[عاشق من فلسطين]

والله يا ابو طريق كفيت ووفيت .. ومدري ليش تذكرت الموقف اللي جنب كراجات حلب ..

رغم أني غير مقتنع أبداً بالقصة المفبركة لبداية الخلق ...و خروج البشرية من الجنة ...ألا أنني أقبل بها كرمز قابل للتأويل .......

برياحة ...

على كل الاحوال :
"حواء أخرجتنا من الجنة و لكنها الوحيدة القادرة على أن تجعلنا مرة آخرى نعود أليها ....برفقتها طبعاً "

هذه كانت مقولتي دائماً ....المشكلة .... أنك عندما تصل أنت و حواء الى باب الجنة .... ترفسك برجلها و تدخل لوحدها !!!....و تقول لك من مكان غامض بعيد :
أنتظرني سأعود ...... طبعاً الانتظار معناه أن تجلس في أحد مقاعد جهنم .... ريثما تعود .......

المصيبة أنها لن تعود........

أنا أنظر الى الحب كملازم مع الألم .. لأنك تكون بحالة حب تشعر بالبداية بالسعادة العامرة .. ولكن سرعان ما يصبح الأمر روتينيا" .. ولكن الذي يكثر هذا الروتين هو الألم في الحب .. والبعد واللوعة .. اما الحب الذي تتحدث عنه فيروز ..
أنا كل ما بشوفك كأني بشوفك لأول مرة حبيبي ..
أنا كل ماتودعنا كأنا تودعنا لآخر مرة حبيبي ..
هادا الحب جبراني خيالي بعيد عن الواقع .. لأنو الحب مستحيل يبقى متل أولى فتراتو .. الا مع الالم ..
وذلك ليس فقط بحب المرأة بل بحب اي شيء ..
أنا عندي أصدقاء كثيرين رائعين ..
ولكن اكثر من أفتقده عند الحزن هو صديقي علي (أصدقاء ل 8 سنوات) وسبب أفتقادي له هو لأني كل لحظات حزني كان معي فيها وكا نيمسح الحزن والدمع والهم عن قلبي .. لذا فحبي له مطبوع بمواقف الألم .. فانا مثلا" عندما اكتب لا اذكر أحدا" الا الوطن وتوقي الى الحرية .. وعندما احزن أذكر علي .. وعندما أكسر أذكر طارق وكريم .. ووووو

يعني انا برأيي وانطلاقا" من مقولة أن الألم هو مصدر الابداع ..
فأن الحب (سواء كان لصديق أو لحبيبة أو لام أو لوطن) هو ابداع .. لأنني أذكر أمي التي أحب عندما كنت أقع واجرح نفسي وأبكي على صدرها .. وأذكر وطني الذي احب عندما كنت أتسكع في حديقة تشرين وأدخن السجائر وأشرب العرق واكتب .. وأذكر أبي الذي أحب عندما كان يعود من عمله منهكا" حزينا" .. وأذكر طفولتي التي أحب .. في لحظات فراق الأصدقاء ..
يعني باختصار لكل شيء في قلبنا ذكرتين ذكرى سعيدة وذكرى حزينة .. والذي يبقي هذا الشيء في قلبنا ويحفر عميقا" في ذاكرتنا هو الذكرى الحزينة ..اما السعيدة فهي نشوة عابرة .. تذكر في مجالس الضحك .. وليست كما الكرى التي تذكر في كل محطات الحياة ...

لا تواخذونا تفلسفنا كتير ..