لا شكّ أن العبادة الحقيقيّة تحتاج لجرأة كبيرة ورجولة روحيّة ومجهود حقيقيّ، لأنّ أولى دلائل الممارسة الحقيقيّة للعبادة هي التبدّل الداخليّ للإنسان. العبادة عكس العادة: العادة تعني التكرار الأعمى، ولكنّ العبادة تعني التقدّم نحو الله، وهذا يسبقه التبدّل الداخليّ الكيانيّ. تكتفي العادة في العبادة بتقديم الذبائح بأشكالها وألوانها. لكن العبادة الحقيقة تتطلّب ذبائح وأعمال فضيلة فقط كتعبير عن تقديم "طريقة الحياة" ذاتها. حيث العبادة الحقيقة تقوم على تبديل طريقة حياتنا من حياة بالجسد إلى حياة بالروح، ومن حياة بحسب الإنسان القديم إلى حياة الإنسان الجديد بحسب المسيح.
|