عرض مشاركة واحدة
قديم 23/07/2007   #1
شب و شيخ الشباب فاوست
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فاوست
فاوست is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
في وطني السليب
مشاركات:
655

افتراضي


رزان زيتونة
شاع في دمشق"سوريا تتأسلم"، "سوريا العلمانية نحو الأسلمة"، وتعبيرات أخرى مشابهة تصدرت مؤخرا مقالات وكتابات كثير من الباحثين الأجانب والصحفيين داخل سوريا وخارجها. معظم تلك الكتابات اعتبرت أن "الصحوة الإسلامية" تشهد مدا متصاعدا تؤكده العديد من المظاهر التي لا تخطئها العين! وسردت العديد من الوقائع والأرقام التي تدلل على ذلك، من مثل أنه يوجد حاليا في سوريا نحو تسعة آلاف مسجد يرتادها ملايين المصلين، ونحو 600 معهد لتحفيظ القرآن، وقرابة 40 مدرسة "قبيسية". كلية الشريعة تضم نحو 7603 طالبا وطالبة من أصل 48 ألف طالب وطالبة في جامعة دمشق.هذا بالإضافة إلى المعاهد الشرعية وغيرها.
ومن مظاهر التدين التي يمكن مشاهدتها في الشارع السوري، يجري الحديث عن زيادة عدد المحجبات وارتفاع الإقبال على الكتاب الديني، حتى أنه في معرض الكتاب الدولي لصيف عام 2006، كانت من الملاحظات الأبرز وفقا لبعض المراقبين، طغيان الكتاب الديني الذي احتل أجنحة عديدة من المعرض.
أما الاحتفالات التي أجريت بمناسبة عيد المولد النبوي العام الماضي، فكانت ملفتة للنظر بكل ما حملته من "زينة" و"موالد" اتخذت طابعا "إعلانيا"، من حيث أنها بثت في أكثر الأحيان من مكبرات الصوت في الجوامع العديدة التي أجريت فيها، أو حتى أقيمت على الأرصفة وفي الحارات الضيقة في المناطق الأكثر شعبية، كما استخدمت وسائل الإعلان الطرقية للتهنئة بهذا العيد، إلى غير ذلك من المظاهر التي أسهبت الصحف والمواقع الالكترونية في الحديث عنها.
لم يقتصر الأمر على دعم وتشجيع الإسلام الشعبي كي يعبر عن نفسه بهذا الوضوح، بل تم استخدام المنكهات الدينية في حملة التجييش الوطنية التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وتداعيات ذلك على النظام في سوريا، ولا تخرج عبارة الرئيس بشار الأسد في خطابه الشهير "سوريا الله حاميها"- وهي عبارة نجد لها سوابق في خطب العديد من رجالات الإٍسلام الرسمي - عن هذا السياق.
هذا في الوقت الذي لا يزال فيه الانتماء إلى أي من تيارات الإسلامي السياسي أمرا مرفوضا بشكل قاطع في سوريا، وإن كان هذا الحظر لا يستند فقط إلى الموقف من تلك التيارات وإنما يندرج في إطار منع أي حراك سياسي معارض، لكنه يتخذ شكلا أكثر حدة عندما يكون الحراك على خلفية إسلامية.
وبالتالي فإن تجليات تلك "الصحوة"، إن أمكن أن تظهر عفويا في بعض أشكالها، كالحجاب مثلا – وإن كان بدوره شهد حملة دعوية من قبل مجموعة "القبيسيات" وعن طريق وسائل الإعلام بواسطة بعض الدعاة الجدد كعمرو خالد- فهي تحتاج إلى من يقودها للعلنية والجرأة في التعبير في أشكالها الأخرى، في ظل إرث من الخوف والذكريات المؤلمة هو حصيلة عقد الثمانينات إياه. هذا الدور الذي اضطلع به إلى حد بعيد رجالات الدين المسلمين في سوريا، ممن ينضوون في إطار ما يسمى بالإسلام الرسمي أو إسلام السلطة.
فضلا عن المعطيات السابق ذكرها، حصل الإسلام الرسمي على عدد من "المكاسب" التي لم يكن حصولها متوقعا حتى مع الاحتواء شبه الكامل لهذا التيار تحت أجنحة السلطة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، وافقت السلطات في عام 2001 على الترخيص لمنتدى "يهدف إلى نشر فكر إسلامي معتدل" بعد شهرين من تقديم الطلب وفقا للدكتور محمد حبش مدير مركز الدراسات الإسلامية والنائب في البرلمان ورجل الدين المعتدل. هذا في الوقت الذي رفضت فيه طلبات ترخيص جميع منتديات ما عرف بربيع دمشق في تلك الفترة، قبل أن تغلق جميعا وتحظر أنشطتها.
وعلى أثر قيام جمعية المبادرة النسائية المرخصة – سحب ترخيصها مؤخرا- باستبيان لاستطلاع رأي المواطنين في بعض مواد قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بالمرأة، شن بعض خطباء المساجد من على منابرهم هجوما شرسا ضد الناشطات النسويات، ناعتين إياهن بـ"السفيهات والمارقات"، كما قاموا بالاحتجاج لدى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، التي أمرت الجمعية بوقف الاستبيان. كما قام الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في خطبة الجمعة بتاريخ 4-11-2005 بشن هجوم عنيف ضد ناشطات ونشطاء حقوق المرأة واصفا إياهم بـ"العمالة القذرة" و "الخونة" و"الأقزام" و"العبيد لهؤلاء الذين يريدون اجتثاث الحضارة الإسلامية من جذورها".

في حزيران 2006، وجه عشرات من رجالات الدين السوريين المعروفين، رسالة إلى الرئيس بشار الأسد، حول ما وصفوه بـ"الخطة التآمرية" من جانب وزارة التربية والتعليم على التعليم الشرعي في سوريا، وذلك على أثر صدور قرار يوجب على الطلاب إكمال مرحلة التعليم الأساسي قبل أن يتاح لهم بعدها دخول المدارس الشرعية. وقد حملت الرسالة إشارات واضحة على أن الهامش المتاح للإسلام الرسمي أصبح أوسع بكثير مما كان عليه لسنوات: "إن الحوزات الشيعية ماضية في تجاهل هذا التعميم (من وزارةالتربية) مصرة على عدم الاستجابة له، ومدارس الشويفات تضيف إلى منهاجالمرحلة الأساسية ما تشاؤه من الزيادات في الساعات والمقررات، والمدارسالتبشيرية الأجنبية ماضية في مناهجها الخاصة بها وأساليبها التربوية دونأي معارضة ولا إشكال"، "وماذا لوفضحنا الخفايا واستشهدنا بما يعرفه بعض موظفي وزارة التربية من رسم خطةتآمرية مقصودة للإطاحة بدين هذه الأمة وثقافتها الإسلامية وتراثهاالشرعي؟".
ومؤخرا، سمحت السلطات لما يعرف بـ"القبيسيات" بالنشاط العلني، وتلقت هذه الجماعة النسوية دعما ومباركة من كبار رجال الدين السوريين من خلال الإعلام.

الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03420 seconds with 10 queries