عرض مشاركة واحدة
قديم 03/07/2007   #8
صبيّة و ست الصبايا ليندا
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ليندا
ليندا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
1,130

افتراضي الشاعرة الايرانية فروغ فرخ زاد.


ولدت فروغ زاد سنة 1935 في طهران، وتزوجت في السابعة عشرة من عمرها، من رسام الكاريكاتير الايراني برويز شابور وأنجبت منه ابنها الأوحد كاميار، لتنصرف الى الشعر، والى علاقة عمرها الحميمة مع القاص الايراني الشهير ابراهيم كلستاني بعد طلاقها من زوجها. أول دواوينها الشعرية كان بعنوان <<أسير>> ثم <<حائط>> ثم <<عصيان>> و<<ولادة اخرى>> كما صدر كتاب احتوى مختارات من شعرها. عملت فروغ الى جانب ضخ الشعر، في إعداد وتصوير وتمثيل الافلام منها <<البحر>> و<<الخطوبة>> و<<الماء والحرارة>> و<<البيت الأسود>> وسواها. كما عاشت حياتها القصيرة توفيت في عمر الثانية والثلاثين إثر حادث سير سفرا وشعرا وأفلاما، وكرّمها المخرج الايطالي <<برناردو برتولوجي>> حين أنجز فيلما عنها مدته ربع ساعة.
السيدة زاد ذات الحياة العامة هذه، عانت بحسبها خجلا شديدا في التعاطي مع الآخرين، ولبثت حتى وفاتها تجهد الى توضيح معاناتها الداخلية، بشفافية ورقة نمّتا عن شاعرية واحتراق.
الجمال الغريب لفتاة جريئة، أكملته الجرأة الفكرية في حركة عينيي الشاعرة الدائرية التي ترى الى كل التفاصيل. كما في رحابة قلبها التي تعبّر عن وحدة شخصيتها التي لا تتجزأ. فروغ التي اعتبرت جريئة يوما، لم تقف عند حدود الاعتراف بالرغبة بالرجل والحاجة اليه، ولم ترتح الى قول جسدها فقط وكتابة تحرقّه الى يدي الرجل القويتين:
<<أتحطم كالجدران/ بضفائري الثقيلة بين يديك/ وأهدي إليك الورود الاستوائية/..
بل ارتدت صور شعرها ألوانا اخرى دلّتْ الى إحساس يأس مقيم، وقلق وخوف من التحطم قبل حلول لحظة النهاية:


<<الآن، في الليل شيء ما يحدث/ القمر أحمر ومرتبك/ وعلى هذا السطح الذي كل لحظة فيه/ هي خوف من التحطيم/ الغيوم كأنها حشود المعزّين>>.

ليس الموت وحده ما جعل فروغ تشعر بالعبث واللاجدوى. ثمة مخاوف مجهولة كانت تسكنها، نابعة من الحياة نفسها ولا تني تنهشها من روحها فاقدة أية لحظة إيمان، مطلق إيمان سوى بالحب تستمدها منه، وبه تستقوي على المخاوف لنشهد في قصائدها ولادة جديدة لفروغ الطافحة بالنور والحيوية. وهي لا تفرّق في مشاعرها بين أشياء الطبيعة والحب والحبيب في وحدة متآلفة تسمح بقول الرغبات بالكامل وتسميتها بأسمائها ورؤيتها في الضوء الكاشف متعللة بالعشق الذي يبارك القول الصريح. وهي نادمة في آن لأنها لم تكن عاشقة منذ الأزل. وفي سفرها الواسع الى مناطق الحب الرحبة، تصل فروغ الى طفولتها ومهدها ورفاقها ولعبها وعالمها الصغير المليء بالحركة والتدفق. في السفر هذا، او العودة الى الطفولة، ثمة استغاثة الحياة الخائبة والصراخ، حين استعاراتها في الشعر وصوره الجميلة تنصب على أشياء الحياة البسيطة في أطوارها وأطفالها والمطر والنظرات الخجولة للورود، والإيقاع المهلك للناس المعذبين، والحب المتستر في تحيات عجلى. والشاعرة في أطوار قصائدها، لا تخشى ان تبدو غنائية الى حد، من وحدة الحال بين الكلمة والغاية الانشادية منها، ثم التأمل الذي يأتي كوقفات صمت بين السطور، هو المحضون دائما بحالة عشق الشاعرة الذي يُملي التأمل هذا او الغنائية تلك، كما وينحاز في جرأة الى ميول ورغائب يستدعيهما ذلك العشق:
<<جسدي محموم من ملامسة يديك/

ضفيرتي تنحل بأنفاسك/
شفتاك الاحساس الدافئ بالوجود/
ضعهما برفق على شفتي/
كلما اقتربت شفة من شفتي/
انعقدت نطفة في إحدى النجوم/>>.
التقليد الفارسي
ثم من أطوار قصائدها، ذلك الوفاء للتقليد الشعري الفارسي في استحضار النبرة العرفانية التصوفية في القصيدة، كوريثة شرعية لها، وكمعادل قائم يسوغ لتهتك الجسد، ويتقدم عليه مع هذا الزهد الممزوج في آن بالمادة، وغير المنقى كليا كما لدى شعراء فارسيين أمثال سهراب سبهري في قصيدتها (على التراب):
<<حبلى من الرغائب

/ حبلى من الألم/
أقف على الارض/
لأمتدح النجوم/>>.
في هذه المختارات قدمت فروغ إحدى تجلياتها الانثوية في المشهد الشعري الفارسي المعاصر، كما أتاحت للمترجمين احمد عبد الحسين وناطق عزيز ترجمة رغبتهما الجميلة في تقريب القارئ العربي من بعض أكثر نماذج الشعر الفارسي الحداثي بساطة وإضاءة وتأثيرا، وفي ردم الهوة بينه وبين الثقافة الايرانية.
لقد كانت فروغ مغرمة بمصيرها، بحيث بدت لها طريق الهلاك نفسها غاية في النبل والجمال. لم تكن عاشقة ذاتها يوما، بل عاشقة مصيرها، والأمران مختلفان أشد الاختلاف، اذ يشبه الامر انعتاق حياتها وحصول هذه الحياة على منافعها الخاصة التي تتوخى الموت نتيجة حتمية ومشتهاة. وفي حين كانت الحياة تنوي رفع اصبع الشاعرة، اصبع فروغ الصغيرة كتهديد دائم للقبح، وكتابة عالية ضده، أصرّت فروغ على علاقتها الطيبة بذلك المصير، ولاقته وفيّة كما عاهدتنا في قصائد واضحة، وقصائد أقل وضوحا:
<<ذهبتْ تلك الأيام
تلك الأيام مثلما نباتات تفسخت في الشمس
من أشعة الشمس تفسخت
وضاعت تلك الأزقة التي
كانت سكرى من عطر الأكاسيا
ضاعت في شوارع اللاعودة المليئة بالصخب
والبنت التي لوّنت خدّيها يوما
بأوراق الشمعدان
الآن امرأة وحيدة
الآن امرأة وحيدة>>.
ولعل فروغ في اعترافها، عبر رسالة بعثت بها الى صديقها ابراهيم كلستاني تطوي حيرة في ارتباكها بين الحياة والموت. <<حين أرجع الى البيت.. مثل طفل يتيم.. دائما أفكر بزهرات عبّاد الشمس.. كم بلغ طولها؟ اكتب لي. عندما تزهر أكتب لي بسرعة.. مستلقية أرى البحر من هنا. على البحر مراكب. ونهاية البحر مجهولة. الى أين؟ لو استطعت ان أكون جزءا من هذه اللانهاية، عندها أقدر أن أكون حيثما أكون.. قلبي يريد لي ان أنتهي>>.



تحياتي


لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر اخر جديد
وخلف كل ثائر يموت
احزان بلا جدوى
ودمعة سدى

،،أمــل دنقل
:
((We ask the Syrian government to stop banning Akhawia ))
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03951 seconds with 10 queries