الهايكو باختصار ، شكل شعري يتكون من 17 مقطعاً لفظياً تحتوي على ثلاث وحدات منظومة بترتيب 5،7،5، إنها واحدة من أهم أشكال الشعر الياباني التقليدي التي لا تزال تتمتع بشعبية واسعة في اليابان المعاصر. بدأ الاستعمال العام لاسم هايكو مع ساوكا شيكي (1867-1902) في نهاية القرن التاسع عشر، حيث وضع أسس الهايكو كشكل شاعري جديد مستقل، يتميز بالبساطة الخادعة وبالخلو من القافية والوزن، وبالمضامين الفلسفية التي لا يمكن فهمها إلا من وجهة نظر فلسفة زين.
وبحلول عام 1929، رسخ كيوشي موقعه كأبرز شخصية هايكو وأصبحت "هوتوتوجيسي" ملجأ للعديد من الشعراء أمثال ميزوهارا، ياماجوشي. وفي أواخر الثلاثينات، كانت اليابان تعد نفسها للحرب، لذا طلبت الحكومة من شعراء الهايكو مساندة المجهود الحربي بكتابة القصائد الوطنية، ووضعت أعمالهم تحت إشراف السلطات الحكومية مما أدى إلى إجهاض تطورها وتوجيهها إلى جهات أخرى.
إن قصيدة الهايكو كما يذكر الباحثون ترفض مفاهيم التشبيه والاستعارة، وتدنو من فن التصوير الفوتوغرافي، لكونها تتحرى الموضوعية وتحرص على الإشارة إلى المواسم(4).
........إن كثيراً من نماذج الهايكو المترجمة تنطوي على ما يطرف القارئ ويغني تطلعه إلى الجمال، فهي تكسبه إحساساً فريداً إزاء شكل الطبيعة في المواسم المتعاقبة خلال السنة.