فهي القضية التي يجب تعديلها. والتي يجب أن تنفذ حيث يجب, فمثلا لدينا منطقة خطرة في الجولان وعلى الحدود مع العراق يمكن أن تطبق عليها حالة الأحكام العرفية أما في دمشق وحلب وحمص فلماذا.
إذا نحن مع بقاء قانون الطوارئ على أن ينفذ في الزمان والمكان الضروري. وحالة الطوارئ المطبقة في سورية منذ 8 آذار عام 1963 ليس لها مبرر, وعندما يكون هناك عدوان تعلن حالة الطوارئ.
كيف تنظرون إلى صلاحيات مجلس الشعب الحالية وكيف يجب أن تكون؟
مجلس الشعب يجب أن يأخذ صلاحيات أكثر ويجب أن يناط به إعطاء الثقة بالحكومة أو حجب الثقة عنها, ولا يحقق مجلس الشعب رغبة الناخبين إلا إذا كان مجلسا يحاسب الحكومة. الآن الثقة بالحكومة تأتي من رئيس الدولة وليس من مجلس الشعب.
من جانب آخر يجب أن لا تقتصر مهمة مجلس الشعب على تشريع القوانين, فمجلس الشعب حاليا لا يناقش القضايا السياسية بل هي منوطة فقط بالهيئات العليا في البلاد, وبالكاد يستمع مجلس الشعب إلى تقرير سياسي مرة في العام من وزير الخارجية. يجب أن يحظى المجلس بحقوق سياسية أوسع.
موضوع التمثيل في مجلس الشعب, هل ترون أن من العادل وجود 170 نائبا من أحزاب الجبهة و80 لبقية الشعب؟
التحالفات بين القوى السياسية التي لها برنامج واحد موجودة في كل البرلمانات, ووجود هذا التمثيل للجبهة ضروري لأنه يجب المحافظة على السياسة العامة والتعاون الجبهوي وتطويره من الداخل نحو الديمقراطية والانفتاح.
وجود قوائم للجبهة تضمن وصول مثقفين ومتخصصين وأكاديميين إلى مجلس الشعب قد لا يستطيعون الوصول إليه إذا ما ترشحوا بشكل مستقل.
الإصلاحات السياسية التي تم تأخر تطبيقها أخرت بسبب الضغوط الخارجية التي تتعرض لها سورية, لكن هناك من يرى أن تطبيق هذه الإصلاحات يعطي مزيدا من المناعة للداخل السوري كنوع من الاستقواء بالشعب.. مارأيكم في هذا الموضوع؟
الرئيس الأسد تحدث في خطاب القسم عن إمكانية تطبيق هذه الإصلاحات العام المقبل سواء قانون الإعلام أو قانون الأحزاب وغيرها.
القضية برأينا هي التالية: لا شك أن هناك ضغط كبير على سورية وتآمر يتطلب حذرا شديدا, وليس أمرا يسيرا أن تكون كل المنطقة حولنا مشتعلة وسورية تنعم بالأمن, وهذا الأمر يجب أن نحرص عليه. ولكن هناك قضية يجب أن نتفق عليها: أمام الضغط الخارجي هل مقاومة الضغط تتم بالانكفاء على الذات أم بالانفتاح على الناس.
الضغوط على سورية ليست جديدة وهي بلد معرض للتآمر منذ عشرات السنين لكن التكاتف السوري مكن من تجاوز كل هذه المحن, لذا يجب أن نثق بالشعب وأن ننفتح عليه أكثر, والشعب السوري برهن على إخلاصه في عدة مواقف ولا داعي للخوف منه.
كيف ترون دور المعارضة السورية في الداخل؟
أن يكون هناك معارضة وطنية هو جزء من الديمقراطية, لكن المعارضة السورية في الداخل لديها نقطة ضعف قوية جدا هي أنها معارضة تهتم بالسياسة بالدرجة الأولى ولا تهتم بالاقتصاد أو بالحياة الاجتماعية, وهذا الموقف يضعف الوحدة الوطنية. من هذا الجانب ترتكب المعارضة خطأ كبير وتقع في هاوية مضرة جدا حتى أن بعض المعارضة الداخلية يتطلع إلى الأجنبي لحل المشاكل الداخلية, وهذه جريمة.
المعارضة يجب أن تكون معارضة وطنية تهتم بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية. نحن نلتقي مع المعارضة التي تناضل ضد السلبيات الداخلية وضد النظام الشمولي وضد استبداد بعض الأجهزة وهذا شيء طبيعي.
هل تضعون المعارضات السورية في الخارج بكفة واحدة وتعتبرونهم جميعهم خونة؟
أنا لا أرى في المعارضة في الخارج غير التعاون مع الخارج ضد مصالح البلد, فهل يمكن أن نسمي فريد الغادري معارضاً؟ هو خائن .. وعبد الحليم خدام الذي استقوى بالخارج وتحالف مع الأخوان المسلمين, إذا لم نسميه خائناً نقول أنه يخون مصالح سورية الوطنية.
يعقوب قدوري - سيريانيوز
الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي
|