فضائية عربية نصحت المارينز بعدم مشاهدة فيلم لغسان مسعود
بعد فيلمي مملكة السماء للمخرج العالمي ردلي سكوت ، و ووادي الذئاب للمخرج سردار أكار ، واللذين شهدا مشاركة فعالة للفنان السوري غسان مسعود، يؤكد انه اضطر للاعتذار في البداية عن كثير من الأعمال لم تكن في مستوي إنجازه السينمائي لشخصية صلاح الدين الأيوبي في الأول، أو لشخصية الشيخ عبد الرحمن الكركوكي في الثاني.
لكنك شاركت في الجزء الثالث من قرصان الكاريبي ؟
نعم. وهو مدار اعتذاري الثاني. فأنا قبلت هذا العرض من شركة والت ديزني ، خاصة وأن ما حقق الجزء الأول والثاني من فيلم قرصان الكاريبي كأعلي إيرادات في تاريخ شباك تذاكر السينما العالمية، إضافة لأهميّة المخرج والممثلين العالميين المشاركين في هذا الفيلم، واكتفي بذكر اسم النجم الأمريكي جوني ديب ، وهو ما شجعني علي تفضيل فرصة العمل مع هذه الشركة واستكشاف آفاق جديدة علي التوقف مع حجم الدور، وهذا ما نصحتني به نشوي الرويني أيضاً. قياساً علي قبول كيت ريتشاردز أسطورة الروك في أمريكا والعالم المشاركة بدور صغير أيضاً في هذا الفيلم.
من هذه الخلفية ذهبت إلي تجربة الأداء في قرصان الكاريبي ، مشاهد قليلة وجميلة مليئة بالفانتازيا التي يقوم عليها العمل. مع كركتر جميل لشخصية علي بابا العالمية، لكنّ السينما باعتبارها فن المونتاج لم تأخذ من زمن التصوير الذي استغرق قرابة العشرين ساعة إلا ساعتين وربع كانت الزمن الكافي للفيلم، وطبيعي أن يُحافظ أبطال العمل في الجزأين الأول والثاني علي المساحة الرئيسية، فيما حُصد دوري حصاداً مُريعاً، وجذر تجذيراً قاسياً، ولم يبق منه إلا بضع لقطات متفرقة.
عندما شاهدت الفيلم، أحسست بأسي شديد، وتلقيت عتاباً كبيراً عبر الانترنت والهاتف من نقاد ومحبين عبر الوطن العربي، والبعض ذهب إلي التفكير بوجود مؤامرة قصدية، لكنّ من يعرف صناعة السينما يُدرك خطأ أي تفكير قصدي بهذا الموضوع، مع ذلك أعلن ندمي عن هذا الدور، كما أنا نادم علي الكثير من الأدوار التلفزيونية التي لعبتها سابقاً، مع أنّ كل ذلك أعتبره جزءاً من تجربتي ومن أخطائي التي لا أتنكر لها.
دعنا نعود للإشكال الذي أثارته شخصية صلاح الدين الأيوبي في فيلم مملكة السماء ؟
المفارقة أنّ شخصية صلاح الدين أثارت لغطاً في سوريا وفي مصر لأسباب نعرفها جميعاً. ومن تابع الحوارات التي نشرت علي الانترنت يُلاحظ العتب عليّ لمجرد قبول العمل في نص كتبه يهودي مثلاً. وهذا منطق سخف وينقصه الوعي السياسي والثقافي العام. لأنّ المثقف لا يتوقف عند دين المؤلف، بل يتوقف عند مُنجزه، وعند ثقافته، وعند مقولة النص الذي يكتبه.
لكن اللغط الذي أثارته هذه الشخصية في الغرب وعند جمهور السينما العالمية، وخاصة في بلدان مثل أمريكا وكندا وفرنسا والذين اعتبروا صلاح الدين بطل الفيلم قولاً واحداً، رغم أنه لم يظهر إلا في مشاهد قليلة وفي النصف الثاني من الفيلم فقط، وتوقفوا في هذه البلدان كثيراً مع مشهد الصلب الذي أديته، ففي هذا المشهد نؤكد علي احترام الأديان الأخري من خلال أفعال وليس مُجرّد القول، وهم اكتشفوا المساحة الإيجابية لشخصية صلاح الدين، والتي لم يكتشفها الأشاوس هنا.
كذلك فيلم وادي الذئاب أثار إشكالاً عند التلقي؟
هذا الفيلم التركي بلغت ميزانيته عشرة ملايين دولار، وحقق أعلي إيرادات شباك تذاكر في اسطنبول وألمانيا مثلاً، لأنه يكشف حقيقة الاحتلال الأمريكي للعراق، ويدين هذا الاحتلال. ويحاول تقديم صورة إيجابية عن العرب وعن المسلمين في العالم، وعن مقاومة الاحتلال.
وقد لعبت شخصية الشيخ عبد الرحمن الكركوكي، وهو شخصية وطنية أصيلة يطلب رأسه كإرهابي، رغم أنه ساعد في فك أسر رهينة أمريكي، وهو شيخ لإحدي الطرق الصوفية، وكانت بالنسبة لي شخصية مقنعة جداً.
ومع ذلك تنصح إحدي الفضائيات العربية جنود المارينز في العالم ألا يُشاهدوا هذا الفيلم، وهو ما يُشكل بالنسبة لي فضيحة حقيقية. لكنّ الفضيحة الأكبر أنّ المؤسسات الإعلامية والثقافية في الدول العربية قد استجابت للقلق الأمريكي، وسُحِبَ الفيلم بعد أسبوع واحد من عرضه في دبي.
السؤال: لماذا لم تعرض هذه الأفلام في سوريا؟
استغل الفرصة لأشكر مؤسسة UG التي قدمت افتتاحاً لائقاً لفيلم مملكة السماء في صالة الشام، لكنّ أياً من الفيلمين لم يتمتعا بعروض جماهيرية في سوريا. وهذا السؤال يبقي مفتوحاً برسم وزارة الثقافة وبرسم المؤسسة العامة للسينما ، رغم أن أشرطة الـDVD منتشرة في سوريا وسواها من البلدان العربية، حتي أنه يمكنك مشاهدة فيلم وادي الذئاب في رحلات البولمانات السياحية مثلا، بينما المؤسسة العامة للسينما في سوريا لا تساهم في تسويق أيا من الفيلمين؟!
رب صن سوريا
|