عرض مشاركة واحدة
قديم 16/07/2007   #2
شب و شيخ الشباب syrianheart
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ syrianheart
syrianheart is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
اللاذقية
مشاركات:
105

افتراضي


معلومات خطيرة عن نشاط المخابرات المعادية في بيروت ( 2 ) ...

بقلم : خضر عواركة



كنت قد سردت في الجزء الأول من سلسلة المقالات هذه عن " جاك " الصحافي الكندي الذي يبحث في دور المخابرات العربية والغربية في بيروت ما بعد الخروج السوري . وهو هنا لم ينهي بحثه الذي سينشره في كتاب لهذ ا اتفقت وإياه على أن نشير إلى اسمه برمز جاك



لكي لا يمنع من زيارة بلاد قد لا يعجبها أن يتحدث إلى عربي عما ارادوا أن يتباهوا به أمام الرأي العام الغربي وهنا أعني النظام الأردني على الأخص

الجزء الثاني : إلى إسرائيل در .

يقول "جاك " : كنت أعرف رون بن يشاي من خلال متابعاتي الصحافية له فيما يكتبه وفيما ينشره في الصحافة والإعلام الغربي . الرجل ذو سمعة صحافية رائعة لا يشوبها إلا ان الجميع يعرف ولعه بالأمن والمخابرات والمغامرات . كان الرجل المخضرم نموذجا للمواطن الإسرائيلي الذي مهما كان عمله ومركزه لا ينسى أنه و قبل كل شيء جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي.

خدم رون كمستشار للرئيس الإسرائيلي وكخبير إستراتيجي لمجلة تايم ماغازين وعمل في العديد من الوسائل الإعلامية الإسرائيلية والغربية قبل أن يستقر به الحال على العمل في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي وفي صحيفة يديعوت أحرونوت الأوسع إنتشارا.

أما في ميدان المغامرات فكل من يعرف رون يذكر رسائله من شمال العراق بعد حرب تحرير الكويت ومرافقاته العديدة للجيش الإسرائيلي في عمليات المستعربين داخل المناطق الفلسطينية المكتظة .

توسط أحد الأصدقاء المشتركين فيما بيننا وتم تحديد موعد اللقاء في شارع جابوتنسكي في ضاحية رامات غان في منطقة تل أبيب ، تلك المنطقة التي تعد عاصمة الالماس في إسرائيل، كان الصديق المشترك يقود السيارة توقفنا أما م مركز إزرائيلي لاكشورز الواقع في مبنى التوين تاور القريب من أطول مبنى في إسرائيل " برج موشيه أفيف " . من هناك إلى طريق آيالون السريع .

تناولنا وجبة خفيفة سويا في المكان المفضل لرون بن يشاي " سكاي بار" ويقع في شارع " آبا هيليل "

وهناك تحدث عن رحلته إلى بيروت فقال :

إتصل بي صديق قديم سائلا إن كنت مستعدا للمغامرات من جديد بعد أن اصحبت كهلا ؟ وافقت يقول رون على المغامرة على الفور بعد أن سألت عن الضمانات الأمنية ومخاطر الرحلة ، كنت أعرف الكثير كمستشار للرئيس عن العلاقة الحميمة بيننا وبين المخابرات الأردنية الموثوقة بالنسبة لنا ، فرغم غرابة الموضوع فإن زيارة لبنان عرين نصرالله إغراء لا يقاوم .

يقول جاك بأن رون أخبره بأن سبب الرحلة لم يكن صحافيا على الإطلاق في الدرجة الأولى كان الموضوع إنسانيا. رغم العلاقة العميقة والتعاون الكبير بين الموساد والأردنيين إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحب إنجاز العمل بنفسها حين يتعلق الأمر بإنقاذ حياة جنديين إسرائيليين . كان هناك مخبرون عاملون في خدمة المخابرات الأردنية وهم في خليط لبناني مصري سوداني سوري فلسطيني تعاون على تجنيدهم جهاز مخابرات الداخلية اللبنانية وأمن السيد سنيورة بقيادة الفرنسيين ورجال ميليشيا محمد دحلان في مخيم برج البراجنة وجهات أخرى خارجية وداخلية وكل تلك الأجهزة كان لديها أوامر واحدة : " الوصول لمكان إحتجاز الجنديين ومعرفة مصيريهما والشق الثاني والملح بنفس الدرجة : القضاء على نصرالله !

وصل رون إلى بيروت على متن واحدة من رحلات سلاح المظليين الأردني التي كانت تنقل المساعدات إلى الحكومة اللبنانية ( سأله جاك أي مساعدات ؟) فقال رون " السلاح والرجال والخبراء في مكافحة الإرهاب . "

كانت كل التوقعات تشير إلى أن حزب الله سينتقم من حكومة السنيورة بعد أن ظهر تواطأها مع حكومة أولمرت في حرب لبنان ، لهذا سعت العديد من الدول الغربية وعلى رأسها أميركا على إرسال تعزيزات من المساعدات لضمان أمن قطاع معين من بيروت يبقى تحت سيطرة السنيورة وجماعته لحين وصول النجدة الرئيسية من الغربيين . الدور الأردني أساسي في ذلك ، فهم منذ العام 2005 اصبحوا الحاضنة الرئيسية لكل الأنشطة المخابراتية المناهضة لحزب الله والمساندة للسنيورة .

لديهم مجموعات تراقب كل الطرقات الرئيسية التي يشتبه بأن حزب الله يستخدمها للإمداد من سوريا وإيران ومن وادي البقاع إلى الجنوب خصوصا تلك المحطة التي إستضافتني في حي يسمى وادي الزينة على الطريق إلى الجنوب يقول بن يشاي حيث أني كنت ذاهبا برفقة أحد العملاء الأردنيين وأثنين من الضباط اللبنانيين من أمن وزير الداخلية المجندين حديثا وغير معروفي الوجوه بالنسبة لحزب الله إلى بنت جبيل . توقفنا للإستراحة في تلك المحطة الأردنية الواقعة في منطقة سيطرة زعيم الدروز وليد جنبلاط .

" من هنا مرت كل الصواريخ التي ضربت مستوطناتكم " قال لي رئيس المحطة الأردني الذي كان يدير من منزل بطابقين مموه يعلو الطريق السريع إلى الجنوب، أنهم يقومون بحماية ظهر الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية في وقت واحد !

العديد من الوجوه هنا تعرفنا بصفتنا لبنانيين تابعين لجهاز مخابرات الداخلية قادمون من مناطق بعيدة أضاف الأردني رئيس محطة المراقبة تلك ، ندير العديد من شبكات المخبرين المزودين بسيارات وبمعدات تلزمهم لكشف عمليات الإمداد وإعادة بناء القوات التي يقوم بها حزب الله ، كنا نعرف يقول الضابط الأردني الذي ينقل عنه بن يشاي بأن حزب الله استهلك الآلاف من الصواريخ وهم سيستغلون الهدوء لتعويض ما خسروه وتلك كانت فرصتنا لملاحقة المركبات والشاحنات ومراقبتها حتى المحطة الأخيرة لكي نفهم ونعرف ونكشف كيف يخفي حزب الله أسلحته والأهم اين؟

يضيف بن يشاي " إنهم يقومون بعمل رائع بالتعاون مع جهات خارجية وأخرى داخلية ، لقد فوجئت حين إلتقيت أحد الوزراء والعديد من الشخصيات المعادية لحزب الله في مكتب أحد الزعماء في بيروت برفقة ضابط الإتصال الأردني بأنهم يعرفون بأني إسرائيلي ويعرفون من أكون ، يقول بن يشاي نقلا عن الضابط الأردني المرافق " هم يريدون السلام معكم ولكن ليس قبل تدمير حزب الله ، لقد فشلتم في ذلك وها نحن هنا لنضمن آلا يتحولوا إلا ضحية من ضحايا فشلكم ذاك .

ولكن ما هي مهمة بن يشاي في لبنان ؟ يقول جاك بأن رون أخبره بتحفظ عن عملية تطوعية قام بها لمرافقة كومندوس إنقاذ إسرائيلي دخل بيروت بحماية مخابرات الأردن التي تدير يوميا وعملانيا جهازا أمنيا ناشئا ترعاه وتموله الولايات المتحدة والسعودية ودول عربية عدة وأوروبا مجتمعة خصوصا فرنسا وبريطانيا (امن المعلومات بقيادة وسام الحسن ) لقد حدد رجال الأردن مكان الجرحى الإسرائيليين (الأسيرين ) في منزل قرب مستشفى على أطراف الضاحية أعيدوا إليه بسرية لحالتهم الخطرة ورصدهم المخبرون اللبنانيون وفي الليلة نفسها إتصل ضابط الإرتباط الاردني ليبلغ الامر للمعنيين في إسرائيل فتقررت عملية إنقاذ فورية برعاية أردنية لبنانية وتنفيذ إسرائيل فقد خاف الأردنيون واللبنانيون أن تؤدي عملية الإنقاذ إلى مقتل الجنديين فنحملهم المسؤولية .

تمركزت المجموعة الإسرائيلية مبنى يقع ضمن المربع الأمني لمنزل السيد سعد الحريري المحمي جيدا والمسيطر عليه من قبل الأردنيين الذين يجبرون السكان في محيط كيلومترات على الترجل والسير إلى منازلهم بعد ترك سياراتهم خارج المربع المأهول ذاك حيث يجبر كل الساكنين وحتى عمق عدة مئات من البنايات بعيدا عن قصر آل الحريري على تعبئة إستمارات تتدخل في كل خصوصيات العائلات الموجودة وتجبر كل عائلة على توقيع تصريح بأسماء زوارها المفترضين والممكنين وأعمالهم واسباب الزيارات ومواعيدها ونوع العلاقة التي تربط العائلة بالزوار . كان المكان محصنا يقول بن يشاي وغير قابل للاختراق ومتخم بالمعدات والأجهزة والرجال لحماية آل الحريري وهي بالذات الإمكانيات التي إستخدمت لحماية الكومندس الإسرائيلي .

لتنفيذ الخطة تم نقل الكومندس ليلا إلى مقر القيادة والتنسيق بين الأجهزة الأردنية واللبناني التابع للداخلية في مكتب جمعية إنسانية في بيروت على مقربة من مكتب القيادة الرئيسي لآل الحريري في شارع قريطم القريب ( المبنى الأصفر على شارع البيو سي سابقا والمقابل لسيتي كافيه والتابع للقصر )

هناك تم وضع الخطة موضع التنفيذ وللمرة الأولى يجلس لبناني مسلم هو رئيس المخابرات التابع لوزارة الداخلية ( وسام الحسن ) مع ضباط اردنيين وإسرائيليين لمناقشة قضية لا تخدم إلا أمن إسرائيل " كانت تلك لحظة تاريخية لم نشهد لها مثيل وتدعو للفخر بالمكانة التي وصلتها إسرائيل داخل العالم العربي " يقول بن يشاي لجاك مضيفا بأنه تذكر جيش لحد ورجاله في وجوه هؤلاء الشجعان ولكن مرّ في نفسي هاجس فحدت الله ان صورة الفارين عبر الحدود إلى إسرائيل عام الفين لم تحفظها ذاكرة هؤلاء الضباط اللبنانيين والعرب المتعاونين معنا لعداوتهم لحزب الله بما يمثل أغنى قيمة وأعظم دفعا من المرتزقة السابقين في الجنوب من جيش الجنرل إنطوان لحد .

يكمل بن يشاي لجاك: العملية كانت حاجة ملحة للقيادة الإسرائيلية وتم إقراراها بسرعة رغم صعوبتها من قبل رئيس الأركان بعد موافقة الحكومة الأمنية المصغرة على إثر إتصال ضمن خلاله الملك الأردني عبدالله بن الحسين الوثيق الصلة بآل الحريري حياة الكومندس قائلا لرئيس الوزراء " رجالك كابنائي ونحن نسيطر على الارض بفعالية فلا تخشى فرجال الحريري على استعداد لتنفيذ العملية وحدهم لولا طلبكم أنتم القيام بذلك بأنفسكم " ( كلام عبد الله نقله بن يشاي لجاك من مصادر الإسرائيليين العليا وهو كان مستشارا كبيرا للرئيس )

لماذا ألغيت العملية ؟ وكيف كشفت المقاومة العمل المعادي ؟

(أوقعت بهم بذكاء في فخ خرجوا منه لسبب واحد وهو رغبة نصرالله بأن لا يشعل حربا أهلية سنية شيعية ولهذا لم تتم العملية المضادة للمقاومة والتي كاد من خلالها حزب الله أن يأسر الكومندس ويعتقله) ؟ تلك قصة نكملها غدا



نقلاً عن صحيفة اخبار مونتريال

"The true revolutionary is guided by a great feeling of love "

Che Guevara
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04423 seconds with 11 queries