عرض مشاركة واحدة
قديم 01/07/2007   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


يقول معدا التقرير:" سافرنا كثيراً في الأسبوعين الأخيرين، وقابلنا كثيرين من أصدقائه وزملائه في السابق. وبالضبط مثلما حصل في خريف 1996، يحصل الآن إزاء سورية. فعندها لم يعرف الإسرائيليون إلى أين ستتجه سورية، فقط تقارير غيل، نقلاً عن لسان "مصدره" الذي قام بتشغيله، كانت مؤشراً لما كان يحصل في دمشق، وهي التقارير التي تبين لاحقاً أنها من محض خياله".
منذ سنوات السبعينيات وحتى بداية التسعينيات كان إسم يهودا غيل رمزاً في الموساد. كان رمزاً للنجاح، ورمزاً للمهنية في مهنة لا يوجد أقدم منها سوى الدعارة. كان ضابط التجنيد (للموساد) الذي لا يشق له غبار. وقالوا عنه في الموساد أنه كان "قادراً على تجنيد الذباب أيضاً".
وساعده في ذلك مظهره الخارجي الذي يشير إلى العم الطيب والودود، بصحة جيدة، مع شارب صغير، ولا يلفت النظر إليه في الشارع أو في القطار أو في المقهى. وينضاف إلى ذلك كله طلاقته في اللغتين الإيطالية والعربية، وتمكنه من اللغة الإسبانية والإنجليزية، فضلاً عن قدرته على بناء علاقات وإنشاء حوار، واتقان "اللعبة".
لم يكن هناك "لاعب" يتقن اللعبة أفضل منه في الموساد في الأيام التي أشرق فيها نجمه. ويقول عنه أحد الذين تدربوا على يديه، وأصبح فيما بعد أحد كبار قادة الموساد:" لقد قرأ كثيراً وعندما تقمص دور شخصية، كان يتقن ذلك لدرجة أنها أصبحت مصدر إزعاج في عمله. فعلى سبيل المثال، عندما يتقمص دور محاضر في البيولوجيا في جامعة أوروبية، فقد كان يتعمق في الموضوع ويقرأ الكثير عنه، لدرجة أنه بات يؤمن بالدور. وكانت قدرته على إثارة الإعجاب فناً".
وفي إطار عمله كمرشد في المركز لتقييم قدرات المتدربين في الشارع، كان يشير غيل إلى رجل جالس في أحد المقاهي، ويطلب منهم مصادقته والحصول على رقم بطاقة اعتماده خلال نصف ساعة. وبينما كان يفشل الجميع، كان باستطاعته تنفيذ ذلك خلال مدة زمنية وصل أقصاها إلى 15 دقيقة!
ويقول عنه عضو الكنيست إيهود ياتوم، رئيس الموساد سابقاً، أن محاضرات الإرشاد التي كان يقدمها كانت مطلوبة في الموساد، وهو بدوره كان "استعراضياً وملموساً ومحط الإعجاب، لقد كان اسمه اسطورياً".
كانت حملات تجنيد جنرالات من دول عربية "مواداً" بيد الفنان غيل. فقد كان جاسوساً من الصنف القديم الذي أخذ بالإنقراض في عالم الإستخبارات العصري.
لقد انضم إلى الموساد في بداية سنوات السبعينيات، وتجلت مواهبه بشكل سريع. وبعد أن أنهى دورة التدريب انضم إلى العمليات. وكان له دور في جمع المعلومات عن الفرن الذري العراقي الذي تم قصفه في العام 1981، وحملة جلب ما يسمى "يهود أثيوبيا" في منتصف سنوات الثمانينيات.
إلا أن عنوان عمله في "المكتب" (كان عملاء الموساد القدامي يطلقون هذا الإسم على الموساد) كان تجنيد مصدر سوري، والذي كان أحد كبار الضباط في الجيش والمقرب إلى المستويات القيادية العليا في دمشق. وقد بدأت لقاءاته مع المسؤول السوري في منتصف سنوات السبعينيات. وفي العام 1978 كتب تقريراً قال فيه أنه تمكن من جعل المسؤول السوري مصدراً للمعلومات. ومنذ ذلك الحين وحتى اعتقاله، في العام 1997، كانت تقارير غيل بعد لقاءاته مع المسؤول السوري المدماك المركزي في تقديرات شعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي بشأن نوايا السوريين تجاه إسرائيل.
ويقول ضابط استخبارات سابق، والذي كان على صلة بالتقارير التي كان تصل من غيل نقلاً عن المصدر السوري، أن التقارير كانت مثيرة وغنية بالتفاصيل. ويضيف:" كنا نعتبر المصدر السوري قيمة استيراتيجية. فالمواد التي كانت تصل تشير إلى أنه على صلة بما يدور في سورية. وكانت المواد التي تصل تبدو موثوقة وتتماشى مع الصورة الإستخبارية العامة".
واتضح قبل 9 سنوات أن كل ما جاء في تقارير غيل كان من محض خياله، وأن كل شيء نبع من إحباطه ورغبته بأن يواصل لعب دور "الأفضل من الجميع"، ورغبته الجامحة في الوقوف جانباً ليراقب قادة الموساد وهم يبتلعون لعابهم من الذهول لدى قراءة تقاريره.
وفي المحكمة ادعت النيابة العامة أن غيل كان قد أدرك أن دوره على وشك الإنتهاء، ولما لم يزوده المصدر السوري المذكور بالمعلومات، قرر أن "يخترع" هذه المعلومات. وفي هذا السياق يعتقد كبار المسؤولين السابقين في الموساد أن غيل لم يجند المصدر السوري المذكور. وفي أعقاب المحاكمة، أصدر الموساد وثيقة رسمية طلب فيها من جميع العاملين في المكتب قطع علاقاتهم مع غيل.
وعندما كان على وشك الخروج إلى التقاعد، طلب منه الموساد تأهيل شخص آخر ليحل مكانه في لقاءاته مع المصدر السوري، إلا أنه رفض ذلك بشدة. ورفض أيضاً اقتراحاً بضم شخص آخر إليه. وعلل ذلك بأن المصدر لن يتحدث إلى أحد سواه. وواصل غيل علاقاته مع المصدر حتى بعد أن خرج إلى التقاعد في العام 1989.
وبينما كانت الإستخبارات العسكرية تتلقى تقارير غيل، بدأ الموساد بالتشكك، وفي مرحلة معينة طلب رئيس الموساد في حينه، شبتاي شافيط، قطع العلاقات مع غيل، إلا أن إصرار الإستخبارات العسكرية (أمان) جعلت شافيط يتراجع عن قراره. وعندما طلب منه تسجيل إحدى محادثاته مع المصدر السوري، عاد ومعه شريط لم يصدر منه سوى ضجيج الشوارع وتمتمات بكلمات غير مفهومة، وادعى غيل عندها أن آلة التسجيل معطوبة. ورغم الشكوك فقد واصل غيل عمله كالمعتاد. وفي هذه الأثناء تبلورت لدى الموساد فكرة أن المصدر السوري المذكور هو من يستخدم غيل وليس العكس. وفي اتصال مع المصدر، أجراه عناصر الموساد بطريقتهم، أثناء إحدى جولاته في أوروبا، توصلوا إلى نتيجة أذهلتهم، وهي أن الرجل لم يكن قط مصدراً..
وبحسب الموساد، فإن المصدر هو من يقوم، وهو مدرك لذلك، بتسليم معلومات أمنية عن دولته مقابل مبلغ مالي أو ما يعادله. وبحسب كبار المسؤولين السابقين في الموساد فإن المصدر لم تنطبق عليه هذه المواصفات أبداً. ربما اعتاد غيل مقابلته، ولكنه لم ينجح في "تجاوز الخطوط" معه وتحويله إلى مصدر يزوده بالمعلومات.
وفي أعقاب هذا الكشفـ، الذي وصف بهزة أرضية في الموساد، تقرر القيام بحملة لفحص مدى صدقية غيل. ولم يكن يعلم بذلك سوى 4 أشخاص، هم رئيس الموساد، ورئيس شعبة "تسومت" (الوحدة التي كان يعمل فيها غيل)، وإثنان آخران تم اختيارهما للعمل الميداني.
وفي سفرته الأخيرة إلى أوروبا للإجتماع بالمصدر، في إحدى العواصم الأوروبية، كان غيل تحت المراقبة منذ اللحظة التي غادر فيها البلاد. ولاحقه عناصر من الموساد حتى اجتماعه بالمصدر في أحد المقاهي. وبحسبهم، فإن اللقاء دام أربعين دقيقة، ولم يتفوه الجنرال (المصدر) بأية كلمة تقريباً، بل كان يهز برأسه، وبين الفينة والأخرى ينطق بكلمة، في حين لم يتوقف غيل عن الحديث للحظة. وبالطبع لم يشك غيل بأن هناك من يراقبه على الطاولة المجاورة.
وعن هذا اللقاء، قدم غيل تقريراً يشير إلى أنه قد التقاه 3 مرات، في لقاءات دامت 7 ساعات. وعن تفاصيل اللقاءات عبأ غيل عشرات الصفحات بخط يده! وقام جهاز الأمن العام (الشاباك) باعتقاله لحظة هبوطه من الطائرة في البلاد، وسط ذهول عناصر الموساد.
وبعد أن أدخل ِإلى غرفة التحقيق، قال رئيس شعبة "تسومت" إيلان مزراحي، للمحقق المدعو "الشريف":" لن تستطيع كسره، فأنا أعرفه جيداً". بعد ساعتين خرج "الشريف" من غرفة التحقيق باعتراف كامل من غيل، الذي جلس منهاراً بعد أن اعترف بأنه فبرك جميع التقارير التي قدمها للموساد.
وكانت الحقائق مذهلة.. غيل لم يجند الجنرال السوري أبداً.. ولم يتلق منه أية معلومة بتاتاً، وإنما قام بفبركة التقارير لمدة 20 عاماً..

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04216 seconds with 10 queries