عرض مشاركة واحدة
قديم 19/07/2007   #1
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

Cool لبناني .. في رحلة الى سوريا


حاول الأهل أنا يناقشوا قراري أما الأصدقاء فأصيبوا بما يشبه الصدمة , ففي وقت يعود الجميع من سوريا
اقرر أنا زيارتها لقضاء عطلتي السنوية، بدل أن أتوجه نحو إحدى الدول الأوروبية كما يفعل معظم اللبنانيين.
قراري كان متسرعاً، إتخذته قبل يوم واحد من تنفيذه. وضبت حقيبة سفر صغيرة وصرفت بعض الأموال
وقررت زيارة دولة لا تبعد عن منزلي سوى ساعة واحدة في السيارة، مردداً بيني وبين نفسي السؤال
حول الأسباب التي تجعلني أحلم بزيارة الدول البعيدة قبل أن أزور سورية القريبة.

في الطريق من القرية باتجاه نقطة الدبوسية، وطوال نصف الساعة التي تفصلني عن الحدود، كنت أراجع افكاري،
وأحاول رسم صورة في ذهني عن البلد الذي أنا ذاهب إليه. أفكر في الأمور السياسية، في شعور كان يشبه الكره لكلما هو سوري.
حقد اعمى رافقني طوال السنين الماضية. أسترجع صورة أمي وهي ترجوني أن أغير مشروعي خوفاً من المجهول.
أسأل السائق عن حقيقة أن ذهاب اللبنانيين إلى سورية بات خطراً، فيهز برأسه ويقول "هلأ بتجرب".


البداية: خوف وفظاظة

في النقطة الحدودية، لم يكن ثمة رتل من الشاحنات المتوقفة، بل كان المكان هادئاً جداً، يعكر هدوءه بعض المسافرين القليلين جداً.
يعطيني الأمن العام تأشيرة الدخول من دون أي رسم، ومن دون اي تفتيش. يوصلني السائق نفسه إلى نقطة الأمن السوري.
أقدم للعسكري الجالس خلف الزجاج هويتي، فيدقق باسمي عبر الكومبيوتر.
تمر الثواني. أفكر في ما قد يحصل. ماذا لو كان قلق أمي في محله ؟ ماذا لو كانوا يعرفون أنني كنت طوال سنوات أجاهر
بعدائي لسورية وأتظاهرضدها؟ تمر الثواني وكأنها ساعات. افكر في الذين اعتقلوا ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الساعة.
استيقظ على خبطة الجندي وهو يمهر تأشيرة الدخول ويرميها لي مع الهوية بطريقة فظة. لا أجد مفراً من شكره برغم اسلوبه الفظ
ربما بسبب الخوف وربما لتجنب مشاكل أنا بغنى عنها. السائق اللبناني الذي ظل ينتظرني خارجاً شرح لي كيف عليّ ان أتنقل
ثم أخذ أجرته وعاد إلىلبنان.


صور أولى... وصولا الى حمص

عشرات الأمتار... وأمر على مجموعة من شبان الجمارك السورية يشربون الشاي . أسألهم إذا كانوا يريدون تفتيش الحقيبة فيشيرون
إلي بالتقدم. من دون أنيستغرق الأمر كله عشر دقائق انتقلت من لبنان إلى سورية.
من غير أن أعلم السبب عرف سائقو الفانات و التاكسيات أني لبناني فهرعوا إلي يعرضون خدماتهم.

في الباص كانت حواسي مستنفرة. أريد تنشق الهواء السوري حتى أستدل على مكوناته. أريد أن أرى كل شيء.
وهنا بدأت المشاهد المتناقضة مع ما كنت أتخيله.
وبعد مسافة قصيرة بدأت أفكر في احتمال صوابية الشعار الذي يتحدث عن الجغرافيا الواحدة والطبيعة الواحدة، إذ بدت الطريق وكأنها
إحدى الطرق العكارية.
المساحات الواسعة مزروعة بأشجار الزيتون وتظللها أشجار الصفصاف،
إلا أن طرقات سورية كانت أكثر ترتيباً واتساعاً وحتى نظافة من الأوتوسترادات اللبنانية.
كانت حواسي مشغولة باكتشاف اسرار المسافة، أما فكري فانشغل في تخيل الأسلوب الذي سيعاملني به السوريون. كنت أفكر في ما لوعاملوني بالطريقة نفسها التي عاملهم بها اللبنانيون في المرحلة الأخيرة، وماذا لو كان بعض السوريين عنصرياً تجاه اللبنانيين كما يحدث عندنا لدى البعض.

خمسة وثلاثون ليرة سورية هي كلفة الإنتقال من الحدود اللبنانية –السورية إلى محافظة حمص، المحطة الأولى في رحلتي، خصوصاً انني كنت أحمل شوقاً خاصاً للتعرف على أهالي هذه المحافظة، لأن اللبنانيين يعشقون السخرية من الحماصنة، والحماصنة متهمون بالغباء وتؤلف عليهم النكات بشكل يفوق التصور. طوال ساعتين لم أسجل أي مشادة كلامية بين السائق والركاب بسبب التدخين أو الدفع أو السرعة، كما يحصل في لبنان. فالركاب هنا يبدون منضبطين مطمئنين والسائق ملتزم بالقانون



للوهلة الأولى بدت حمص كما تخيلتها. ففي القرب من موقف الفانات والسيارات إنتشر عشرات العمال على الأرصفة، تماماً كأننا في
مستديرة الكولا. بدوا شبيهين بالعمال السوريين الذين كانوا يملأون ساحات القرى والمدن اللبنانية ويثيرون حساسيات لدى البعض.
سرت بحسب الخريطة التي رسمها لي صديق لبناني. ما هي إلا ثوان حتى كنت في مدينة حمص أجوب طرقات ضيقة ومرتبة،
والأهم أنها قديمة. فالمحال تتميز بالسقف العالي القديم وبالحجرالأبيض. وإذ اختلطت رائحة القهوة العربية برائحة الكعك، ظننت أنني فيطرابلس،
مدينة العروبة في لبنان. فحمص تشبهها إلى حد بعيد، والناس يبدونمن طبقة اجتماعية متوسطة هي أقرب إلى الفقر منها إلى الغنى.


"نزل اللبنانيين" في سورية

وبعد أحاديث قصيرة مع بضعة بائعين في السوق فهمت أن تجار حمص كانوا يعتمدون في السنوات الماضية على الزبائن اللبنانيين

الذين كانوا يقصدونها بأعداد كبيرة لقربها من الحدود، فيشترون معظم احتياجاتهم سواءأكانت غذائية أو ملابس أو غيره.

حي الغسانية بدا لبنانياً بامتياز، حيث تتجاور الكنيسة والجامع وتفصل بينهما مدرسة الغسانية،
في مشهد لطالما اعتقدت أن لبناني ملك الحق الحصري فيه.

نزل "أبو فادي" هو المكان الذي كنت اقصده. كلما أوقفت شخصاً لأستدل منه عن الطريق يسارع هو ومن حوله ليرشدوني في حماسة كبيرة
مشددين على عبارة "والله اشتقنالكم". النزل الصغير يشبه المنازل في المسلسلات السورية . فبعد القنطرة والباب الحديدي، دار كبيرة
تمتلئ بالورود والشتول الخضراء. لفتني الإبريق الفخاري الذي يحوي ماءً بارداً في مشهد يذكربالقرية اللبنانية.
أبو فادي صاحب النزل كان رائعاً. ترك طاولة الزهر، حيث كان يلعب مع صديق وهرع ليحمل عني الحقيبة،
قائلاً أن "هذا نزل اللبنانيين في سورية"، وبدأ الأسئلة عن السفر، وإذا ما كان مريحا او متعبا، مشدداًعلى أنه من الأفضل أن أنام قليلاً قبل أن أخرج
فسهرات حمص طويلة، ومؤكدا ًأنه سيعزمني بعد القيلولة على سندويش شاورما "لم آكل مثلها في حياتي"
. بداالمكان رائعاً ودافئاً جداً، وبدا الرجل طيباً، تماماً كما وصفه لي صديقي في لبنان


الصور المرفقة
نوع الملف : jpg homs_skyline.jpg‏ (52.6 كيلو بايت, 136 قراءة)

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05189 seconds with 11 queries