عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب فاوست
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فاوست
فاوست is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
في وطني السليب
مشاركات:
655

افتراضي


س4: أسس حزب الأخوان ميثاق لندن وصاغوا برنامجا حضاريا لسوريا المستقبل، وأخيرا جبهة خلاص مع نائب الرئيس الأسبق المحامي عبد الحليم خدام. وينادون بالدولة المؤسساتية وهجروا الدعوة لخلافة تقليدية، ويتحالفون مع خصوم الأمس والأكراد، هل نجحوا أم أنهم فقط أضافوا رقما جديدا في جوقة الأسماء الفاشلة من أحزاب وحركات ومنظمات سورية منذ أكثر من أربعين سنة، وهل يعول على حزب ديني حمل لواء التغيير الديمقراطي وإقامة دولة علمانية؟

ج4: الجميع على دراية أن الإخوان المسلمين كتيار ديني يشكلون شريحة من الشارع السوري لا نعرف حجمها الحقيقي، غير أن ما أشرت له فيما يخص البرنامج الذي أصدروه سابقا من لندن، لم يقنعني شخصيا على المستوى الفكري والسياسي، وأعتقد أن الكثير من المواطنين السوريين يرون ما أراه، وكنت قد كتبت مقالا نشر في مرآة سوريا بعنوان الإخوان المسلمون وشهوة حب السلطة، وكان اثر هذا المقال أن أثار تحفظهم على موقفي في أكثر من مناسبة، غير أنني احملهم مسؤولية تاريخية لحقبة مضت، كانوا فيها قد أراقوا دم المواطن السوري دون وازع ولا رادع ولا رحمة، وأطالبهم كما طالبتهم على صفحات جريدة القدس: لماذا أيها الأخوان المسلمون لم تتبعوا أسلوب البيانات السلمية من قبل، وحتى بعد التحالف الذي تم بينهم وبين السيد خدام، لم أر على صعيد الواقع أي نجاح لهذا التحالف لحد الآن، بل ازدادوا تقوقعا، ولا ادري إلى أين هم ماضون.

س5: أسس الأكراد في أواسط القرن المنصرم أحزابهم القومية في سوريا، وظلت تتصاعد مطالبهم من الحقوق الثقافية والمواطنة وصولا للإدارة الذاتية والاستقلال عن سوريا، فهل يمكن للأكراد أن يكونوا فتيل التغيير في سوريا أم حطبا لحرق مرحلة تالية؟ وهل هم أكراد سوريون أم سوريون أكراد؟

ج5: قناعاتي الشخصية أن الأكراد لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهم – وللتاريخ أقول- عانوا ولا يزالوا يتحملون الكثير من المعاملة التي يقوم بها النظام بعدم احترام خصوصيتهم الثقافية، كما أهمل سابقا -ولا يزال يهمل- ملف الكثير من الإخوة الأكراد المحرومين من الجنسية السورية. أنا شخصيا مع إعطائهم كافة حقوق المواطنة من واجبات ومسؤوليات، لكن لست مع تقسيم سوريا كما حصل في العراق, أنا معهم لأننا كلنا سوريون، وهذا وطن لنا جميعا، والمجتمع السوري مجتمع فسيفسائي مختلط لشتى القوميات والعرقيات، ولا ينقص هذا الوطن سوى الحاكم الحكيم بعقله وفكره وعدله. فعلى سبيل المثال أنا ولدت من أسرة علوية من ريف منطقة جبلة، وأنا لم اشعر في يوم من الأيام - وأنا في سوريا- بان لدي ميزات بأنني أنا علوي مميز عن بقية الطوائف، من هنا ولتبرئة ساحتي وضميري من هذا الموضوع، أؤكد بان الكثيرين - ليسوا منحدرين من الطائفة العلوية- كان لهم امتيازات ملفتة للنظر، ومميزة، كونهم استطاعوا التقرب من الرئيس حافظ الأسد، كما هو حال بعض العلويين الذين استطاعوا التقرب منه.

إنني امقت الحديث على هذا المنوال، لأن قناعتي التي تعلمتها من محيطي الضيق - أسرتي- هي أن الدين الله والوطن لنا كلنا، وهذا لا يلغي أن بعض الرموز العلوية المصطنعة، التي كانت بالمناصب الكبرى في سوريا قد تحولوا إلى رموز فساد، جعل محدودي الرؤية والاطلاع والأفق، يعتقدون أن النظام طائفي، مما دفعهم إلى جرائمهم الطائفية، إذ لم يكن العلوي البسيط هو الرابح من هذا الفساد، بل كان الرابح الوحيد هي تلك الشخصيات، وكان العلويون بغالبيتهم هم الخاسرون، وفي هذا الموضوع يطول الحديث، وقد يكون مجالاً لمحاورات أخرى.

س6: هل تعتبر المعارضة التي يقودها نائب الرئيس الأسبق رفعت الأسد معارضة موالاة، أو نسخة رديئة عن الجبهة التقدمية وهل المعارضة التي تضم البيانوني وخدام هي بالضرورة معارضة معاداة وخروج عن النواميس، ومالذي يفرقهما ولا يتفقون على التغيير المزعوم، وهل يمكن أن يعني تحالف البيانوني والخدام ورفعت أسد والأكراد في تيار واحد بمثابة بداية لتغيير حقيقي، ولماذا هو غير محقق حتى الآن، ولماذا لا يوجد ملكة نحل تجمع كل المعارضة حولها وظلت متناطحة على الدوام؟

ج6: لست ضد تجمع أو جبهة أو تيار أو حزب، وليس من الضروري أن أكون مع واحد أو غيره منها، إنما أنا ضد أصنام وتماثيل تُعبد، لا أعول كثيرا على تحالف يضم الثلاثي رفعت الأسد عبد الحليم خدام والبيانوني، قد تقولون لماذا وهم اكبر أقطاب في المعارضة؟ أجيبكم وبكل صراحة وجرأة: المشكلة تكمن في عقدة اسمها (تعارضات الـ أنا)، وطالما هذه هي العقدة، فأنني لا أعول أن التغيير قد يكون على يد مثل هكذا تحالف، لأنه صعب التحقق من الأساس. غير أنني اطمح وآمل أن تكون هناك ولادة جديدة في أقرب وقت -حتى ولو كانت قيصيرية- لمعارضة وطنية حرة ديمقراطية تمتلك الفكر والخوف على سوريا، ولديها برنامج حقيقي بعيدا عن المهاترات التي نراها ونسمعها ونقرا عنها كل يوم، نحلم بمعارضة تمتلك فكرا نظرياً متطورا وموضوعيا بعيدا عن العنصرية ووالطائفية والقبلية، يرافقه برنامجٌ حقيقي للتغيير، بعيدٌ عن المهاترات والمسبات، نطمح أن تولد معارضة تحب الوطن وتخلص للمواطن، فهذه هي الثروة الحقيقية لزرع بذور التغيير.

س7: المعارضة السورية فشلت في احداث أي تغيير وكما يختلق النظام مبررات فشله في إدارة البلد، تختلق المعارضة المبررات لتحافظ على هياكل تنظيمية خاوية، فهل يمكن أن تحصل استقالات جماعية للزعامات الأبدية وتضخ دماء شابة في الطاحونة العتيقة؟ وما هو شكل صلاح المعارضة لتقوى على الوقوف بوجه هكذا نظام وتصبح فعلا مثلا لأكبر قدر ممكن من الشارع السوري الذي لم يسمع بمعظمها؟

ج7: سبق وان كتبت أن النظام والمعارضة وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يعاني من أزمات، لكن أزمة المعارضة تكسب النظام عمرا أطول، على عكس أزمة النظام، لم ترتق المعارضة إلى المستوى الذي يجعلها تستفيد من أزمة النظام للصالح العام، وهنا تكمن المشكلة. فالسيد رفعت الأسد والسيد عبد الحليم خدام والبيانوني والأخوة الأكراد كلهم سوريون ويعارضون بالطريقة التي يرونها مناسبة ووطنية ومقنعة من وجهة نظرهم، لكن لماذا يتجاهلون أنه قد يكون هناك معارضة أخرى تمتلك برنامجا وفكرا وطنيا، بعيدا عن المحاصصة وبعيدا عن تقليب المواجع، فمعظمهم لا ينادي بحوار قوى المعارضة فيما بينها على مائدة واحدة، يكون أساسها صدق المصالحة والمصارحة لما فيه مصلحة الوطن، وبدون ذلك فإنني لا أرى فرقاً واضحاً بين إقصاء النظام للمعارضة، وبين إقصاء أطراف المعارضة لبعضها البعض. أنا شخصيا مع ممارسة كل دوره في بناء الوطن، لكن بالطرق الوطنية لا النفعية الأنانية.

س8: لماذا توصم المعارضة السورية الناشطة خارج الوطن بأنها ربيبة الاستعمار والصهيونية، والداخلية بالشريفة وتتلقف الألقاب متسابقة لجني شهادات حسن السلوك من النظام الذي يفترض أنها تعارضه؟

ج8: فيما يخص المعارضة بالداخل مع احترامي الشديد لها، وخاصة لمن يقبعون وراء قضبان الاستبداد، فهم شجعان بكل ما تعني الكلمة من معنى، غير أنني لست مقتنعا بالمعارضة المنظمة المطبوخة في فروع الأمن، واخص بالذكر ما تناقلته بعض الأخبار عن بعض العاملين في منظمات حقوقية وارتباطهم بأجهزة الأمن، فهؤلاء لا أستطيع تشبيههم أبدا ولا مقارنتهم مع المناضل فاتح جاموس أو عارف دليلة أو رياض سيف، لكن ما يقال عن المعارضة الخارجية بأنها ربيبة السفارات الأجنبية، فهذا يذكرني بقول وزير الإعلام السابق عدنان عمران، عندما وصف المعارضين السوريين بالخارج بالعملاء للسفارات الأجنبية، وهذا الاتهام يجب أن لا يثني الشرفاء الوطنيين من المعارضة السورية بالخارج عن طريقهم، وعليهم أن لا يحبطوا من هكذا اتهامات، بل يجب أن تكون اتهامات النظام للمعارضة الوطنية الخارجية بالعمالة -أسوة بزحف النظام والاستجداء والاستقواء بالخارج- بمثابة وسام يعلق على صدور هذه المعارضة غير المرهونة بأوامر القوى الخارجية، ولن تسقط المعارضة الوطنية -على ما أعتقد- يوما من الأيام إلى عمالة النظام، وعندما تفعل ذلك فإنها ستفقد صفتها الوطنية.

س9: لولا عصا النظام الغليظة ما هي ضمانة الوحدة الوطنية والوئام السلمي في ظل دعوات تهجير العلويين للجبال والحزام العربي والاحصاء العنصري والفيدرالية الكردية واستبعاد السرياني من منصب الرئاسة والدعوات الطائفية والمذهبية والتكفيرية؟ هل أدمن السوريون القمع والذل والإهانات اليومية مع الفقر والبطالة؟

ج9: أعود للقول أنا مع بشار الأسد كملك، ولست معه كرئيس لولايتين وبنسبة 99,99%، أنا مع أي إنسان مهما كانت ديانته شريطة أن يحكم سوريا بالعدالة والمساواة وإحقاق الحق وإعطاء الحريات وإلغاء الأحكام العرفية والانتقال بسوريا إلى دولة متطورة إلى دولة لكل السوريين، وليست مزرعة لعائلة.

قد يخيل لكم بان الشعب السوري دجن وأدمن الفقر والذل والإهانات اليومية، لكن أقول على الملأ، واخص السيد بشار الأسد، أن كثيراً من السوريين لا يدجنون، بل هم بمعظمهم صابرون، وكما يقال الهدوء دائما يسبق العاصفة، واحذر من هذا اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون.

س10: ما هي إمكانيات التغيير الفعلية في سوريا، وهل يمكن أن يتصالح النظام مع الشارع السوري، وكيف يمكننا أن ننظر إلى سوريا المستقبل في ظل ولاية قديمة متجددة ومحكمة دولية سارية وبرلمان جديد قادر على التصفيق وفقر مدقع؟

ج10: إن الإمكانية الحقيقية للتغير الفعلي في سوريا تبدأ من تصالح النظام مع الشعب، بدءاً من راس الهرم السلطوي، وصولا إلى المواطن الذي يبحث عن رغيف الخبز لأسرته، نتمنى أن تبدأ المصالحة الوطنية قبل هبوب العاصفة، وان يبادر النظام بدعوة كافة السوريين المعارضين والموالين في الخارج والداخل -واخص المعارضة الخارجية- إلى الوطن للمساهمة والمشاركة في بناء سوريا المستقبل، نتمنى منه تحرير وتبيض السجون، و أن يكون هناك علاقات أخوية مع كل دول لجوار مبنية على الاحترام والتعاون المتبادل.

أما فيما يخص وجوده بالسلطة، لم يعد يهم إن كان ملكا أو رئيسا، المهم أن يكون محباً للوطن والمواطنين كل المواطنين.

وبالعودة إلى الدعوة التي تخص تهجير العلويين من المدن إلى الجبال والتي جاءت من المسمى الغادري، فاعتقد أنني لمجرد الرد عليه أكون قد أعطيته قيمة، فهو اسم نكرة، ولا أظن أنه يعبر عن رأي سوري واحد، بل هو الذي يوضح تماماً ما تكلمت عنه في سؤالك السابق، وأعني المعارض الذي فقد وطنيته، وهنا تنطبق كلمات الوزير عمران على هذه الحالة الشاذة، والملفوظة من غالبية المعارضين للنظام.

وبما يخص المحكمة الدولية والمستجدات، فحسب قراءتي للموضوع، علينا أن ننتظر نتائج التحقيق الذي سيقدمه القاضي بريميرتز من جهة، ومن ثم ما ستكون عليه بنية القضاة في المحكمة، التي يؤمل منها أن تتوخى كشف ظروف الجريمة النكراء، وكشف منفذيها، بعيدا عن أي تسييس لدورها.

أما إذا كان النظام السوري متورطاً في الجريمة، فلا أستبعد أن يكون هناك صفقة لاستمرارية النظام الحالي، مقابل تسوية سورية – إسرائيلية تكون على حساب سوريا وبعض القوى الإقليمية النافذة، فإذا نجحت تلك المساعي لعقد صفقة سلام بين سوريا وإسرائيل، عندها نقول على المحكمة وعلى سوريا، السلام، حتى ولو كان النظام السوري متورطاً فيها.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08312 seconds with 10 queries